[rtl]لم يعد "حزب الله" فاعلاً لا في السياسة ولا في العسكر. احباطات واخفاقات متتالية في كل الميادين. عناصره تقتل في اكثر من مكان واكثر من بلد حتى وصلت به الامور الى تحضير نعوش لعناصره بشكل مسبق وذلك من خلال تكليفه مؤسسات معنية بصناعة التوابيت.
تقول زوجة قيادي في "حزب الله" لمجموعة من النسوة خلال لقاء لـ"الاخوات": "ما عدنا نتحمل مزيد من القتلى، فشبابنا يُقتلون في كل مكان بشكل يومي إذ لا يمر يوم واحد من دون الاعلان عن استشهاد أخ".. هذا الحديث بات يتكرر في مجالس الحزب وتحول الى نقطة نقاش دائم بحيث اصبحت الاكثرية تطالب بوضع حد لهذا الاستنزاف البشري بأي طريقة وأي ثمن.
يبدو ان مآزق حزب الله قد كثرت في الفترة الاخيرةن فبعد السياسي والعسكرين ها هو المأزق الأمني يُسطّر اخر آزمات الحزب الذي عُرف ذات يوم بانه يمتلك أهم منظومة امنيّة يمكن ان يُقارع من خلالها أعتى الجيوش والدول وتحديدا اسرائيل، لكن ما كشفته الخروقات الامنية مؤخرا داخل اجهزته لهو مؤشر واضح على الارباك الذي يعيشه وهو ما دعاه ليلة أمس بعد مقتل عدد من عناصره في الجولان الى التفكير جديا ومليا بإنشاء تركيبة أمنية جديدة بعد الهزائم التي منيا بها والتي كان آخرها مقتل جهاد مغنية وعدد من العناصر بالإضافة الى مسؤول كبير في الحرس الثوري الايراني في غارة اسرائيلية في الجولان والتي الحقتها اسرائيل بغارة مشابهة وفي المكان نفسه تقريبا استهدفت مجموعة من عناصر الحزب كانت تحاول زرع عبوات.
من هنا تبدأ القصة، تقول معلومات أمنية إن حزب الله وبعد تعرض شاحنات خاصة به في مدينة يبرود في القلمون السوري لغارة إسرائيلية أثناء نقلها صواريخ من منطقة الى اخرى، قرر الجناح العسكري والأمني بوضع خطة للرد على تلك الغارة فجاء الخيار ان يتم الرد من الداخل السوري هذه المرة وتحديدا من المكان الذي قتل فيه مغنية وعناصر أخرى من حزب الله، حيث قامت بعدها وحدة الرصد بمسح جغرافي للمنطقة لزرع عبوات فيها تستهدف آليات وجنود إسرائيليين.
في الليل تحركت مجموعة مؤلفة من خمسة عناصر باتجاه السياج الحدودي في الجولان بالقرب من بلدة مجدل شمس الواقعة على سفح جبل الشيخ، واثناء محاولتها الاقتراب من السياج الشائك أغار طيران اسرائيلي من دون طيار على المجموعة فأسفرت الضربة عن مقتل أربعة وإصابة الخامس بجروح بالغة جرى نقله بعد ثلاث ساعات إلى مستشفى ميداني ومن ثم إلى إحدى مستشفيات البقاع، وقد علم انه من بين المجموعة عنصر قريب من قيادي بارز في حزب الله.
وتؤكد المعلومات المسربة أن المجموعة التي أطلق عليها (مجموعة جهاد مغنية) كانت تلقت اوامر بالتحرك من القيادة بعد كشف ميداني مسبق كانت أجرته وحدة الرصد في الحزب وهي المرة الثانية التي يتم الكشف عن مخططات هذه الوحدة وهو الأمر الذي دعا قيادة حزب الله الى اتخاذ قرار يقضي بإجراء تحقيقات موسعة حول فضل العمليتين الاخيرتين خصوصا وأن هناك من تحدث عن اختراق أمني كبير حصل في صفوف إحدى المجموعات الامنية في الحزب العاملة في سوريان وقد جرت مقارنة بين عمليتا والعملية التي نفذها في شبعا منذ فترة قريبة وأدت الى مقتل جنديين اسرائيليين.
إرباك واضح وأزمات لم يعهدها حزب الله من قبل، فلا انفراجات قريبة تريح قيادته وعناصره وتخرجهم من الرمال السورية المتحركة قبل ان تبتلعهم، ولا أمن ولا أمان لعناصره ولا من يأمنون، فجميعهم مشروع قتيل وجميعهم تحت مرمى نيران الثورة السورية، وإذا ظل الوضع على ما هو عليه فمن المحتمل ان يعلن أهالي القتلى في الحزب عن ثورة جديدة عنوانها "ثورة التوابيت".[/rtl]