السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
أما بعد ...
فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - بيَّن لنا في كتابه العزيز عِظَمَ الكلمة التي يتلفَّظُ بها المسلم ، وما يجب عليه من الاحتراز عند التلفُّظ بها لأنَّه سيُحاسَبُ عليها ؛ فقال في كتابه : ففف مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ ققق [ ق ] ، وبيَّن لنا النبيُّ صصص خطورة إلقاء الكلام على عواهنه ، وأنَّ حسابه يوم القيامة - وقبله في القبر - عسيرٌ جدًّا ؛ وفي الحديث : " إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة [ ما يتبيَّن فيها ] ؛ يزلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " أخرجه أحمد ، وغيره [ الصحيحة (540) ] .
لذلك وجب على كل مسلمٍ أن يحفظ لسانه ، ويصونه عن الخوض فيما لا يعنيه ، وما لا يفيده ؛ بل يضرُّه ! ؛ حتى يضمن له النبيُّ صصص الجنة ، كما قال في الحديث المعروف .
من هذا المنطلق أردتُ أن أناقش مع مشايخنا الكرام ، وإخواني الأفاضل هذه المسألة ؛ وهي : " الألفاظ والأمثال التي يتكلَّم بها العامة وبعض طلبة العلم أيضًا مما يخالف شرع الله - جلَّ وعلا - ، أو يُشكُّ فيه ، من كل البلاد الإسلامية " .
والموضوع - كما يظهر من عنوانه - يناقش مسألةً هامّةً وقع بسببها كثيرٌ من المسلمين في الشرك الأكبر وهم لا يدرون - وهذا لا يعني إطلاق الكفر عليهم كما هو معلوم - ، ووقعوا في مخالفة كلام الله - سبحانه وتعالى - ، وكلام رسوله صصص ، فالأمر - على هذا - خطيرٌ جدًّا ، يُرجى الاهتمام والعناية به .
قبل البدء في الكلام ؛ أحب أن أُنبِّه على بعض التنبيهات :
1- المقصود من الموضوع : على الإخوة الكرام أن يُقيِّدوا الألفاظ والأمثال التي تتردَّد عندهم في بلادهم ، ومحافظاتهم ، ومراكزهم التي يُتأكَّدُ أنَّها مخالفة لكلام الله وكلام الرسول ، أو يُظنُّ فيها ذلك ، أو لها احتمالات .
2- لن نتعرَّض في موضوعنا هذا على الكلام الذي فيه بذاءة مما يردِّده العامة ؛ فهو خارجٌ عن موضوعنا .
3- أرجو من كلِّ أخٍ يكتب مثلًا ، أو لفظًا أن يُبيِّن معناه الذي يعنيه المُتكلِّمون به ، ولماذا يُخالف الشرع ، أو ما شابه ذلك .
4- سنسلُك في موضوعنا طريقة ترقيم الكلمات والأمثال المخالفة ؛ فلا ينسى أحدٌ الترقيم .
5- كثيرٌ من العلماء والدعاة تكلَّموا عن هذه المسألة ؛ ولكن مع ذلك لم أر أحدًا من العلماء شمل كل - أو قارب - الألفاظ والأمثال التي تتوارد على الألسنة ؛ فنحتاج إلى ذكر ما تيسَّر لنا للاستفادة - كلٌّ يستفيد من أخيه - ، ولإفادة المسلمين ؛ حيثُ يُخصِّصُ من رزقهم الله التدريس في بعض المساجد بعض الدروس ، وجمع هذا الكلام وإلقاءه للعامة حتى يحذروا من هذا الكلام .
والله الموفِّق .
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن ينفعنا بهذا الموضوع ، وأن ينفع به المسلمين .
وإلى الموضوع ....
1- " اللي تحسبه موسى يطلع فرعون " :
يريدُ به قائله - فيما أعلم - : أنَّك قد ترى رجلًا ، طيبًّا في معاملته ، أخلاقه ظاهرها حسنة ، وكلامه : قال الله ، وقال الرسول ؛ فهو في هذه الحال - على هذا المثل - كحال موسى في أدبه وخُلُقه ، ثم إذا ظهر منه أمرٌ بخلاف ما كان يُظنُّ به ، انقلبت الموازين ، وتغيَّر هذا الرجل تغيُّرًا عجيبًا ، حتى بلغ في سوء معاملته مبلغ فرعون - عليه لعنة الله - !!
وموضع الاستشكال منه : هل يجوز تشبيه الناس في الظاهر - في معاملاتهم ، وأخلاقهم ، وأحوالهم - بأحد من الأنبياء ؟ وعلى النقيض : هل يجوز وصف حال المسلم الذي تغيَّر حاله من الأخلاق الطيبة ، إلى الأخلاق السيئة بهذا الرجل الذي بلغ في الكفر غايته ؟!
