في حلقة جديدة من سلسلة الحرب ضد الجماعات المتطرفة في الجزائر, أعلنت وزارة الدفاع أنها تمكنت من قتل ما لا يقل عن 22 إرهابياً في منطقة البويرة شرق العاصمة الجزائر, وذلك بعد مداهمة مقر لهم خلال عمليات تمشيط واسعة لا تزال مستمرة يقوم بها الجيش الجزائري في المناطق الجبلية القريبة من الشريط الحدودي التونسي الليبي.
العملية التي قامت بها قوات الجيش الجزائري أسفرت عن ضبط أسلحة وقنابل ومعدات اتصال بحوزة الإرهابيين, وذلك بعد الاشتباك معهم خلال مداهمة الموقع الذي كانوا يجتمعون فيه.
وفيما لم تفصح وزارة الدفاع عن هويات القتلى وانتماءاتهم كشفت مصادر إعلامية أن المستهدفين ينتمون لتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" أو إلى جماعة "جند الخلافة" التي أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش" أخيراً، والتي كانت قد أعدمت السائح الفرنسي ايرفي غورديل قبل أن اختطفته في منطقة القبائل شرق الجزائر, ما استدعى تكثيف السلطات لحملاتها وعملياتها ضد الجماعات المتطرفة, لتعلن قبل شهر أنها تمكنت من قتل معظم أفراد تلك الجماعة.
التطور اللافت في هذه العملية إضافة إلى عدد الذين قتلوا فيها, يبقى أيضاً في وصول الجيش إلى منطقة استعصت عليه منذ سنوات, نظراً لطبيعتها الجبلية ووعورتها.
العملية العسكرية الجديدة تأتي بعد مرور يومين فقط على نفي مختار بلمختار زعيم تنظيم "المرابطون" مبايعة تنظيمه لـ"داعش" وجدد ولايته لتنظيم "القاعدة" ولأيمن الظواهري. كما أن مختار بلمختار هو أحد أخطر الإرهابيين المطلوبين لدى السلطات الجزائرية منذ تسعينيات القرن الماضي.
مراقبون يعتبرون أن تغلغل المسلحين في شرق الجزائر بالقرب من الحدود التونسية الليبية مرده الدعم القادم من الجماعات المتطرفة الناشطة على الشريط الحدودي الشرقي للجزائر.
وأيضاً من جنوبها حيث تنشط حركة "التوحيد والجهاد" التي كثيراً ما شنت هجمات متكررة على الجيش الجزائري وقوات الأمن.