[size=30][rtl]![/rtl][/size]
أورينت نت - حلب | عمار البكور
[rtl]مع بداية شهر رمضان الكريم يتعرض المدنيون المقيمون في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية لمعاناة كبيرة وصفها البعض بالكارثية جراء فقدان مادة المحروقات فيها، ما أدى لإغلاق الكثير من المخابز والمشافي وتعطل معظم مرافق الحياة لا سيما المعامل التي كانت تشغل بواسطة كهرباء المولدات، كما توقفت الكثير من وسائل النقل عن العمل بسبب فقدان المحروقات جراء مواصلة انقطاع طريق نقل المحروقات لليوم العاشر على التوالي بعد شن تنظيم داعش هجوماً عسكرياً كبيراً على الطريق الوحيد لنقل محروقات بريف حلب الشمالي، تزامناً مع منع النظام للتجار نقل المحروقات وبيعها في المناطق الخارجة عن سيطرته.
إغلاق المشافي
وتأثرت معظم المشافي في عملها بسبب تعطل مولدات الكهرباء التي كانت تشغل بواسطة المازوت مع فقدانه في الأسواق حسب ما أكده عضو المجلس الطبي في حلب الدكتور حمزة لأورينت نت مضيفاً أن "المشكلة فعلياً عمل المشافي متوقف بالكامل على المازوت، وفي حال استمر الوضع هكذا - فقدان المازوت- فإن أغلب المشافي رح توقف عن عملها تزامناً مع عدم وجود الكهرباء النظامية، وهذا ما يعرض حياة الأبرياء ومنهم الأطفال للخطر لا سيما أنه يوجد في المشافي عدة أقسام مثل حواضن الأطفال، والعناية المشددة والمنافس، والاسعاف، وجناح العمليات وكلها بحاجة للكهرباء كي تعمل، وسوف يقتصر تخديمها فقط عند وجود الكهرباء النظامية وقلا ما تأتي".
اغلاق المخابز
ومن الناحية الانسانية تعطلت الكثير من مخابز مدينة حلب ومحافظة إدلب والأفران التي ما تزال تعمل بدأت كمية المازوت تنفذ لديها وسط فقدانها في الأسواق بالتزامن مع دخول شهر رمضان، وهذا ما دعا النشطاء لتهام حواجز الثوار على جبهات القتال ضد تنظيم داعش في محيط مدينة مارع بمنع وصول المحروقات إلى مدينة حلب ومحافظة إدلب ما اضطر غرفة عمليات فتح حلب بياناً قالت فيه "رداً على الشائعات المغرضة التي اتهمت الفصائل المجاهدة في حلب وريفها بقطع طريق امداد المحروقات زرواً وبهتاناً، لقد قام تنظيم داعش في الآونة الأخيرة بقطع طريق الامداد لمواد المحروقات، واننا في هذا البيان نعلن براءتنا مما يقوم به التنظيم من تضييق على المدنيين ومحاصرة لقمة عيشهم، واننا نؤكد أن هذا العمل لا يمت للاسلام بصلة" محملة التنظيم المسؤولية عن قطع طريق المحروقات ليرتفع سعر برميل المازوت عن 70 ألف ل س بعدما كان يباع بـ15 ألف ل س.
سعر المازوت من 80 إلى 400 ل س
وعمد النظام على وقف بيع المحروقات للمدنيين الذين يزيد عددهم عن 4 مليون نسمة في المناطق المحررة وأعادت حواجزه كافة صهاريج المحروقات لمناطق سيطرته وأبلغ التجار بمنع نقل المحروقات عبر الطريق القادم من مدينتي حماة واللاذقية، بالتزامن مع اغلاق طريق المحروقات القادم من حقول النفط التي يسيطر عليها تنظيم الدولة جراء المعارك شمال حلب، وهذا ما أدى لفقدان مادة المحروقات في المناطق المحررة في محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وارتفاع سعرها بشكل كبير، حيث سجل سعر ليتر المازوت أكثر من 400 ل س بعدما كان قبل قطع الطريق 80 ل س، وسجل سعر ليتر البنزين 390 ل س بعدما كان 225 ل س، وسجل سعر اسطوانة الغاز 5000 ل س بعدما كانت تباع بـ2200 ل س ، وارتفع سعر صهريج المياه من 700 ل س إلى 2500 ل س، وكذلك ربطة الخبز800 غرام سجل سعرها 200 ل س بعدما كانت تباع بـ75 ل س، وارتفع طرداً كذلك سعر أكثر من 200 سلعة غذائية مستوردة من تركيا وسعر الخضروات بسبب ارتفاع أجار نقلها وسط فقدان وارتفاع سعر مواد المحروقات.
