فقه الصيام الميسّر (8):
#نصائح_رمضانية (التقليل من الأكل)
التقليل من الأكل واجب في كل الأوقات، قال الله تعالى: "وَكُلُوا واشْرَيُوا وَلَا تُسْرِفُوا إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُسْرِفينَ"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما مَلأ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِه، بِحَسَبِ ابْنِ آدَمَ أُكْلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كان لا مَحالَةَ فَثُلُثٌ لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه"، وقال ابن باديس رحمه الله: "يتوقف هذا البدن وصلاحه على الغذاء، وقد جعل الله فيه وعاء وأي وعاء، هو المعدة، مخزن للغذاء وبيت الداء، وعلى حفظ نظام هذا الوعاء تترتب الصحة والمرض والسقم والشفاء، فإذا ملأ ابن آدم بطنه كان عليه شر وعاء، وانبعثت منه شر الأدواء [جمع داء]؛ أسقام للبدن وأثقال على الروح وظلمات للعقل، فانقلب على الإنسان -مع انتفاع به- إلى أصعب الشر وأقسى البلاء. وإذا اقتصر على أكلات تقيم الصلب وتمسك البدن حصل من البدن على العمل وسلم من آلام المرض ونَعِم بالعافية".
ومن مقاصد الصيام أن يشعر الشبعان طوال العام بالجائع سائر الأيام، فكيف إذا شبع الشبعان في رمضان أكثر من سائر الأيام، أنى يتذكر الجوعى؟؟
وقد سئل أحد السلف لِمَ شُرع الصيام؟ فقال: "ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع".
والناظر في حال المسلمين الصائمين آخر الزمان يَرَ آياتٍ منقلبةً ومقاصدَ مُنتكسةً: يمتنع الواحد منهم عن الطعام والشراب سائرَ النهار، فإذا حل الليلُ ضاعف من المطعومات والمشروبات، فأكل في الليلة الواحد ما يأكله في أسبوع، وخالف بذلك هَدْيَ المحبوب صلى الله عليه وسلم القائل: "إن المؤمن يأكل في مَعِيٍّ واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء"، ونتيجة لذلك أن يصرف المسلم في رمضان أضعافا مضاعفة من مصاريف الفطر، وكان ينبغي أن يقلل من المصاريف إلى مقدار الثلث، لأنه أنقص وجبة واحدة من ثلاث وجبات.
هكذا حال المسلمين في آخر الزمان؛ انقلبت عندهم الموازين: سهر بالليل ونوم بالنهار، وأكل فوق الشبع، ومصاريف مضاعفة تربو عن المعقول، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا !! وتفسير ذلك من الناحية النفسية: أن النفس إذا فقدت المعاني العليا للصيام وغيره تشبثت بالمطالب الدنيا، لأن النفس لا ترضى بالهزيمة في كل الميادين، فتهربُ إلى الميدان الأقرب، وهو ميدان المحسوس.
اللهم فقهنا في ديننا ورُدّنا إليه ردا جميلا.
#نصائح_رمضانية (التقليل من الأكل)
التقليل من الأكل واجب في كل الأوقات، قال الله تعالى: "وَكُلُوا واشْرَيُوا وَلَا تُسْرِفُوا إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُسْرِفينَ"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما مَلأ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِه، بِحَسَبِ ابْنِ آدَمَ أُكْلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كان لا مَحالَةَ فَثُلُثٌ لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه"، وقال ابن باديس رحمه الله: "يتوقف هذا البدن وصلاحه على الغذاء، وقد جعل الله فيه وعاء وأي وعاء، هو المعدة، مخزن للغذاء وبيت الداء، وعلى حفظ نظام هذا الوعاء تترتب الصحة والمرض والسقم والشفاء، فإذا ملأ ابن آدم بطنه كان عليه شر وعاء، وانبعثت منه شر الأدواء [جمع داء]؛ أسقام للبدن وأثقال على الروح وظلمات للعقل، فانقلب على الإنسان -مع انتفاع به- إلى أصعب الشر وأقسى البلاء. وإذا اقتصر على أكلات تقيم الصلب وتمسك البدن حصل من البدن على العمل وسلم من آلام المرض ونَعِم بالعافية".
ومن مقاصد الصيام أن يشعر الشبعان طوال العام بالجائع سائر الأيام، فكيف إذا شبع الشبعان في رمضان أكثر من سائر الأيام، أنى يتذكر الجوعى؟؟
وقد سئل أحد السلف لِمَ شُرع الصيام؟ فقال: "ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع".
والناظر في حال المسلمين الصائمين آخر الزمان يَرَ آياتٍ منقلبةً ومقاصدَ مُنتكسةً: يمتنع الواحد منهم عن الطعام والشراب سائرَ النهار، فإذا حل الليلُ ضاعف من المطعومات والمشروبات، فأكل في الليلة الواحد ما يأكله في أسبوع، وخالف بذلك هَدْيَ المحبوب صلى الله عليه وسلم القائل: "إن المؤمن يأكل في مَعِيٍّ واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء"، ونتيجة لذلك أن يصرف المسلم في رمضان أضعافا مضاعفة من مصاريف الفطر، وكان ينبغي أن يقلل من المصاريف إلى مقدار الثلث، لأنه أنقص وجبة واحدة من ثلاث وجبات.
هكذا حال المسلمين في آخر الزمان؛ انقلبت عندهم الموازين: سهر بالليل ونوم بالنهار، وأكل فوق الشبع، ومصاريف مضاعفة تربو عن المعقول، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا !! وتفسير ذلك من الناحية النفسية: أن النفس إذا فقدت المعاني العليا للصيام وغيره تشبثت بالمطالب الدنيا، لأن النفس لا ترضى بالهزيمة في كل الميادين، فتهربُ إلى الميدان الأقرب، وهو ميدان المحسوس.
اللهم فقهنا في ديننا ورُدّنا إليه ردا جميلا.