وسط حضور عشرات الفنانين والفنانات والمئات من عشاق فنه، شيع جثمان الممثل المصري عمر الشريف، اليوم الأحد، من مسجد في شرق القاهرة.
وسارت جنازة الشريف، أحد أشهر الممثلين المصريين، ظهرا من مسجد المشير طنطاوي في ضاحية التجمع الخامس في شرق القاهرة. ودفن في مقابر السيدة نفيسة في جنوب القاهرة، حسب ما أفاد سامح الصريطي، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية.
وشارك في الجنازة زوج الراحلة فاتن حمامة، الدكتور محمد عبد الوهاب، وابنتها نادية.
وتوفي الشريف يوم الجمعة عن 83 عاما بعد أن أصيب في الأشهر القليلة الماضية بمرض الزهايمر، وغلبته أمراض الشيخوخة.
تقدم المشيعين ابنُه طارق الذي أنجبه من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وبعض أفراد العائلة، كما حضر وزير الثقافة المصري عبدالواحد النبوي، ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، والممثلون حسين فهمي وفاروق الفيشاوي وجميل راتب وخالد النبوي ومجدي كامل ومها أحمد وفنان الأوبرا حسن كامي.
ومن الشخصيات العامة حضر وزير الدولة للآثار السابق زاهي حواس، وعضو مجلس الشعب السابق محمد أبو حامد.
وقال النبوي في تصريحات للصحافيين بعد تشييع الجثمان: "كلنا في حالة حزن شديد. اتصل للعزاء فيه وزراء ثقافة من عدة دول، ومن فرنسا على وجه التحديد".
وأضاف: "ترك بصمة داخل مصر وخارجها لا يمكن لأحد أن ينكرها، وسنبحث مع نقابة الممثلين الوجه الأمثل لتكريمه".
وقدم الشريف أكثر من 100 فيلم أجنبي وعشرات الأفلام المصرية، منها (النهر الخالد) و(في بيتنا رجل) و(أيوب) و(المواطن مصري) و(المسافر).
وقالت الممثلة اللبنانية مادلين طبر التي شاركته بطولة مسلسل (حنان وحنين) في 2007 قبل تشييع الجثمان: "فرصة وقوفي أمامه كانت فرصة من ذهب. تعلمت منه الاجتهاد والاحترام والإخلاص للمهنة".
وأضافت: "كنت أتمنى خروج الجنازة من ميدان التحرير واشتراك مصر كلها.. هو قامة وهرم".
دعوات وصلوات
وداخل مسجد المشير طنطاوي شرق القاهرة، اصطف فنانون من جيل الشريف ومن تلامذته وحتى ممن لم يروه من قبل لتأدية صلاة الجنازة، داعين للممثل الراحل بالمغفرة والرحمة بقدر ما أمتع جمهوره ومحبيه حول العالم.
وقال الممثل ومقدم التلفزيون المصري سمير صبري: "هو رمز للزمن الجميل في السينما المصرية والعالمية أيضا. صنع دعاية جيدة جدا لمصر بعد خروجه للعالمية ومشاركته في أفلام "لورانس العرب" و"دكتور زيفاجو".
وأضاف: "قال لي في آخر لقاء تلفزيوني معه مطلع هذا العام إنه عاد إلى مصر ليموت فيها".
وبعد الصلاة حمل مشيعون النعش الذي لف بعلم مصر ومن فوقه قطعة قماش سوداء مطرزة بآيات من القرآن الكريم بخيوط فضية.
موعد بعد الرحيل
وكما كانت أول إطلالة له على جمهور السينما في فيلم باللغة العربية (صراع في الوادي) عام 1954 من إخراج يوسف شاهين، شاء القدر أن يرحل الشريف تاركا خلفه فيلما لم ير النور بعد يهدف إلى جذب الاهتمام للعرب وتراثهم.
وبحسب موقع التراث الإسلامي (مسلم هيرتج دوت كوم)، فإن الشريف شارك بالتمثيل والتعليق الصوتي في الفيلم التثقيفي القصير (1001 اختراع وعالم ابن الهيثم) الذي شاركت في إنتاجه مؤسسة 1001 إنفينشن البريطانية بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للثقافة العالمية.
ونقل الموقع عن منتج ومخرج الفيلم أحمد سليم قوله: "نشعر بالحزن والأسى لوفاة عمر الشريف، فالعمل معه في هذا الفيلم كان شرفا لنا جميعا. برغم حالته الصحية المتردية في الآونة الاخيرة عمل الشريف بشكل متواصل لاستكمال هذا الفيلم، ليستفيد منه الأطفال في شتى بقاع الأرض، ونحن نهدي هذا الفيلم إلى روحه".
ويظهر الشريف في الفيلم في دور جد يساعد حفيدته في فروضها المدرسية، ويشرح لها نظريات ابن الهيثم عن الضوء والإبصار.
ويعرض الفيلم في وقت لاحق من 2015 في إطار تخصيص الأمم المتحدة هذا العام للاحتفاء بالضوء.
وقال وزير الآثار المصري السابق عالم المصريات المعروف، زاهي حواس، الذي كان صديقا مقربا للشريف، إن الحالة النفسية للممثل المصري العالمي: "تدهورت خلال الآونة الأخيرة ولم يكن يأكل أو يشرب".
وولد الشريف في 10 أبريل عام 1932 في الإسكندرية، واسمه الحقيقي ميشال شلهوب، من أب لبناني وأم لبنانية سورية. وتحول من المسيحية إلى الإسلام في عام 1955 ليتزوج من الممثلة المصرية سيدة الشاشة العربية الراحلة، فاتن حمامة، التي أنجب منها ابنه الوحيد طارق.
ولم يتزوج الشريف مجددا بعد انفصاله نهائيا في العام 1974 عن حمامة الذي ظل يقول عنها إنها "حب حياته" وتوفيت في يناير الماضي.
وحصل الشريف في عام 2003 على جائزة الأسد الذهبي عن مجمل أعماله في مهرجان البندقية السينمائي.