هزيمة تلو هزيمة تلقاها جيش الأسد خلال الأشهر الماضية في عدد من المناطق سواء درعا أو ريف إدلب وغيرها من المناطق، والتي تعتبر دفعة جديدة في سلسلة الهزائم التي واجهتها قوات النظام خلال السنوات الماضية من عمر الحرب في سوريا.
مع كل هزيمة تخرج فيها منطقة من يده يبدأ النظام بنشر أخبار عن إحكام (سيطرته النارية) على بعض المناطق التي يكون الجيش الحر قد سيطر عليها و أمنها بشكل كامل، وبخاصة مناطق جسر الشغور وريف إدلب وغيرها من المناطق على امتداد المشهد السوري، فأصبح مصطلح (السيطرة النارية) مرادفاً لخروج المناطق من يد النظام واستحالة استعادته لها أو المناطق التي يسعى للهجوم عليها ويلاقي مقاومة شديدة كالزبداني وجوبر وداريا.
مفهوم النظام!
السيطرة النارية حسب مفهوم النظام هو وجود المنطقة في مرمى النيران المباشرة أو غير المباشرة لقواته، والتي تعمل على استهداف هذه المنطقة بكل ما توفر من أسلحة، بداية بالقنص ونيران المدافع الرشاشة والدبابات والصواريخ الموجهة والمدفعية الميدانية والمدفعية الصاروخية بأنواعها .
حسب هذا الفهم لهذا المصطلح تقع أجزاء كبيرة من سوريا ضمن نطاق السيطرة النارية لقواته بداية بريف دمشق بكامله، والزبداني وجسر الشغور و حلب و ديرالزور و درعا وغيرها كثير على الرغم من خروجها من سلطته!
لكن بناء على هذا المفهوم أيضا تقع العاصمة دمشق بكاملها تحت (السيطرة النارية) للجيش الحر، بحكم وجود كامل المدينة ضمن المدى الفعال لقسم من الأسلحة الموجودة لدى الجيش الحر في مجموعة المناطق المحيطة بدمشق التي يسيطر عليها... فيستطيع الجيش الحر في أي لحظة قصف أي نقطة تقريباً في مدينة دمشق وجبل قاسيون والمراكز الأمنية والعسكرية للنظام، وقد تكون حملة (جيش الإسلام) الصاروخية منذ عدة أشهر مثالاً على هذه السيطرة النارية وقدرة الجيش الحر على الوصول لأي نقطة في دمشق بصواريخه، مع أن هذه الميزة لم تستغل كما يجب وهناك تقصير كبير في استغلالها. [1]
السيطرة النارية لـ(جيش الإسلام)!
فرداً على قصف طائرات النظام للغوطة وارتكابها لعدد من المجازر قصف جيش الاسلام خلال حملته الصاروخية عدة مواقع عسكرية لجيش النظام داخل دمشق بعدة رشقات صاروخية، لكنه أوقف حملته الصاروخية لاحقاً بُعيد أن توعد بإطلاق مئات الصواريخ كل يوم حتى تطهير العاصمة .
وصلت صواريخ جيش الاسلام لأهداف كثيرة ومواقع مهمة ضمن العاصمة وعدد من المواقع الأمنية الرئيسية لجيش النظام.. وسجل سقوط صواريخه وقذائفه في مناطق كفرسوسة والبحصة والمالكي و المزة 86 ومحيط منطقة المزة وساحة الأمويين قلب دمشق [2]. حيث تقع معظم أجزاء العاصمة دمشق ضمن مدى العديد من الأسلحة في المناطق المسيطر عليها من قبل الجيش الحر، وبخاصة (جيش الإسلام) الذي طور صواريخاً بمدى يبلغ أربعين كيلومتراً إضافة لامتلاكه صواريخ (الكاتيوشا) والغراد و المدفعية والهاون بأنواعها. [3]
أظهرت هذه الحملة عجز النظام عن الرد العسكري الحقيقي على مصادر النيران، وعدم قدرته على إيقاف القصف ضد مراكزه الحيوية ما يعطي ميزة مهمة للجيش الحر في حال تكرارها.
مناطق محاصرة!
تتركز معظم محاولات الجيش الحر لتخفيف الضغط عن المقاتلين في الزبداني في قصف قوات النظام المحاصرة في عدد من المناطق مثل كفريا و الفوعة وغيرهما .
هذا الرد هو الأكبر لدى الجيش الحر من عدد من النواحي لكنه يبقى دون المطلوب لعدة أسباب، أهمها أن قصف هذه المناطق وحتى خروجها عن السيطرة لا يشكل مشكلة طارئة تجبر النظام على إعادة توزيع قوات وسحب قسم منها من جبهة الزبداني بهدف تحويلها لجبهة أخرى .
أي أن هذا القصف يتوقف أثره ضمن أسوار المناطق المحاصرة، ولكي يكون أي رد فعل مؤثراً فيجب أن يتجه نحو مناطق أخرى تجبر النظام على إعادة توزيع قواته بهدف حماية مراكز له من السقوط أو التطويق .
