دعمت إيران نظام الأسد خلال الأربع سنوات الماضية بكل ما أوتيت من قوة، ومنحته كل أنواع الأسلحة المتوفرة لديها، ومع حلول الذكرى الرابعة لانطلاقة الثورة السورية ظهرت هدية جديدة من هدايا إيران للنظام. فقد نُشر فيديو من تلبيسة بريف حمص يظهر ما يعتقد أنه الظهور الأول لطائرات إيرانية قاذفة في سوريا .

تمويه صحراوي!
حيث نشر هذا الفيديو منذ حوالي أسبوع بتاريخ 9 أذار 2015، وظهرت فيه طائرة (سوخوي 22) ذات تمويه صحراوي** مختلف عن التمويه المعتاد لطائرات النظام من نفس النوع، فيبدو التمويه بشكل خطوط متتالية من اللونين الأصفر الترابي والأخضر حيث لم يعتمد هذا التمويه قبلاً لطائرات جيش النظام، بل يميل النظام لتمويه القسم العلوي من طائراته بثلاثة ألوان عادة هي البني والأخضر والأصفر الترابي وأحيانا الأسود، وبأشكال مختلفة عن هذا النموذج، ليتضح لاحقاً أن هذه الطائرات هي طائرات إيرانية أرسلت مؤخراً كجزء من الدعم العسكري للنظام.

إيران كانت قد حصلت من العراق على عدد من طائرات (سوخوي 22)، وبقيت في التخزين حتى تمت إعادة صيانتها من قبل خبراء من (أوكرانيا) مؤخراً، ووصلت إلى سوريا منذ فترة قصيرة، ويبدو أنها دفعت مباشرة للمعارك بعد تسلمها، حيث أتم النظام عملية صيانة هذه الطائرات التي بدأتها إيران ويعتقد بوصول عشرة طائرات من هذا النوع إلى النظام .*

لماذا السوخوي 22 بالذات ؟؟
تمتلك إيران سلاح جو متخلفاً بالنسبة لدولة تسعى لأن تكون دولة عظمى وتسيطر على المنطقة، فهي تمتلك عدداً محدوداً من الطائرات السوفيتية والأمريكية والصينية والفرنسية، ومعظمها متخلف على الرغم من محاولتها تحديثه، فقد حاولت إيران تحديث عدد من طائراتها وبالأخص الأمريكية نوع F-5 مدعية أنها من انتاج محلي وأطلقت عليها تسمية الصاعقة.

تعتبر السوخوي 22 طائرة قاذفة ذات حمولة كبيرة فهي قادرة على حمل أربعة أطنان من الذخيرة أي ما يبلغ ثمانية قنابل زنة نصف طن، وتعتبر طائرة متينة وهي مخصصة أساساً لأعمال الإسناد والدعم الجوي المباشر التي يحتاجها النظام بشكل كبير بنتيجة طبيعة المعارك التي يخوضها ضد الجيش الحر، والتي تتطلب طائرات بحمولات كبيرة وقدرة على المناورة ومهاجمة الأهداف الأرضية وتقديم دعم ناري كبير لقواته .

وديعة من العراق!
لم تشغل إيران سابقاً طائرات (سوخوي 22)، ولا تعتبر ضمن طائراتها الداخلة في الخدمة بل حصلت عليها من العراق بشكل وديعة، وأُهملت حتى تم إعادة تشغيلها وتعميرها وأرسلتها الى النظام، فهي لا تمتلك طيارين مدربين على هذه الطائرة على الرغم من شروعها بتدريب عدد من طياريها عليها، إضافة لنقص فنيي الصيانة والتشغيل وقطع الغيار والمعدات اللازمة لاستمرارية تشغيل هذه الطائرات وإبقائها بحالة فنية جيدة، وكل هذه الأمور موجودة لدى النظام الذي يشغل هذه الطائرات منذ عقود.

حيث أن النظام يمتلك عدداً كبيراً من الطيارين المدربين على هذه الطائرة وغيرها ولكن ينقصه عدد الطائرات الكافي، فهو ليس فعلياً بحاجة لطيارين إيرانيين أو من أي مكان أخر، وبالنسبة لقطع الغيار والذخائر والأمور الفنية والتقنية فهو يحصل عليها بشكل سلس من روسيا، إضافة لوجود عدد من الطائرات المنسقة من نفس النوع لدى النظام ما يمكنه من الحصول على قطع الغيار أيضاً.

خيارات محدودة!
لا تمتلك إيران الكثير من الخيارات التي تستطيع تقديمها للنظام فيما يتعلق بطائراتها من الأنواع الأخرى، ذات العدد المحدود مثل (سوخوي 24)، كذلك فإنها تحاول عدم الظهور علناً حتى الآن في سوريا، فإظهار الأنواع الأخرى من الطائرات المخصصة للإسناد الجوي المباشر التي لا يمتلكها النظام مثل سوخوي 25 أو غيرها التي تملكها إيران سيعتبر مشكلة وإحراجاً للأطراف التي تدعي دعم الثورة السورية وترفض تقديم وسائط دفاع جوي فعالة، لذلك تعتبر (السوخوي 22) هي الأنسب لهذه المهمة.تعرّف إلى: طائرات "الوديعة العراقية" التي أرسلتها إيران إلى الأسد 650_433_0142718016386078