انفك الحصار عن السوري القادم من لبنان الى ألمانيا، ففي ألمانيا متسعا من الحرية والأمل، ليتنفس السوري الصعداء، ويتمكن أخيرا من وصف ما يجري في مخيمات السوريين هناك، لعل الصوت يصل، مخيمات اللجوء التي يلفها التعتيم الاعلامي كما يلف الظلام والقهر الكثير من تفاصيل حياة السوري في دول الجوار.
سوري و"عم تشتكي"!
رياض جاء من لبنان الى ألمانيا، بطريقة شرعية عن طريق الأمم المتحدة، لديه أربعة أطفال، لا يتحدث عن أهوال الحرب في سوريا، بل عن أهوال التعامل الأمني اللبناني مع السوريين، فيقول لأورينت (لا يستطيع السوري أن يقدم أي شكوى في حال تعرض لعملية نصب أو احتيال أو لم يدفع له رب العمل أجره، فأول كلمة يقولها له الدرك، سوري وعم تتشكى)، شاب أخر كان يعيش في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، التقته أورينت خلال اعداد هذا التقرير يستضيف في الشرح (عندما تأتينا معونات من قطر أو السعودية، تصل الشاحنة محملة بكراتين كبيرة، مختوم عليها ما يؤكد أنها مساعدات للاجئين السوريين، لا نستطيع أن ننقدم لاخذها، يصادرها المسؤولون اللبنانيون الذين جاؤوا مع الشحن، يفتحونها ويأخذون ما يحتاجونه، ويتركون الباقي قطعة ثياب أو أثنتين، يرموها لنا كفضلة).
توزيع معونات أمام الكاميرات فقط!
هذا إضافة الى شهادات عن التضيق عليهم والتمثيل الاعلامي، الذي يمارسه المعنيون، فحين يكون هناك كاميرا تابعة لاحد المحطات، يفسحون المجال للسوريين للتقدم وأخذ صناديق المعونة المخصصة لهم، ثم يحاولون اجراء حوارا مع أحدهم ليتشكر الدولة المانحة، التي لا علم لها بما يحصل على ارض الواقع، وما أن تغادر كاميرات التصوير، حتى تنتهي المسرحية الهزلية، ومن ثم يتم الاستيلاء على المساعدات. وقد حاول أحد الشباب تصوير هذا بهاتفه المحمول، عله يتمكن من ايصاله خارج حدود المخيم، فما كان من الأمن لبناني او الدرك (لا أعرف) حسب قوله، من هو تابع للأمن ومن هو تابع للدرك، ما كان منه إلا أن تقدم وصادر المحمول، كي لا تنقل الحقيقة خارج اسوار المخيمات، كما يروي البعض عن سرقة واضحة للمساعدات التي تصل للسوريين، والتي يقوم المسؤولون هناك ببيعها للسوري بعد مصادرتها، مثل البطانيات والفرش. البعض ذكر أنه آصبح لديه حلم فقط الخروج من هذا الكابوس، لا اوراق نظامية لديهم هناك، لا يمكنهم التنقل بحرية، ولا العمل بأجر عادل، المخيم كالسجن الكبير.
حملوا خوفهم من لبنان إلى ألمانيا!
هذه السلوكيات تجعل السوري في ألمانيا شديد الحذر من أن "يُنصَب" عليه، أن يكون له حق ويغتصبه أحد، مما يجعل البعض شديدي العصبية اذا ما شعروا أن شيئا من حقوقهم هنا سيذهب، إضافة الى خوف مستمر يظل يلازمهم، من أن عليهن أن لا يعلنوا موقفهم من النظام السوري، فتقول (عبير) وهي فتاة في العشرين من عمرها، هاربة مع عائلتها: "في لبنان لا يمكن أن يكون السوري رمادي أو حيادي حتى لو شاء ذلك، ففي مناطق كان علينا أن نظهر أننا مع النظام أو الشتيمة والتحقير لنا بالمرصاد إن لم يكن محاولة القتل، وفي مناطق أخرى علينا أن نعلن بقوة أننا ضد النظام السوري وإلا مصيرا أسودا أيضا في إنتظارنا، هنا لا نريد أن نتحدث أبدا"..
شكوى وتعقيدات جمركية!
