نقلت وكالة إیتارتاس الروسية للأنباء، الجمعة، عن مصدر دبلوماسي قوله إن المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست توقفت فعلياً، وإن المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نهائي ربما يتعين تأجيلها مرة أخرى.
وتابع المصدر، الذي ذكرت إيتارتاس أنه عضو في أحد وفود الدول المشاركة، بالقول إن أحدث جولة من المحادثات في فيينا يوم الجمعة "لم تحقق أي تقدم ملموس".
وأضاف المصدر: "العملية توقفت بالفعل وثمة خطر يهدد المهلة التي قد يتعين تأجيلها مرة أخرى".
وأعرب سيرغي ريابكوف رئيس فريق المفاوضين الروس، الجمعة، عن أسفه لحصول "تباطؤ مقلق جدا" في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، قبل أسبوعين فقط من الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والقوى الكبرى بشأن هذا الملف.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء عن سيرغي ريابكوف قوله إن "هذا الأمر يقلقنا كثيرا، لأن الوقت يضيق، ولا بد من الوصول بشكل عاجل إلى المرحلة النهائية".
وأشار المسؤول الروسي إلى أن جولة المحادثات التي انتهت في الرابع من يونيو "لم تحقق الكثير" من الاتفاقات الملموسة، مضيفاً أن "وتيرة تقدم المحادثات تتباطأ تدريجيا".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن الخميس "أننا لم نصل بعد إلى نهاية المحادثات".
من جهته، قال رضا نجفي مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس إن "التوصل لاتفاق نووي نهائي مع القوى العالمية ممكن بحلول نهاية يونيو".
وقال نجفي للصحافيين بعد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا: "إذا التزم محاورونا بالأطر المتفق عليها فإن التوصل إلى اتفاقية بحلول نهاية يونيو سيكون أمراً ممكناً".
ورد نجفي على سؤال عما إذا كانت إيران ستطبق المزيد من إجراءات الشفافية بخصوص برنامجها النووي، كما جاء في الاتفاقية المؤقتة التي تم التوصل إليها في أبريل وتتضمن دخول مفتشين إلى مواقع عسكرية، قائلا إن "هذا الأمر يجب إرجاؤه إلى حين وضع النص النهائي لأي اتفاقية".
ومن أبرز النقاط العالقة في الملف النووي الإيراني، مسألة قيام فرق من المفتشين الدوليين بزيارة المواقع النووية الإيرانية خاصة العسكرية منها.
وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي - الذي له القول الفصل في سائر أمور الدولة - قد رفض وكبار القادة العسكريين الإيرانيين رفضا قاطعا، السماح بدخول المفتشين إلى مواقع عسكرية بموجب أي اتفاق يحد من أنشطة البرنامج النووي الإيراني.
هذا، وحثت الولايات المتحدة إيران في بيان صادر في فيينا، الخميس، على تنفيذ إجراءات الشفافية النووية المنصوص عليها في اتفاق أولي توصلت إليه القوى العالمية معها في أبريل الماضي.
وكانت إيران ودول "5+1" (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، قد توصلوا إلى اتفاق إطار في الثاني من أبريل في سويسرا، فيما تسعى للوصول إلى تسوية شاملة بحلول 30 من يونيو، تقلص بموجبها إيران أنشطة برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عنها.
وتشك الولايات المتحدة وبعض حلفائها ومن بينهم إسرائيل في أن إيران تستخدم برنامجها النووي المخصص لأغراض مدنية كغطاء لتطوير أسلحة نووية، مقابل نفي إيراني حيث تقول طهران إن برنامجها أهدافه سلمية" مثل توليد الكهرباء.
وتهدف المفاوضات التي تجري في إطار اتفاق أبريل الماضي إلى إيجاد سبيل لضمان ألا تمتلك إيران خلال السنوات العشر المقبلة على الأقل، القدرة على إنتاج مواد انشطارية كافية لتصنيع سلاح نووي، في غضون عام إذا قررت ذلك