2- " العبد في التفكير ، والرب في التدبير " :
يريدون : أنَّ العبد عليه أن يُفكِّر في ما يُصلح أحواله في الدنيا ؛ من سعيٍ في طلب الرزق ، أو التفكير لأي شيءٍ فيه نفع للنفس أو للغير ، والرب - جلَّ جلاله - هو المُدبِّر ، وهو الذي يُيسِّر الأمور .
وأشكلَ عليَّ : لو سلَّمنا بصحة هذا المثل ؛ أليس من تعظيم الله - سبحانه - تقديمه على المخلوق في اللفظ ؛ فيُقال : " الرب في التدبير ، والعبد في التفكير " ؟!
فإن قيل : ولم لا يكون على حاله ؛ فإنَّه يعني - في هذه الحال - : أنَّ العبد يُفكِّر كيف يفعل كذا ، يخرج من بيته لطلب الرزق ؛ فيُفكِّر ويضع نُصب عينيه أنَّه يريد إطعام نفسه ومن يعولهم ، فيسعى لذلك ، والله يُيسِّر له الخير حيث كان ، فماذا في ذلك ؟
قلنا : والثانية ليس فيها شيءٌ ؛ بل هي أفضل - إن صحَّت العبارة - ؛ لأنَّ الله - سبحانه - قد قدَّر أقوات الناس ، وحياتهم ، ومعيشتهم في الدنيا والآخرة ؛ هل هي في سعادة أم شقاء ؛ فحينما يُفكِّر العبدُ في فعل شيء ، ويتيسَّر له الأمر ، فإنَّ الله - جلَّ وعلا - قد قدَّر له هذا الأمر الذي فكَّر فيه وفعله .
وإن كانت العبارة لا تروق لي أصلًا !
3- " عليَّ الحرام من ديني " :
هذه الكلمة تُقال عند الغضب الشديد ؛ وهي يمينٌ ؛ لا أدري ماذا تعني ؟!
ولكن ؛ سألتُ بعض الإخوة الذين تاب الله عليهم من قول هذه الألفاظ ؛ فقال لي : هي تعني : أنَّه بريءٌ من الإسلام ! نسأل الله العافية .
وقال آخرون : بل هي تعني : أنِّي عليَّ أن أفعل كل حرامٍ في ديني إن لم يحدث كذا وكذا مما حلف عليه هذه الحلف !
ولم أقنع بهذين التفسيرين !
وإلى لقاءٍ آخر ، غدًا - إن شاء الله - .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
أما بعد ...
فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - بيَّن لنا في كتابه العزيز عِظَمَ الكلمة التي يتلفَّظُ بها المسلم ، وما يجب عليه من الاحتراز عند التلفُّظ بها لأنَّه سيُحاسَبُ عليها ؛ فقال في كتابه : ففف مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ ققق [ ق ] ، وبيَّن لنا النبيُّ صصص خطورة إلقاء الكلام على عواهنه ، وأنَّ حسابه يوم القيامة - وقبله في القبر - عسيرٌ جدًّا ؛ وفي الحديث : " إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة [ ما يتبيَّن فيها ] ؛ يزلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " أخرجه أحمد ، وغيره [ الصحيحة (540) ] .
لذلك وجب على كل مسلمٍ أن يحفظ لسانه ، ويصونه عن الخوض فيما لا يعنيه ، وما لا يفيده ؛ بل يضرُّه ! ؛ حتى يضمن له النبيُّ صصص الجنة ، كما قال في الحديث المعروف .
من هذا المنطلق أردتُ أن أناقش مع مشايخنا الكرام ، وإخواني الأفاضل هذه المسألة ؛ وهي : " الألفاظ والأمثال التي يتكلَّم بها العامة وبعض طلبة العلم أيضًا مما يخالف شرع الله - جلَّ وعلا - ، أو يُشكُّ فيه ، من كل البلاد الإسلامية " .
والموضوع - كما يظهر من عنوانه - يناقش مسألةً هامّةً وقع بسببها كثيرٌ من المسلمين في الشرك الأكبر وهم لا يدرون - وهذا لا يعني إطلاق الكفر عليهم كما هو معلوم - ، ووقعوا في مخالفة كلام الله - سبحانه وتعالى - ، وكلام رسوله صصص ، فالأمر - على هذا - خطيرٌ جدًّا ، يُرجى الاهتمام والعناية به .
قبل البدء في الكلام ؛ أحب أن أُنبِّه على بعض التنبيهات :
1- المقصود من الموضوع : على الإخوة الكرام أن يُقيِّدوا الألفاظ والأمثال التي تتردَّد عندهم في بلادهم ، ومحافظاتهم ، ومراكزهم التي يُتأكَّدُ أنَّها مخالفة لكلام الله وكلام الرسول ، أو يُظنُّ فيها ذلك ، أو لها احتمالات .
