[rtl]أنباء عديدة تناقلتها وسائل الإعلام حول انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق في الأيام القليلة الماضية، كان آخرها ما تحدثت عنه وكالة رويترز عن انسحاب التنظيم وبقاء "جبهة النصرة" في المخيم، إلا أن مصادر إعلامية ثورية وناشطون في جنوب دمشق أكدوا عدم صحة هذه الأنباء معتبرين ما قام به التنظيم "مجرد عملية إعادة انتشار في أماكن سيطرته في مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق".
وقال أحد الناشطين الفلسطينيين داخل مخيم اليرموك والذي فضّل عدم ذكر اسمه خوفاً من بطش "داعش" أن عناصر التنظيم مازالوا متواجدين في عدة أماكن في المخيم، حيث يحيطون هم وعناصر تابعين "للنصرة" بمقاتلي كتائب أكناف بيت المقدس شمال شرق المخيم إضافة لتواجدهم بكثافة في منطقة العروبة جنوب اليرموك وهي المنطقة الفاصلة بين المخيم ويلدا وهي منطقة اشتباكات حالياً بين عناصر تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" من جهة ومقاتلين تابعين لغرفة عمليات "نصرة أهل المخيم" من جهة أُخرى.
وأضاف أن عناصر التنظيم لم يعودوا يتجولون كثيراً في شوارع المخيم حيث يتكثف وجودهم حالياً على أطراف الحي وخاصة الجنوبية حيث الاشتباكات مع فصائل الجيش الحر، وذكر أن السلطة العسكرية في الحي هي بيد " النصرة" تقريباً ولكن لا فرق في ذلك فالتنظيمان متقاربان جداً في جنوب دمشق "بيمونوا على بعض" حسب وصفه وبات معلوماً للجميع كيف ساعدت الجبهة عناصر "داعش" في دخول المخيم وقتال كتائب الأكناف، وقتال فصائل الجيش الحر المؤازرة لها.
نفيُ عدم انسحاب تنظيم الدولة من مخيم اليرموك جاء من جهازه الإعلامي نفسه مؤخراً، حيث بثّت (وكالة أعماق) الإعلامية التابعة للتنظيم تسجيلاً مصوراً قالت أنه "ينفي الشائعات التي تتحدث عن انسحاب التنظيم من مخيم اليرموك"، الأمر الذي فسّره القيادي في كتائب أكناف بيت المقدس أبو البراء بأنه "تخبّط" لدى "داعش" في المنطقة فهم أنفسهم حاولوا أن يشيعوا خبر انسحابهم من المخيم سابقاً حسب قوله بسبب "الضغط الشعبي عليهم داخل المخيم وتحمليهم مسؤولية توقف دخول المساعدات الإغاثية للحي والدمار الهائل الذي تعرض له".
وعن السيطرة العسكرية داخل مخيم اليرموك يقول (أبو البراء) إن الفصائل العسكرية التي تسيطر على مخيم اليرموك حالياً هي أريعة: تنظيم (داعش)، و(جبهة النصرة) ولهما السيطرة الأكبر على المخيم ومجموعة من كتائب (أكناف بيت المقدس) شمال شرق المخيم وهي محاصرة من قوات النظام شمالاً وعناصر داعش والنصرة جنوباً، إضافة لوجود فصائل فلسطينية تدعى بأحرار اليرموك أو (الزعاطيط) ومجاهدي فلسطين (القراعين) وهما مجموعتان تابعتان لحركة فتح، ومجموعة (السراحين) التي انشقت سابقاً عن القيادة العامة الجبهة الشعبية إلا أنها على تتواصل معها حتى الآن حسب قوله، ومجموعة (العوالطة) ويصف عناصرها بأنهم تجار مخدرات.
ويقول إن هذه المجموعات -إضافة لمجموعة انشقت عن حركة أحرار الشام الإسلامية وانضمت لداعش- قاتلت إلى جانب تنظيم الدولة عند اقتحامه لمخيم اليرموك ضد كتائب أكناف بيت المقدس و"هناك أدلة تثبت ذلك"، ويضيف بأن كتائباً من الجيش الحر تتواجد على أطراف المخيم بخط طولي من حي التضامن شمالاً وحتى (حي الزين) جنوب مخيم اليرموك والحجر الأسود،
وبحسب أبو البراء فإن قوات الأسد تقدمت بعمق 300 متر من جهة (جامع الرجولة) إلى شارع (جلال عكوش) بعد "هجوم" تنظيم داعش والنصرةعلى الحي، حيث بثّت مواقع إعلامية موالية لنظام الأسد صوراً تظهر سيطرة الأخير على نقاط جديدة على أطراف مخيم اليرموك شمالاً وتحديداً في محيط (ساحة الريجة) منذ الأربعاء الماضي، والتي كان يرابط عندها مقاتلين تابعين لجبهة النصرة.
مواجهات عسكرية مسستمرة وعلى صعيد المواجهات العسكرية في مخيم اليرموك ذكر المكتب الإعلامي لكتائب أكناف بيت المقدس أن مقاتلي الأكناف حققوا تقدماً ميدانياً على حساب تنظيم (داعش) في المعارك الدائرة بين الطرفين شمال شرق الحي في معركة أطلقت عليها كتائب الأكناف اسم "على الحق ظاهرين"، وفي نفس السياق تستمر الاشتباكات بشكل شبه يومي بين الفصائل العسكرية الثورية (جيش الإسلام- لواء شام الرسول – جيش أبابيل حوران) من جهة - والتي شكلت غرفة عمليات لقتال تنظيم "الدولة" عقب اقتحامه للمخيم أطلقت عليها "نصرة أهل المخيم"- وبين تنظيم "داعش" و"النصرة" من جهة أخرى، وكان الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام قد التحق مؤخراً بالفصائل العسكرية في قتالها لداعش والنصرة، حيث جاء في بيان أصدره يوم الإثنين الماضي أن "مقرات وعناصر "داعش" هم هدف لمجاهديه".
يذكر أن تنظيم الدولة سيطر على نحو تسعين بالمئة من مخيم اليرموك بعد هجوم شنّه على كتائب أكناف بيت المقدس بمساعدة "النصرة" بداية الشهر الحالي. [/rtl]