ماهي إلا ساعات قليلة من تصريح وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) حول استعداد بلاده للتفاوض مع بشار الأسد أو النظام السوري، حتى خرجت (الخارجية البريطانية) لتقول "ليس للأسد مكان في مستقبل سوريا".

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية" كما أعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الأسبوع الماضي فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حداً لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة".
وكانت معظم وسائل الإعلام تناولت مقابلة (كيري) مع شبكة "سي بي اس" الأميركية التي بثت أمس الأحد ونقلت عنه قوله: "أن على واشنطن أن تتفاوض مع الأسد لإنهاء الحرب. وقال كيري في المقابلة التي أجريت السبت "حسنا، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1"، مضيفا أن واشنطن تعمل بكل قوة من اجل "إحياء" الجهود للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب".

وتعتبر التصريحات البريطانية من أسرع الردود الدولية على تصريح كيري الأخير، و حرص مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرا في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا. وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع تويتر إن كيري "جدد التأكيد على سياسة راسخة أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة - ولم يقل أننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد".

وإذا ماتم استبعاد التصريحات الأمريكية التي عقبت استخدام الأسد للكيماوي ، فإن التصريحات الأمريكية لم تختلف منذ بدء الثورة السورية ، ولم يظهر الموقف الأمريكي خلالها بأنه تغير أو على وشك التغير، لكن الرأي السوري السائد عنها، أنها تصريحات يُعاد تدويرها دائماً، باستخدام مفردات وألفاظ لاتدل على الإطلاق ببقاء الأسد أو تدعم موقفه، لكنها في ذات الوقت لاتشي بدور فاعل وتقديم حلول تنهي المعاناة التي خلفها إجرام نظام الأسد والمليشيات الشيعية القادمة من إيران ولبنان، لكن معظم وسائل الإعلام ووكالات الإخبار العالمية تتناول أي تصريح أمريكي حول سورية، بدلالات جديدة على تغيير الموقف الأمريكي، وهو ماتنفيه الإدارة الأمريكية دائماً.كيري يقع في فخ " إعادة تدويره التصريحات" وبريطانيا ترد! 650_433_0142650330185895