[rtl]في الوقت الذي سقطت فيه قذيفة هاون، صباح اليوم قذيفة على مدرسة (الثقفي) في حي المالكي بدمشق، وأدت لإصابة معلمة و20 طالباً بجروح.. حسبما أفادت مصادر الأخبار، تحدثت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في تقرير نشرته حديثاً، عن معلومات نقلتها عن شهود عيان في قلب العاصمة السورية دمشق، عن انتشار حالة من الخوف والتوجسّ لدى الكثير من مؤيدي النظام، نتيجة التطورات الميدانية الأخيرة التي أظهرت تهلهلاً وانسكاراً في قوات النظام، حيث تحدّث أحد التجار ويقطن في "حي المالكي" الأرستقراطي للصحيفة، عن قيامه بتوضيب أغراضه، استعداداً للرحيل في لحظة سقوط النظام التي بات يعتقد غالبية الناس في دمشق أنها باتت قريبة!
وحسب ما ذكرت "الصحيفة الفرنسية" إنه وبناء على التطورات الأخيرة وما شهدته من تآكل الدائرة الأمنية الضيقة حول بشار الأسد، فقد بدأت تنتشر قناعة راسخة في دمشق، بأن نظام الأسد في طريقه للانهيار. وفي حديث سريع قال التاجر للصحيفة: "الحقائب جاهزة"، ليضيف وهو في حالة من القلق وعدم الارتياح "الله يستر.. الكثيرون يوضبون حقائبهم".
وتفسّر "ليبراسيون" مظاهر التوجّس والترقب لسقوط النظام، بأنه رد فعل تمهيدي، يسبق الاحتمال الذي بات يؤخذ على محمل الجد، وهو ما أعلنه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس مؤخراً بأن حكومته تستعد لاستقبال عدد كبير من أهالي دمشق المؤيدين للنظام.. حيث قال درباس "نتوقع أن تكون إقامتهم مؤقتة. محطة قبل سفرهم إلى بلد آخر."
من جهةٍ أخرى، نقلت الصحيفة الفرنسية عن شاهد عيان كان يتواجد بدمشق مؤخراً أن عناصر قوات النظام والشبيحة مما يسمى بـ "الدفاع الوطني"، إلى جانب قوى الأمن، لم يتلقوا رواتبهم منذ أربعة شهور، حسب زعمه. ونقلت "لبيراسيون" عن موظف حكومي سابق ما يُفيد بأن الوضع المالي لدى النظام عصيب للغاية، مشيرةً إلى أن إيران قلّصت من مساعداتها للأسد ونظامه في الفترة الأخيرة، لأنها تعاني من انخفاض سعر المواد النفطية.
وذكّرت الصحيفة بتصريح قديم للمبعوث الدولي للأزمة السورية، ستيفان دي مستورا، قال فيه أن نظام الأسد بات مديناً لإيران بقيمة 35 مليار دولار، لكن الأخيرة لم تعد قادرة على إبقاء هذا التمويل السخي للأسد مستمراً، إلا بشروط، أبرزها الهيمنة الكاملة لإيران على مفاصل صنع القرار بالعاصمة دمشق، وهو ما تؤكده الإطاحة بمسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية التابعة للأسد، حسب الصحيفة. وأشارت "ليبراسيون" إلى أن مصادر مقربة من نظام الأسد تحدثت مؤخراً عن بيع البلاد لإيران، وأن حكومة النظام وافقت على بيع أو رهن مبان أو أملاك تعود للدولة السورية مقابل مساعدة مالية من طهران.
وتذهب الصحيفة إلى أن المساعدات المالية المقدمة من طهران سمحت لها بمصادرة القرار بدمشق، وصولاً إلى إزاحة رموز أمنية بارزة، بدأت في العام الماضي مع حافظ مخلوف، ابن خال بشار الأسد ورئيس جهاز الأمن العام القوي في دمشق، ومن ثم إطاحة مدير الأمن السياسي وأحد أركان المخابرات السورية رستم غزالي، ومن ثم أيضاً شفيق شحادة، الذي هو الآخر لم يعد يسمع عنه شيء منذ تنحيته على خلفية صراعه مع غزالي.
وترى الصحيفة أن مصير أقوى الأقوياء، اللواء علي المملوك رئيس جهاز الأمن الوطني والمستشار الخاص لبشار الأسد، لا يزال غامضاً رغم ظهوره العلني الاستثنائي في الأسبوع الماضي بالقرب من الأسد الذي كان يستقبل مسؤولاً إيرانياً رفيع المستوى، وهدف بث الصور عبر وسائل الاعلام الرسمية السورية إلى نفي المعلومات المتداولة في الأيام الأخيرة عن إقالته.[/rtl]