كما يشتكي كثر من السوريين من المقيمين القدامى في ألمانيا، أنهم يحاولون بكل الطرق إرسال حقائب ثياب وأحذية وخلافه لمخيمات إخوتهم السوريين في لبنان، ولكن عبثا بسبب تعقيد الإجراءات وعدم إحساس الأمن اللبناني بأدنى درجات الإنسانية لتقديم أي تسهيلات تسهم في إيصال مثل هذه التبرعات... وليس هذا فقط في لبنان، فإحداهن تروي تجربتها المريرة مع أمن المطار في الأردن أيضاً فتقول: "بقينا مدة شهر، نلم التبرعات واشترينا ثيابا وأحذية ذات جودة عالية، والشحنة توقفت في مطار الأردن وبعد العديد من الاتصالات والرد والصد، توقفنا عن المحاولة كون الأمن الأردني سيطر على الحمولة".
تبادر بعض النساء السوريات الى السفر الى لبنان، للقاء الأهل ومستغلة الفرصة، لأخذ حقيبة مساعدات، تعرف أنها لا تكفي، ولكن أفضل من لاشيء على حسب وصف الكثيرات، رائدة إحدى هؤلاء النساء تقول: "لم يعد لنا ثقة بما يحدث بالمساعدات المرسلة، والى أي يد تصل أو كيف يتم التصرف بها، نحتاج قنوات وصل وروابط بالداخل اللبناني نثق فيها، يحاول بعض الأخوة البنانين المساعدة، ولكن لا يستطيع أحد منهم منع المسؤولين عن مصادرة المساعدات".
وحسب المتحدث الرسمي باسم أوكسفام فقد صرح أن أيصال المساعدات الإنسانية لم يتحسن، ولكن تدهورت في كثير من الحالات، والحاجة إلى المساعدة في حالات الطوارئ قد زادت، وفي الوقت نفسه، تم تخفيض التمويل من قبل أعضاء الأمم المتحدة في نسبة. "، وفي هو الحالة أعتقد يجب دعوة الأمم المتحدة للمساءلة" .
وفي عام 2014 كان 76،000 قتيلا، مما جعل هذا العام الاكثر دموية للصراع. وقتل خلال الحرب ما مجموعه 220،000 شخص حتى الآن. 4.8 مليون السوريين وفقا للتقرير الصادر عن وصف الأمم المتحدة بأنه يصعب الوصول إليهم، وارتفع عدد الأطفال الذين يمكن أن يبقوا على قيد الحياة فقط مع الإغاثة، بنسبة 31 في المئة
سوري و"عم تشتكي"!
رياض جاء من لبنان الى ألمانيا، بطريقة شرعية عن طريق الأمم المتحدة، لديه أربعة أطفال، لا يتحدث عن أهوال الحرب في سوريا، بل عن أهوال التعامل الأمني اللبناني مع السوريين، فيقول لأورينت (لا يستطيع السوري أن يقدم أي شكوى في حال تعرض لعملية نصب أو احتيال أو لم يدفع له رب العمل أجره، فأول كلمة يقولها له الدرك، سوري وعم تتشكى)، شاب أخر كان يعيش في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، التقته أورينت خلال اعداد هذا التقرير يستضيف في الشرح (عندما تأتينا معونات من قطر أو السعودية، تصل الشاحنة محملة بكراتين كبيرة، مختوم عليها ما يؤكد أنها مساعدات للاجئين السوريين، لا نستطيع أن ننقدم لاخذها، يصادرها المسؤولون اللبنانيون الذين جاؤوا مع الشحن، يفتحونها ويأخذون ما يحتاجونه، ويتركون الباقي قطعة ثياب أو أثنتين، يرموها لنا كفضلة).
توزيع معونات أمام الكاميرات فقط!
هذا إضافة الى شهادات عن التضيق عليهم والتمثيل الاعلامي، الذي يمارسه المعنيون، فحين يكون هناك كاميرا تابعة لاحد المحطات، يفسحون المجال للسوريين للتقدم وأخذ صناديق المعونة المخصصة لهم، ثم يحاولون اجراء حوارا مع أحدهم ليتشكر الدولة المانحة، التي لا علم لها بما يحصل على ارض الواقع، وما أن تغادر كاميرات التصوير، حتى تنتهي المسرحية الهزلية، ومن ثم يتم الاستيلاء على المساعدات. وقد حاول أحد الشباب تصوير هذا بهاتفه المحمول، عله يتمكن من ايصاله خارج حدود المخيم، فما كان من الأمن لبناني او الدرك (لا أعرف) حسب قوله، من هو تابع للأمن ومن هو تابع للدرك، ما كان منه إلا أن تقدم وصادر المحمول، كي لا تنقل الحقيقة خارج اسوار المخيمات، كما يروي البعض عن سرقة واضحة للمساعدات التي تصل للسوريين، والتي يقوم المسؤولون هناك ببيعها للسوري بعد مصادرتها، مثل البطانيات والفرش. البعض ذكر أنه آصبح لديه حلم فقط الخروج من هذا الكابوس، لا اوراق نظامية لديهم هناك، لا يمكنهم التنقل بحرية، ولا العمل بأجر عادل، المخيم كالسجن الكبير.