القاتل الجديد
ووصف النشطاء المازوت بـ "القاتل الجديد للمدنيين"، إضافة لتعرضهم يومياً للموت جراء مواصلة طيران النظام الحربي بقصفه الجوي للمناطق المأهولة في السكان مؤكداً الناشط فراس حريتاني لأورينت نت " في حلب من يدفع الضريبة هم المدنيون إن كان عبر القصف الجوي الذي تقوم به طائرات الإجرام الأسدي أو عن طريق ارتفاع الأسعار الذي أصبح يشابه مجزرة البراميل والصواريخ فحالياً أسواق حلب تتعرض لمجزرة اقتصادية وحسب الوقائع المتسبب الوحيد هو تنظيم الدولة الذي قطع الطريق الذي تصل عبره المحروقات التي تعد العصب الرئيسي للحياة بكل أشكالها عسكرية ومدنية، وبعد إشاعة ابرام اتفاق مبدأي على تبادل المواد بين الثوار وبين التنظيم كعادته الأخير لم يلتزم بوعوده أبداً، وهذا الأمر تسبب بفوضى عارمة بأسعار كل المواد بدءاً من الخبز وانتهاءً بمولدات الكهرباء".
وأضاف حريتاني "وحسب رأيي الشخصي سبب قطع طريق المحروقات إما لفرض قرار ما على الثوار أو حصار حلب من خلال قطع شاريين الحياة داخلها، وطبعاً في كل محفل هناك أذرع تنفيذ أي قرار هو تنظيم الدولة الذي يساعد عصابات النظام، وذلك بدى جلياً بعد اقتراب الثوار من بدء معركة فتح حلب جاءت الهجمة الشرسة للتنظيم لتضغط بكل قوتها على الريف الشمالي لمدينة حلب ما أدى لإيقاف كل الترتيبات المعدة لغرفة العمليات العسكرية".
مدن تحت الظلام
وأجبر فقدان مادة المازوت مدينة حلب ومحافظة إدلب واللاذقية وحماة للعيش تحت جنح الظلام مؤكداً لأورينت نت الناشط صلاح الأشقر أنه "قبل فقدان مادة المازوت كان مشترك بـ3 "أمبيرات" لمنزله في حي المشهد وكانت قيمتها شهرياً 6000 ل س مقابل تغذية المولدة للمنزل 12 ساعة، والآن رفع صاحب المولدة سعر الأمبير وأصبح سعر الأمبيرات الثلاثة شهرياً 10800 ل س مع انخفاض تغذية المنازل بالكهرباء إلى 5 ساعات"، موضحاً أن "الكثير من مولدات الكهرباء توقفت عن العمل ويمكن لمن مازال لديه كمية مازوت أن يوقف المولدة عن العمل في حال استمر فقدان المازوت ونفذت الكمية الموجودة لديه"، وأشار صلاح إلى أن" أسعار الخضار والمواد الغذائية بكل أنواعها ارتفع سعرها بما فيها الأدوية لأن تصنيع كل شيء وحتى المواد الزراعية مرتبطة بسعر المازوت، وتسربت معلومات عن اتفاق تم بين الثوار وداعش بإرسال الخضار مقابل النفط ولم يصدر شيء رسمي"، بينما أكد النشطاء أن هذه ذريعة من التنظيم لأن الخضروات في مناطق سيطرتها في ريف مدينتي الباب ومنبج متوفرة بكثرة مثل مناطق سيطرة الثوار.
نداء اغاثة للدفاع المدني
وجراء فقدان مادة المحروقات تضررت منظومة الدفاع المدني العاملة على انقاذ المدنيين من تحت الأنقاض الذي يحدثها القصف الجوي ما أجبرها على توجيه نداء استغاثة في بيانها الذي أصدرته وقالت فيه "نظراً للظروف الراهنة التي تمر بها محافظات الشمال السوري في كل من إدلب وحلب وحماة واللاذقية من نقص وغلاء فاحش في مادة المحروقات التي تعد من أساسيات عملنا الانساني لم تتوقف فرق الدفاع المدني وآلياته عن مد يد العون لكل شخص يحتاج للمساعدة رغم الصعوبات، ولكن لا نخفي على أحد ضعف الامكانيات المتواجدة لدينا ونقص الأموال المخصصة كمصاريف تشغيلية لآليات البحث والانقاذ والإطفاء والاسعاف، وبعد اجتماع طارئ للهيئة الإدارية تم رفع حالة الطوارئ وتوجيه نداء استغاثة للمنظمات الانسانية، ونناشد كافة المسؤولين عن أزمة المحروقات حل هذه القضية في السرعة القصوى حتى تفادي كارثة انسانية أصبحت قريبة".
وفي هذا السياق علم أورينت نت أن مجموعة من المنظمات الدولية العاملة في المجال الاغاثي استجابت لنداء المؤسسات العاملة في المجال الانساني في محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وتعمل الآن على تأمين كميات من المحروقات من تركيا وإدخالها من معبر باب الهوى وباب السلامة إلى شمال غرب سوريا بهدف سد حاجات تشغيل المشافي الميدانية ومنظومة الدفاع المدني والكثير من المخابز خشية وقوع كارثة انسانية دون أن يعرف مراسلنا متى سيبدأ ادخال المازوت.[/rtl]