كفتح جبهات جديدة أو تطوير العمل على جبهات أخرى تجبر النظام على تغيير أولوياته، وقد يكون قصف الساحل والقرى الموالية فيه ذو أثر أكبر من قصف قرى ومناطق محاصرة كـ(كفريا) و(الفوعة) التي يجب السيطرة عليها و ليس فقط قصفها بسبب (سيطرتها النارية) على مناطق واسعة محيطة بها.
أكبر دعم للزبداني!
الاستفادة من (السيطرة النارية) للجيش الحر على دمشق وتكرار الحملة الصاروخية لـ(جيش الإسلام) حالياً على قوات النظام داخل مدينة دمشق هو أكبر دعم للزبداني، وبخاصة عند استمراره طوال فترة المعارك في الزبداني حتى إجبار النظام على التخلي عن تلك المعركة . [4]
لا يطلب حالياً اطلاق مئات الصواريخ يومياً ولكن عشرين إلى خمسين صاروخ يومياً خلال فترة الهجوم على الزبداني كفيلة بإحداث أثر كبير على النظام والاستفادة من (السيطرة النارية) على العاصمة دمشق، فإضافة لقصف مراكز النظام يجب التركيز على مناطق ومعسكرات تمركز الميليشيات الشيعية وحالش بشكل رئيسي، بسبب الدور المحوري لهم في الهجوم على الزبداني.
هوامش :
[1]لا يبعد مركز مدينة دمشق عن مناطق سيطرة الثوار سوى عدة كيلومترات، وطول المدينة لا يتجاوز 15 كم كحد أقصى .
[2].فيديو توضيحي للمناطق التي قصفت ومواقعها وانتشارها ضمن كامل العاصمة .
https://www.youtube.com/watch?v=T7WxGaxQqXE
[3]مديات بعض الأسلحة التي استخدمت في الحملة الصاروخية لجيش الاسلام :
غراد بأنواعه :
20 إلى 40 كم
Type-63 : و التي تسمى مجازاً (كاتيوشا)
حتى 8 كم
صواريخ سهم الاسلام 4:
حتى 40 كم
اضافة للهاون بأنواعه :
3 إلى 6 كم
لم يستخدم صاروخ سهم الإسلام بجيليه بشكل كبير ولا يوجد سوى معلومات محدودة عن مرات استخدامه وتأثيره.
. [4]لا يعرف تماماً مقدار المخزون الصاروخي لدى جيش الإسلام، لكنه اضافة لمخزونه فهو يصنع صواريخاً محلية استخدمت في الحملة الصاروخية وتشابه كثيراً في تصميمها صواريخ Type-63، اضافة لصواريخ أخرى أكبر حجماً تسمى سهم الإسلام .
مع كل هزيمة تخرج فيها منطقة من يده يبدأ النظام بنشر أخبار عن إحكام (سيطرته النارية) على بعض المناطق التي يكون الجيش الحر قد سيطر عليها و أمنها بشكل كامل، وبخاصة مناطق جسر الشغور وريف إدلب وغيرها من المناطق على امتداد المشهد السوري، فأصبح مصطلح (السيطرة النارية) مرادفاً لخروج المناطق من يد النظام واستحالة استعادته لها أو المناطق التي يسعى للهجوم عليها ويلاقي مقاومة شديدة كالزبداني وجوبر وداريا.
مفهوم النظام!
السيطرة النارية حسب مفهوم النظام هو وجود المنطقة في مرمى النيران المباشرة أو غير المباشرة لقواته، والتي تعمل على استهداف هذه المنطقة بكل ما توفر من أسلحة، بداية بالقنص ونيران المدافع الرشاشة والدبابات والصواريخ الموجهة والمدفعية الميدانية والمدفعية الصاروخية بأنواعها .
حسب هذا الفهم لهذا المصطلح تقع أجزاء كبيرة من سوريا ضمن نطاق السيطرة النارية لقواته بداية بريف دمشق بكامله، والزبداني وجسر الشغور و حلب و ديرالزور و درعا وغيرها كثير على الرغم من خروجها من سلطته!
لكن بناء على هذا المفهوم أيضا تقع العاصمة دمشق بكاملها تحت (السيطرة النارية) للجيش الحر، بحكم وجود كامل المدينة ضمن المدى الفعال لقسم من الأسلحة الموجودة لدى الجيش الحر في مجموعة المناطق المحيطة بدمشق التي يسيطر عليها... فيستطيع الجيش الحر في أي لحظة قصف أي نقطة تقريباً في مدينة دمشق وجبل قاسيون والمراكز الأمنية والعسكرية للنظام، وقد تكون حملة (جيش الإسلام) الصاروخية منذ عدة أشهر مثالاً على هذه السيطرة النارية وقدرة الجيش الحر على الوصول لأي نقطة في دمشق بصواريخه، مع أن هذه الميزة لم تستغل كما يجب وهناك تقصير كبير في استغلالها. [1]
السيطرة النارية لـ(جيش الإسلام)!
