[rtl]كما كان متوقعاً، لم تختلف زيارة (ستيفان دي ميستورا) إلى دمشق عن سابقاتها التي لم تفلح واحدة منها في إيجاد حتى حلول إطلاق سراح معتقلين أو فك الحصار على مخيم هنا أو حي هناك، فـ(دي ميستورا) الأول الذي جلب خطة تجميد القتال حلب انتهى تماماً، وتحول بفشله إلى (دي ميستورا) الثاني الذي يناضل لوقف البراميل، لكنه على مايبدو فشل أيضا، بعد توضح معالم ونتائج الزيارة، وكذلك بعد أن كشف مصدر سياسي لوكالة الأنباء الألمانية ، أن بشار الأسد أبلغ المبعوث الخاص إلى سوريا (دي ميستورا) خلال زيارته الأخيرة أن الحسم العسكري سيكون له الأولوية على الحل السياسي لأن واجب الدولة هو القضاء على الإرهاب.
كلام الأسد يعود بنا إلى تصريح دي ميستورا قبل وصوله لدمشق ومدى جديته، حيث تناوب الطرفان على إعدام الحل السياسي في تمثيلية غير مفهومة وكلام سياسي غير معتاد في الأروقة الأممية، فكلام الأسد وترجيحه الحل العسكري أتى بعد أن أطلق المبعوث الأممي تصريحات نارية تتمثل بمطالبة الولايات المتحدة الضغط عسكرياً باتجاه عزل الأسد عن السلطة، حيث نقلت صحيفة (ديلي بيست) الأمريكية عن دي ميستورا قبل أسابيع تشديده على ضرورة رحيل الأسد لفتح الطريق أمام أي تسوية سياسية في سوريا. واعتبر ديمستورا خلال لقاء عقده مع معارضين سوريين في جنيف قبل أسبوعين أن الضغط العسكري المطلوب على الأرض لن يأتي عن طريق الأمم المتحدة، بل عن طريق واشنطن والتي عليها أن تتجاوز مجلس الأمن الذي يعيق العملية السياسية عبر بعض الدول.
ديمستورا خرج من دمشق وهو يتحدث عن الحل السياسي وإيقاف القصف بالبراميل، وإيجاد طرق آمنة للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح عدد من المعتقلين السياسيين مقابل مواقف معينة من المعارضة، لكن الأسد كان واضحاً بالقول إن الحسم العسكري أولاً ثم الحل السياسي (وفق وكالة الأنباء الألمانية).
الكوميديا السياسية في حل الأزمة السورية! المصادر ذاتها أكدت أن الأسد رفض طلب دي ميستورا إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بحجة أن "الأوضاع الأمنية في البلاد لا تسمح بذلك حتى لو كانت بإشراف دولي، كما أن الوضع القائم حاليا هو وضع دستوري مؤيد من الشعب السوري". وأضاف المصدر أن الأسد كرر ما قاله سابقاً عن أن الطيران العسكري لا يقصف بالبراميل المتفجرة، ومع ذلك سيحاول تخفيفها قدر الإمكان لتجنب المدنيين.[/rtl]