يتقاطر بعض السوريين عصر كل يوم إلى مراكز لتوزيع الطعام في مدن شتى من تركيا بعدما وجدوا فيها الملاذ الآمن من قصف النظام المجرم ومجازره التي صمت العالم عنها، بل ومصفقين له.
وحيث فرص العمل شحيحة، والموارد قليلة، والمواد الإغاثية يذهب الكثير منها لغير مستحقيها، والمدخرات استنفذت، ناهيك عن البيوت التي تركوها مهدمة والممتلكات التي تحطمت أو نهبت، ثم لم يجدوا مكاناً لهم في المخيمات أو مراكز الإيواء، بالإضافة إلى أن غلاء المعيشة وأسعار إيجار البيوت ترهق كاهل المقتدرين في تركيا، فما بالك بالفقير الذي كان يعيش (بالمياومة) في بلده.
مطابخ الجمعيات الخيرية
تقوم جمعياتٌ خيريةٌ في مدينة كلس التركية الحدودية بتوزيع الطعام المطبوخ والخبز على الأفواه الجائعة، حيث تكون الأولوية للنساء ثم بعد ذلك للرجال, يحملون أوعيتهم البلاستيكية (السطل)، ورغم أن الطعام بسيط "كطعام الجنود" إلا أنهم يتزاحمون في صفوف طويلة لا تخلو من المصادمات و(المناحرات)، التي قد لا تنتهي بنهايات سعيدة أحياناً.
أم أحمد تتأوه وتتمنى الموت
(الحاجة أم أحمد) جلست بجانبي لتستريح من عناء الوقوف والمزاحمة بعد ثلاث ساعات من وقوفها "بالطابور"، وحصولها على الطعام، تأوهت طويلاً ثم قالت: "الله يفرجها على الجميع, الله يموّتنا لنرتاح، ما عدنا نحتمل"، وتتابع: "والله ذل يا ابني"
الكمية قليلة
كمية الطعام وجودته تختلف من مركز لآخر حيث تكفي الحصة الواحدة لإطعام شخصين أو ثلاثة (لوجبة واحدة)،ما يجعل أصحاب العائلات الكبيرة أن يرسلوا عدة أشخاص أو أن يعيدوا الوقوف في الطابور للحصول على كمية تكفي لكامل العائلة.
- (السيدة نسمة) تهاجم هؤلاء الذين يحصلون على عدة حصص وتحملهم وزر الزحام الشديد، وتقول (ماذا يفعلون بكل هذا الطعام؟).
- فتجيب أخرى: لو لم يكونوا بحاجة إليه لما تحملوا هذا العناء والزحام.
- (أبو عبدو) يتأوه ويقول الله يعين المحتاج والفقير, إرحموا عزيز قوم ذَل, ما جئنا إلى هنا إلا مجبرين، بعد أن قصفنا المجرم بالبراميل المتفجرة والسكود.
ويبقى السوري تائهاً وذليلاً في بلاد النزوح والغربة، ينظر إلى الأفق فلا يرى سوى ظلام التشرد، ويتسول لقمته من موائد الكرام، بينما تُنهب غلاله، وتدمر آلات الإنتاج في بلده منتظراً الفرج القريب، بينما تتضارب مصالح الدول "صاحبة القرار" مع إيجاد حل لمعاناة السوريين ونصر ثورتهم.
وحيث فرص العمل شحيحة، والموارد قليلة، والمواد الإغاثية يذهب الكثير منها لغير مستحقيها، والمدخرات استنفذت، ناهيك عن البيوت التي تركوها مهدمة والممتلكات التي تحطمت أو نهبت، ثم لم يجدوا مكاناً لهم في المخيمات أو مراكز الإيواء، بالإضافة إلى أن غلاء المعيشة وأسعار إيجار البيوت ترهق كاهل المقتدرين في تركيا، فما بالك بالفقير الذي كان يعيش (بالمياومة) في بلده.
مطابخ الجمعيات الخيرية
تقوم جمعياتٌ خيريةٌ في مدينة كلس التركية الحدودية بتوزيع الطعام المطبوخ والخبز على الأفواه الجائعة، حيث تكون الأولوية للنساء ثم بعد ذلك للرجال, يحملون أوعيتهم البلاستيكية (السطل)، ورغم أن الطعام بسيط "كطعام الجنود" إلا أنهم يتزاحمون في صفوف طويلة لا تخلو من المصادمات و(المناحرات)، التي قد لا تنتهي بنهايات سعيدة أحياناً.
أم أحمد تتأوه وتتمنى الموت
(الحاجة أم أحمد) جلست بجانبي لتستريح من عناء الوقوف والمزاحمة بعد ثلاث ساعات من وقوفها "بالطابور"، وحصولها على الطعام، تأوهت طويلاً ثم قالت: "الله يفرجها على الجميع, الله يموّتنا لنرتاح، ما عدنا نحتمل"، وتتابع: "والله ذل يا ابني"
الكمية قليلة
كمية الطعام وجودته تختلف من مركز لآخر حيث تكفي الحصة الواحدة لإطعام شخصين أو ثلاثة (لوجبة واحدة)،ما يجعل أصحاب العائلات الكبيرة أن يرسلوا عدة أشخاص أو أن يعيدوا الوقوف في الطابور للحصول على كمية تكفي لكامل العائلة.
- (السيدة نسمة) تهاجم هؤلاء الذين يحصلون على عدة حصص وتحملهم وزر الزحام الشديد، وتقول (ماذا يفعلون بكل هذا الطعام؟).
- فتجيب أخرى: لو لم يكونوا بحاجة إليه لما تحملوا هذا العناء والزحام.
- (أبو عبدو) يتأوه ويقول الله يعين المحتاج والفقير, إرحموا عزيز قوم ذَل, ما جئنا إلى هنا إلا مجبرين، بعد أن قصفنا المجرم بالبراميل المتفجرة والسكود.
ويبقى السوري تائهاً وذليلاً في بلاد النزوح والغربة، ينظر إلى الأفق فلا يرى سوى ظلام التشرد، ويتسول لقمته من موائد الكرام، بينما تُنهب غلاله، وتدمر آلات الإنتاج في بلده منتظراً الفرج القريب، بينما تتضارب مصالح الدول "صاحبة القرار" مع إيجاد حل لمعاناة السوريين ونصر ثورتهم.