في أول ما يمكن اعتباره رد فعل على قرار روسيا الاستعداد لتسليم أنظمة صاروخية لإيران، أعلن مصدر في وزارة الدفاع الإسرائيلية عن إمكانية استئناف إسرائيل تصدير السلاح إلى بلدين يجاوران روسيا، هما أوكرانيا وجورجيا، ويخيم التوتر على علاقاتهما مع موسكو.
ونقلت صحيفة راسيسكايا غازيتا الروسية عن مصدر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن من الممكن رفع بلاده الحظر المؤقت عن تصدير السلاح إلى أوكرانيا وجورجيا، ولاسيما الطائرات الموجهة عن بعد التي امتنعت إسرائيل عن توريدها لجيران روسيا في الأعوام القليلة الماضية، وعلى وجه الخصوص بعد حرب القوقاز عام 2008 بين روسيا وجورجيا.
ولم تناقش الحكومة الإسرائيلية اتخاذ إجراءات من هذا القبيل بعد، ولكن ما نسب إلى مصدر في وزارة الدفاع الإسرائيلية كشف عن تخوفات إسرائيل من حصول إيران على منظومات "إس-300".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر قراراً بشأن رفع الحظر عن تصدير منظومات "إس-300" إلى إيران، وأكد الكرملين أمس الأول، بدء تنفيذ اتفاق مقايضة النفط بالسلع بين روسيا وإيران، وقال مسؤولون روس إن الطريق بات ممهداً أمام إمداد طهران بأنظمة إس-300 المضادة للصواريخ.
وتتزامن أحدث تصريحات من موسكو مع مفاوضات ذات حساسية سياسية للتوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا بخصوص برنامج طهران النووي.
وتحركت روسيا سريعاً لتعزيز العلاقات مع إيران بعد التوصل إلى اتفاق مؤقت هذا الشهر للحد من البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، وذلك مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية.
وبحسب الكرملين فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع الاثنين مرسوماً يلغي حظر تسليم إيران صواريخ إس-300 الذي كان الرئيس السابق ديمتري مدفيديف أصدره في 2010.
وكان مدفيديف منع تسليم هذه الصواريخ إلى إيران بموجب عقد انتقده الغربيون وإسرائيل، طبقا لقرار للأمم المتحدة يفرض على إيران عقوبات بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
ويأتي قرار بوتين هذا في تحرك لتأمين موطئ قدم للشركات الروسية في سوق جديد تحتاجه موسكو بعد فرض الغرب عقوبات عليها بسبب أزمة أوكرانيا.
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي مع الرئيس بوتين عن قلقه إزاء قرار بوتين، حيث أكد له الأخير أن "إس-300" سلاح دفاعي لا يمكن أن يشكل خطراً على أمن إسرائيل.