[rtl]أثارت حادثة غرق السفينة التي كانت تقل مئات المهاجرين قبال السواحل الليبية الرأي العام العالمي، ما دفع الدول الأوربية إلى اتخاذ إجراءات سريعة لوضع حد لعمليات التهريب التي تعرّض حياة الآلاف للخطر سنوياً، وقد ألقت السلطات الإيطالية القبض على شخصين يشبه بتورطهما في كارثة غرق السفينة ومقتل 800 من ركابها، حيث يعتقد أن أحد المعتقلين هو قبطان السفينة تونسي الجنسية والثاني مساعده سوري الجنسية.
تحرّكات أوربية عاجلة وتعهدات بوضع حدّ لعمليات التهريب
وفي مقابل ذلك وعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ببذل مزيد من الجهود لوقف غرق المهاجرين في البحر المتوسط من خلال زيادة عمليات الإنقاذ وإلقاء القبض على المهربين، كما اتفقوا على عقد قمة استثنائية أوروبية الخميس في بروكسل لدراسة المسألة، في وقت وجه قارب يحمل المئات نداء استغاثة من الغرق قرب إيطاليا.
وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني للصحافيين عقب اجتماعه مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، "إنّ سمعة الاتحاد الأوروبي على المحك هنا»، وتابع قوله لا يمكن أن يكون لدينا مشكلة أوروبية وحل إيطالي.
ووقف وزراء الخارجية دقيقة صمتٍ حداداً في مستهل اجتماعهم الذي ضم أيضاً وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي لمناقشة طارئة لأزمة المهاجرين، وتضمنت الحلول التي طرحها الوزراء دعوة من بريطانيا لملاحقة المهربين في شمال إفريقيا الذين يتقاضون آلاف الدولارات لنقل الناس على قوارب مطاطية وزوارق صيد.
وأكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أن قوات خفر السواحل الإيطالية تعمل حالياً على إنقاذ نحو 450 مهاجراً كانوا على متن قاربين غرقوا قبالة السواحل الليبية.
وقال رينزي إن هناك 150 شخصاً على الأقل يستقلون قارباً صغيراً بالقرب من ليبيا على بعد 30 ميلاً بحرياً (55 كيلومتراً). وأضاف أن قارباً ثانياً يقل نحو 300 شخص.
وكان رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك قد صرح أمس أنه "لا يمكن أن يستمر الأمر هكذا "، مضيفا "لا نستطيع أن نقبل مقتل المئات أثناء محاولتهم عبور البحر وصولا لأوروبا "، وكان وزراء خارجية وداخلية الاتحاد الأوروبي قد اجتمعوا أمس في لوكسمبورغ لإعداد خطط عمل من أجل قمة الاتحاد الأوربي المزمع انعقادها يوم الخميس.
من جهةٍ أخرى، صرحت ناتاشا بيرتواد، إحدى المتحدثين باسم المفوضية الأوروبية، بأنه يتم التفكير في عملية عسكرية لاستهداف المهربين في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وصرح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارجريتس شيناز، قائلا: "حان وقت اتخاذ القرار ووقت التضامن والوحدة الأوروبية" وذلك في حديثه عن القمة الاستثنائية لقادة الدول التي تمت الدعوة لها لتنعقد يوم الخميس لمناقشة موضوع الهجرة، مشيرا إلى أن عمل اللجنة حول هذا الموضوع قد بدأ منذ وقت كبير.
نوال صوفي لـ (أورينت نت): تواجد سوريين كثر في المركب الغارق أمر مستبعد
في حديث خاص لـ(أورينت نت) أشارت الناشطة الإيطالية نوال صوفي إلى أن الوجهة التي انطلق منها المركب لا تزال غير معروفة بدقة، بيد أنّ هناك شكوك في أنه أبحر من مصر أو ليبيا، وأضافت صوفي أنه وحسب شهادات الناجين كان يحمل المركب بين 800 و950 شخص، بينهم 100 تحت سن الـ 18، من جنسيات عديدة.
وأضافت نوال: "حسبما قال من نجوا من الغرق فإن المهربين أقفلوا الأبواب على البعض في الطابق السفلي في المركب المكوّن من 3 طوابق، ولما بعثوا نداء ووصل كان على المركب عدد ضخم، وأي جلبة قد تؤدي إلى انقلاب المركب، وخلال اقتراب بارجة الإنقاذ بناء على تصريحات السلطات الإيطالية، قام قائد المركب بتغيير وجته بشكل خاطئ حتى لا تراه الطائرات، فاصطدم بالبارجة التي حركت الأمواج التي ربما ساعدت بدورها في انقلاب المركب، وذلك بناء على تصريحات السلطات الإيطالية، وقد انقلب المركب وغرق الركاب في عمق البحر، باستثناء 27 شخصاً تم إنقاذهم وإيصالهم إلى مدينة كتانيا.
تقول نوال لو كان المركب من تركيا كان ممكن أن يكون المهرب سوري ولكن كونه قادم من شمال أفريقيا من المرجح أن لا سوري بين المهربين، على الرغم من التسريبات التي تحدثت عن اعتقال تونسي وسوري مساعد له. واستبعدت صوفي وجود أعداد كبيرة من السوريين في القارب الغارق حيث فسّرت ذلك بأنها لم تتلقى ليلة الحاثة اتصالات من سوريين، على غير المعتاد.[/rtl]