تعرض البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي لغارة شنتها علية نحلة ظهرت فجأة في الحديقة، واستهدفت ضيوف زعيم أكبر دولة في العالم، حين كانوا أمامه جالسين، وبيديه راح يقلب كتابا يتضمن رسومات وقصصا وحكايات للأطفال مثلهم عن عيد الفصح الذي صادف الاحتفال به ذلك اليوم.
البيت الأبيض نشر في موقعه الرسمي الكثير من الصور التي يبدو فيها أوباما مرحا مع ضيوفه الصغار، ونشر أيضا سلسلة فيديوهات، اختارت منها "العربية.نت" الأهم، وهو عن الغارة التي شنتها النحلة التي لا تظهر للعيان، إلا أن دبيبها وهي تحوم فوق الرؤوس الصغيرة بث فيهم رعبا مشهودا، فراحوا يصرخون بأنها نحلة، في وقت كان الرئيس يقرأ مقاطع من كتاب Where the Wild Things Are وهو مصور ألفه الأميركي موريس سينداك قبل 53 سنة، ومن الأشهر لأطفال الأميركيين.
وقابل أوباما خوفهم بابتسامات، وراح يخبرهم أن جماعات النحل حشرات خيّرة، لا شريرة "ولن تقرصكم" إلا أن ضيوفه استمروا بالصراخ، واستمر هو بطمأنتهم، وبإعلامهم أن الكتاب الذي يقرأه لهم "يجب أن يبث فيكم الشجاعة" إلا أنهم لم يثقوا بما قال بل علا صراخهم، ثم اختفى الصراخ مع رحيل النحلة عن المكان، من دون أن تقرص أحدا، لا أوباما ولا أحدا من ضيوفه، فأعطته درسا في كيف يجب أن تكون الغارات.
أوباما حين استدرج الذبابة لتطمئن وتهبط على يده ولما فعلت عاجلها بلطمة حاسمة
حكاية ذبابة أغارت عليه أيضا
وهذه ليست أول مرة يتعرض فيها أوباما لغارة تشنها إحدى الحشرات على البيت الأبيض، وتستهدفه بالذات وهو مع أحد ضيوفه، ففي 16 يونيو 2009 كان يعطي مقابلة للتلفزيوني الأميركي، جون هاروود، مراسل محطة "سي.أن.بي.سي" بواشنطن، حين لاحظ أن ذبابة تحوم حوله وتزعجه بحركات سريعة وهي تطير هبوطا وارتفاعا، كما "أف 16" لا ترحم.
تنبه إلى أنها تمعن في البقاء ولا تريد مغادرة المكان أو أن تدعه وشأنه، فلوح بيده نحوها مرات ليبعدها عنه، إلا أنها لم ترتدع، بل عاندت وأمعنت في الإزعاج، إلى درجة أن هاروود قال له: "هذه ذبابة عنيدة، لم أر مثلها في حياتي"، بحسب ما ورد في تقرير كتبته "العربية.نت" عن الغارة الحشراتية ذلك الوقت.
وجاءت عبارة هاروود لأوباما وكأنها تحريض على قتلها، خصوصا بعد أن وجد أن التلويح اليدوي لا ينفع لطرد الذباب، طبقا لما تؤكده دراسة علمية أميركية عن الحشرة التي استمد أحد حكماء العرب في الزمن القديم حكمة من ضعفها وقدرتها على الإزعاج، كما من البعوضة أيضا، فقال: "سبحانه يضع سره في أضعف خلقه".
وتحدى أوباما الحكمة العربية وقائلها، فاعتمد القساوة مع المغيرة عليه، وأوقعها بفخ من النوع السهل الممتنع، على حد ما نرى في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" للحادثة: استدرجها لتطمئن وتستقر على إحدى يديه ثم حرك الثانية ببطء نحوها، وسريعا عاجلها بلطمة حاسمة، متعمدا قتلها تماما، وكانت لقطة سجلتها الكاميرات لزعيم أقوى دولة في العالم وهو يقتل واحدة من أضعف الخلق بين الحشرات.