الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
بالتفصيل : حكم صيام ليلة النصف مِن شعبان وفضله Abdelazeez-rajab%202
ليلة النصف مِن شعبان. فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي: أنها ليلة مُفضَّلة. وأنَّ مِن السَّلف مَن كان يَخُصّها بالصَّلاة فيها ، وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة. ومِن العلماء من السلف، من أهل المدينة وغيرهم من الخلف: مَن أنكر فضلها ، وطعن في الأحاديث الواردة فيها، كحديث:[إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب] وقال: لا فرق بينها وبين غيرها. لكن الذي عليه كثيرٌ مِن أهل العلم ؛ أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم: على تفضيلها ، وعليه يدل نص أحمد - ابن حنبل من أئمة السلف - ، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من الآثار السلفيَّة، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن. وإن كان وضع فيها أشياء أُخر"

( اقتضاءالصراط المستقيم / ص266 )
فيجوز للمسلم أن يكثر الصوم عموما في سائر أيام السنة، ويستحب له أن يكثر من الصوم في شهر شعبان خصوصا لما رواه الشيخان من حديث عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ. اهـ.

وانظر الفتوى رقم: 3928. عن استحباب الإكثار من الصيام في شعبان, والفتوى رقم: 11549، عن الصيام بعد النصف من شعبان.

وأما صيام يوم النصف فيجوز صيامه مع سائر أيام الشهر أو يصومه من له عادة كصيام يوم وفطر يوم أو صيام الإثنين والخميس فيوافق ذلك يوم النصف من شعبان، أو صيامه على أنه من الأيام البيض، إلا أنه لا يشرع تخصيصه بصيام دون بقية أيام شعبان. وانظر الفتوى رقم: 6088 عن ليلة النصف من شعبان .