قرب مجمع العقيد معمر القذافي وقالوا ان الرجل الذي حكم ليبيا لأربعة عقود
يختبئ في أحد هذه المباني مع بعض أبنائه. وتبادل المقاتلون اطلاق النار
مع موالين للقذافي داخل هذه المباني، في حين أكدوا »ان أمر العقيد
سينتهي خلال ساعات«. وفي تطور لاحق وجه القذافي كلمة صوتية قصيرة بثتها
قنوات تليفزيونية مؤيدة له دعا فيها مؤيديه للزحف إلي طرابلس وتطهير
العاصمة من المعارضين الذين وصفهم بالجرذان الصليبيين والكفار.. ودعا
القذافي كل القبائل الليبية للاحتشاد لطرد من وصفهم بالعملاء الأجانب وقال
»ليبيا للشعب الليبي وليست للعملاء.. وليست للإستعمار« وأضاف
»حرروا طرابلس.. دمروهم أينما وجدتموهم«.
وكانت المعارك قد
استمرت في منطقة باب العزيزية وسط طرابلس وحي بو سليم المجاور، حيث
تتمركز القوات الموالية للعقيد الليبي. وقال متحدث باسم المعارضة ان قوات
موالية للقذافي تقصف مناطق بوسط طوابلس، منها مجمع باب العزيزية الذي
سيطر عليه المعارضون أول من أمس. وأكد المجلس الوطني الانتقالي دخول
الثوار إلي حي أبوسليم. في الوقت نفسه يكافح مقاتلو المعارضة للسيطرة علي
الطريق الرئيسي بين طرابلس والمطار الدولي للمدينة حيث سيطر مقاتلوها علي
المطار رغم تعرضهم لنيران كثيفة خصوصا بصواريخ جراد التي يطلقها أنصار
القذافي. وكانت مدينة زوارة في غرب ليبيا قد تعرضت لحصار وقصف من جانب
القوات الموالية للقذافي، فيما وجه الثوار الذين يسيطرون علي وسطها
نداءات للمقاتلين في جبل نفوسة لنجدة المدينة. ويحاصر رجال القذافي
بالكامل مدينة زوارة الساحلية شمال البلاد الواقعة علي الطريق الاستراتيجي
الذي يربط طرابلس بالحدود مع تونس علي بعد ٠٧ كيلومترا شرق مركز رأس جدير
الحدودي. ويتمركزون شرق زليتن وجنوب الجميل وجنوب شرق العجيلات التي
يقصفون زوارة منها. في الوقت نفسه ذكرت رويترز ان أكثر من ٠٣ رجلا
يعتقد انهم من القوات الموالية للقذافي عثر عليهم مقتولين في معسكر بوسط
المدينة وكان اثنان منهم علي الأقل مقيدين بقيود بلاستيكية مما يشير إلي
اعدامهما. وفي الشرق، واجه الثوار مقاومة غير متوقعة من قوات العقيد
في »بن جواد« ما يعرقل زحفهم نحو سرت مسقط رأس القذافي ومعقله. من
جهته دعا رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبدالجليل الليبيين إلي الانضمام
للثورة، كما رحب بالتفاوض مع الجماعات الموجودة في المناطق الخاضعة
لسيطرة القذافي. وقال خلال مؤتمر صحفي ببنغازي ان الثروات الليبية ستوزع
بالتساوي بين السكان، وانه سيطلب مساعدة الأمم المتحدة في بناء الجيش.
علي صعيد اخر، طالبت وزارة الخارجية الروسية الامم المتحدة بلعب بدور
محوري في اعادة بناء ليبيا في مرحلة ما بعد انتهاء الصراع.