حملوا خوفهم من لبنان إلى ألمانيا!
هذه السلوكيات تجعل السوري في ألمانيا شديد الحذر من أن "يُنصَب" عليه، أن يكون له حق ويغتصبه أحد، مما يجعل البعض شديدي العصبية اذا ما شعروا أن شيئا من حقوقهم هنا سيذهب، إضافة الى خوف مستمر يظل يلازمهم، من أن عليهن أن لا يعلنوا موقفهم من النظام السوري، فتقول (عبير) وهي فتاة في العشرين من عمرها، هاربة مع عائلتها: "في لبنان لا يمكن أن يكون السوري رمادي أو حيادي حتى لو شاء ذلك، ففي مناطق كان علينا أن نظهر أننا مع النظام أو الشتيمة والتحقير لنا بالمرصاد إن لم يكن محاولة القتل، وفي مناطق أخرى علينا أن نعلن بقوة أننا ضد النظام السوري وإلا مصيرا أسودا أيضا في إنتظارنا، هنا لا نريد أن نتحدث أبدا"..
شكوى وتعقيدات جمركية!
كما يشتكي كثر من السوريين من المقيمين القدامى في ألمانيا، أنهم يحاولون بكل الطرق إرسال حقائب ثياب وأحذية وخلافه لمخيمات إخوتهم السوريين في لبنان، ولكن عبثا بسبب تعقيد الإجراءات وعدم إحساس الأمن اللبناني بأدنى درجات الإنسانية لتقديم أي تسهيلات تسهم في إيصال مثل هذه التبرعات... وليس هذا فقط في لبنان، فإحداهن تروي تجربتها المريرة مع أمن المطار في الأردن أيضاً فتقول: "بقينا مدة شهر، نلم التبرعات واشترينا ثيابا وأحذية ذات جودة عالية، والشحنة توقفت في مطار الأردن وبعد العديد من الاتصالات والرد والصد، توقفنا عن المحاولة كون الأمن الأردني سيطر على الحمولة".
تبادر بعض النساء السوريات الى السفر الى لبنان، للقاء الأهل ومستغلة الفرصة، لأخذ حقيبة مساعدات، تعرف أنها لا تكفي، ولكن أفضل من لاشيء على حسب وصف الكثيرات، رائدة إحدى هؤلاء النساء تقول: "لم يعد لنا ثقة بما يحدث بالمساعدات المرسلة، والى أي يد تصل أو كيف يتم التصرف بها، نحتاج قنوات وصل وروابط بالداخل اللبناني نثق فيها، يحاول بعض الأخوة البنانين المساعدة، ولكن لا يستطيع أحد منهم منع المسؤولين عن مصادرة المساعدات".
وحسب المتحدث الرسمي باسم أوكسفام فقد صرح أن أيصال المساعدات الإنسانية لم يتحسن، ولكن تدهورت في كثير من الحالات، والحاجة إلى المساعدة في حالات الطوارئ قد زادت، وفي الوقت نفسه، تم تخفيض التمويل من قبل أعضاء الأمم المتحدة في نسبة. "، وفي هو الحالة أعتقد يجب دعوة الأمم المتحدة للمساءلة" .
وفي عام 2014 كان 76،000 قتيلا، مما جعل هذا العام الاكثر دموية للصراع. وقتل خلال الحرب ما مجموعه 220،000 شخص حتى الآن. 4.8 مليون السوريين وفقا للتقرير الصادر عن وصف الأمم المتحدة بأنه يصعب الوصول إليهم، وارتفع عدد الأطفال الذين يمكن أن يبقوا على قيد الحياة فقط مع الإغاثة، بنسبة 31 في المئة