2- لن نتعرَّض في موضوعنا هذا على الكلام الذي فيه بذاءة مما يردِّده العامة ؛ فهو خارجٌ عن موضوعنا .
3- أرجو من كلِّ أخٍ يكتب مثلًا ، أو لفظًا أن يُبيِّن معناه الذي يعنيه المُتكلِّمون به ، ولماذا يُخالف الشرع ، أو ما شابه ذلك .
4- سنسلُك في موضوعنا طريقة ترقيم الكلمات والأمثال المخالفة ؛ فلا ينسى أحدٌ الترقيم .
5- كثيرٌ من العلماء والدعاة تكلَّموا عن هذه المسألة ؛ ولكن مع ذلك لم أر أحدًا من العلماء شمل كل - أو قارب - الألفاظ والأمثال التي تتوارد على الألسنة ؛ فنحتاج إلى ذكر ما تيسَّر لنا للاستفادة - كلٌّ يستفيد من أخيه - ، ولإفادة المسلمين ؛ حيثُ يُخصِّصُ من رزقهم الله التدريس في بعض المساجد بعض الدروس ، وجمع هذا الكلام وإلقاءه للعامة حتى يحذروا من هذا الكلام .
والله الموفِّق .
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن ينفعنا بهذا الموضوع ، وأن ينفع به المسلمين .
وإلى الموضوع ....
1- " اللي تحسبه موسى يطلع فرعون " :
يريدُ به قائله - فيما أعلم - : أنَّك قد ترى رجلًا ، طيبًّا في معاملته ، أخلاقه ظاهرها حسنة ، وكلامه : قال الله ، وقال الرسول ؛ فهو في هذه الحال - على هذا المثل - كحال موسى في أدبه وخُلُقه ، ثم إذا ظهر منه أمرٌ بخلاف ما كان يُظنُّ به ، انقلبت الموازين ، وتغيَّر هذا الرجل تغيُّرًا عجيبًا ، حتى بلغ في سوء معاملته مبلغ فرعون - عليه لعنة الله - !!
وموضع الاستشكال منه : هل يجوز تشبيه الناس في الظاهر - في معاملاتهم ، وأخلاقهم ، وأحوالهم - بأحد من الأنبياء ؟ وعلى النقيض : هل يجوز وصف حال المسلم الذي تغيَّر حاله من الأخلاق الطيبة ، إلى الأخلاق السيئة بهذا الرجل الذي بلغ في الكفر غايته ؟!
2- " العبد في التفكير ، والرب في التدبير " :
يريدون : أنَّ العبد عليه أن يُفكِّر في ما يُصلح أحواله في الدنيا ؛ من سعيٍ في طلب الرزق ، أو التفكير لأي شيءٍ فيه نفع للنفس أو للغير ، والرب - جلَّ جلاله - هو المُدبِّر ، وهو الذي يُيسِّر الأمور .
وأشكلَ عليَّ : لو سلَّمنا بصحة هذا المثل ؛ أليس من تعظيم الله - سبحانه - تقديمه على المخلوق في اللفظ ؛ فيُقال : " الرب في التدبير ، والعبد في التفكير " ؟!
فإن قيل : ولم لا يكون على حاله ؛ فإنَّه يعني - في هذه الحال - : أنَّ العبد يُفكِّر كيف يفعل كذا ، يخرج من بيته لطلب الرزق ؛ فيُفكِّر ويضع نُصب عينيه أنَّه يريد إطعام نفسه ومن يعولهم ، فيسعى لذلك ، والله يُيسِّر له الخير حيث كان ، فماذا في ذلك ؟
قلنا : والثانية ليس فيها شيءٌ ؛ بل هي أفضل - إن صحَّت العبارة - ؛ لأنَّ الله - سبحانه - قد قدَّر أقوات الناس ، وحياتهم ، ومعيشتهم في الدنيا والآخرة ؛ هل هي في سعادة أم شقاء ؛ فحينما يُفكِّر العبدُ في فعل شيء ، ويتيسَّر له الأمر ، فإنَّ الله - جلَّ وعلا - قد قدَّر له هذا الأمر الذي فكَّر فيه وفعله .
وإن كانت العبارة لا تروق لي أصلًا !
3- " عليَّ الحرام من ديني " :
هذه الكلمة تُقال عند الغضب الشديد ؛ وهي يمينٌ ؛ لا أدري ماذا تعني ؟!
ولكن ؛ سألتُ بعض الإخوة الذين تاب الله عليهم من قول هذه الألفاظ ؛ فقال لي : هي تعني : أنَّه بريءٌ من الإسلام ! نسأل الله العافية .
وقال آخرون : بل هي تعني : أنِّي عليَّ أن أفعل كل حرامٍ في ديني إن لم يحدث كذا وكذا مما حلف عليه هذه الحلف !
ولم أقنع بهذين التفسيرين !
وإلى لقاءٍ آخر ، غدًا - إن شاء الله - .