فرداً على قصف طائرات النظام للغوطة وارتكابها لعدد من المجازر قصف جيش الاسلام خلال حملته الصاروخية عدة مواقع عسكرية لجيش النظام داخل دمشق بعدة رشقات صاروخية، لكنه أوقف حملته الصاروخية لاحقاً بُعيد أن توعد بإطلاق مئات الصواريخ كل يوم حتى تطهير العاصمة .
وصلت صواريخ جيش الاسلام لأهداف كثيرة ومواقع مهمة ضمن العاصمة وعدد من المواقع الأمنية الرئيسية لجيش النظام.. وسجل سقوط صواريخه وقذائفه في مناطق كفرسوسة والبحصة والمالكي و المزة 86 ومحيط منطقة المزة وساحة الأمويين قلب دمشق [2]. حيث تقع معظم أجزاء العاصمة دمشق ضمن مدى العديد من الأسلحة في المناطق المسيطر عليها من قبل الجيش الحر، وبخاصة (جيش الإسلام) الذي طور صواريخاً بمدى يبلغ أربعين كيلومتراً إضافة لامتلاكه صواريخ (الكاتيوشا) والغراد و المدفعية والهاون بأنواعها. [3]
أظهرت هذه الحملة عجز النظام عن الرد العسكري الحقيقي على مصادر النيران، وعدم قدرته على إيقاف القصف ضد مراكزه الحيوية ما يعطي ميزة مهمة للجيش الحر في حال تكرارها.
مناطق محاصرة!
تتركز معظم محاولات الجيش الحر لتخفيف الضغط عن المقاتلين في الزبداني في قصف قوات النظام المحاصرة في عدد من المناطق مثل كفريا و الفوعة وغيرهما .
هذا الرد هو الأكبر لدى الجيش الحر من عدد من النواحي لكنه يبقى دون المطلوب لعدة أسباب، أهمها أن قصف هذه المناطق وحتى خروجها عن السيطرة لا يشكل مشكلة طارئة تجبر النظام على إعادة توزيع قوات وسحب قسم منها من جبهة الزبداني بهدف تحويلها لجبهة أخرى .
أي أن هذا القصف يتوقف أثره ضمن أسوار المناطق المحاصرة، ولكي يكون أي رد فعل مؤثراً فيجب أن يتجه نحو مناطق أخرى تجبر النظام على إعادة توزيع قواته بهدف حماية مراكز له من السقوط أو التطويق .
كفتح جبهات جديدة أو تطوير العمل على جبهات أخرى تجبر النظام على تغيير أولوياته، وقد يكون قصف الساحل والقرى الموالية فيه ذو أثر أكبر من قصف قرى ومناطق محاصرة كـ(كفريا) و(الفوعة) التي يجب السيطرة عليها و ليس فقط قصفها بسبب (سيطرتها النارية) على مناطق واسعة محيطة بها.
أكبر دعم للزبداني!
الاستفادة من (السيطرة النارية) للجيش الحر على دمشق وتكرار الحملة الصاروخية لـ(جيش الإسلام) حالياً على قوات النظام داخل مدينة دمشق هو أكبر دعم للزبداني، وبخاصة عند استمراره طوال فترة المعارك في الزبداني حتى إجبار النظام على التخلي عن تلك المعركة . [4]
لا يطلب حالياً اطلاق مئات الصواريخ يومياً ولكن عشرين إلى خمسين صاروخ يومياً خلال فترة الهجوم على الزبداني كفيلة بإحداث أثر كبير على النظام والاستفادة من (السيطرة النارية) على العاصمة دمشق، فإضافة لقصف مراكز النظام يجب التركيز على مناطق ومعسكرات تمركز الميليشيات الشيعية وحالش بشكل رئيسي، بسبب الدور المحوري لهم في الهجوم على الزبداني.
هوامش :
[1]لا يبعد مركز مدينة دمشق عن مناطق سيطرة الثوار سوى عدة كيلومترات، وطول المدينة لا يتجاوز 15 كم كحد أقصى .
[2].فيديو توضيحي للمناطق التي قصفت ومواقعها وانتشارها ضمن كامل العاصمة .
https://www.youtube.com/watch?v=T7WxGaxQqXE
[3]مديات بعض الأسلحة التي استخدمت في الحملة الصاروخية لجيش الاسلام :
غراد بأنواعه :
20 إلى 40 كم
Type-63 : و التي تسمى مجازاً (كاتيوشا)
حتى 8 كم
صواريخ سهم الاسلام 4:
حتى 40 كم
اضافة للهاون بأنواعه :
3 إلى 6 كم
لم يستخدم صاروخ سهم الإسلام بجيليه بشكل كبير ولا يوجد سوى معلومات محدودة عن مرات استخدامه وتأثيره.
. [4]لا يعرف تماماً مقدار المخزون الصاروخي لدى جيش الإسلام، لكنه اضافة لمخزونه فهو يصنع صواريخاً محلية استخدمت في الحملة الصاروخية وتشابه كثيراً في تصميمها صواريخ Type-63، اضافة لصواريخ أخرى أكبر حجماً تسمى سهم الإسلام .