[rtl]أطلق مجموعة من النشطاء في كل من إدلب ودرعا ومناطق بريف دمشق حملة (بدنا نتعلم) ، تحت إشراف منظمة (اليوم التالي) ، حيث تهدف الحملة على حث الأهالي لإرسال أطفالهم إلى مدارس، بعد حالات الانقطاع والغياب لأسباب مختلفة، في مقدمتها استهداف المدارس في تلك المناطق بشكل متكرر من قبل طيران النظام ومدفعياته.
وتنشط الحملة من خلال توزيع البوسترات والمنشورات في الأحياء والطرق العامة، ورسوم غرافيتية هادفة على جدران المدارس لترغيب الأطفال بالعودة إلى مدارسهم، وربما الأهم هو إجراء ندوات توعوية دورية للأهالي في تلك المناطق وتنبيههم لدورهم الهام بإعادة أطفالهم إلى المدارس .
كما أن النشطاء تواصلوا مع العديد من الكوادر التعليمية العاملة في تلك المناطق، من مدرسين وموجهين تربويين ومدراء مدارس، وأيضاً مع المجالس المحلية بغية التعاون معهم لإتمام الحملة وإنجاحها، حيث لاقت نداءاتهم ردود إيجابية من قبل الكثيرين، فيما امتنع البعض مبررين ذلك، بسبب شدة القصف الذي يطال المناطق التي تنشط فيها الحملة ولاسيما المدارس التي يستهدفها النظام بشكل مستمر .
في إدلب التي حررها الثوار قبل أسابيع من الآن تحاول الحملة النشاط في ريفها أكثر من داخلها، وهي تعمل داخل المدينة بحذر لأسباب لا تخفى على أحد أهمها شدة القصف الذي يستهدف المدينة يومياً، ويوقع العديد من الشهداء والمصابين، وإحداث دمار هائل في الممتلكات والبنى التحتية وفي مقدمتها المدارس .
وبالرغم من كل الصعوبات لا يجد ناشطوا الحملة أدنى كلل أو ملل في إيصال رسائلهم، من خلال النشاطات الآنفة الذكر، لضمان نتائج يحصدونها في نهاية الحملة، كما قالت للأورينت نت الناشطة التربوية (غالية طقيقة) أحد أعضاء فريق إدلب، وأضافت: من أكبر العوائق كان القصف المتكرر والمستمر والذي أدى إلى توقف المدارس لعدة أيام، وهذه الحملة خططنا لها ووضعنا هيكلية لتقسيم العمل فبدأنا باستبيان عن طريق مقابلات مع أمناء السر في جميع المدارس، ومن ثم قمنا بنشر فكرة عن الحملة و أهدافها، كما روجنا للحملة من خلال حملة دعائية توضح فضل العلم، ووزعنا المهام فيما بيننا حسب طبيعة العمل ووجودي كأنثى كان له فائدة كبيرة للتواصل مع المدرسات وأمهات الأطفال، الأمر الذي كان صعباً على الشبان في الحملة القيام به .
أما محمد أحد مشرفي الحملة في درعا فقال للأورينت نت: ولدت الحملة من مشكلة عميقة تغلغلت بالمجتمع في الآونة الأخيرة، فأصبح التراجع في مستوى التعليم ملحوظاً وعندما وجدنا أن فئة كبيرة من الطلاب تركوا التعليم لأسباب لا تخفى على أحد، كان من الواجب إطلاق حملات فكرية لتوعية المجتمع ولاسيما فئة الأطفال والشباب المراهقين .
وأضاف :كانت أصعب الخطوات هي الخطوة الأولى من الحملة وهي عملية انسجام فكرة جديدة مع المجتمع , فقد اعتاد الناس على أن تكون الحملات في المجال الإغاثي فوجدت الحملة تساؤلات كثيرة في البداية، وأخذت عملية شرح الحملة جهدا كبيراً وكنا نكرر الكلام عن الحملة للقاصي والداني والمثقفين والعوام وهذا حق علينا. وتقييم الحملة جيد بالنسبة للوضع الاستثنائي الذي نعمل به بوجود معارك دائرة بالقرب من نشاطنا.
أما دياب سريّة، المسؤول عن الحملة في مكتب ( اليوم التالي) في اسطنبول فقال: "نسبة لإحصاءات اليونيسيف فإن أكثر من 2.6 مليون طفل سوري هم الآن خارج المدرسة في الداخل السوري وبلاد اللجوء. ولذا نحنُ في اليوم التالي ندعم أيّ من الحملات التي قد تساعد على التخفيض من هذا الرقم المرعب، وبناء على ذلك فقد اهتممنا في دعم حملة (بدنا نتعلّم) التي أتت كاقتراح من مسؤولي التواصل الذين يعملون مع (اليوم التالي) من الداخل بعد أن قاموا بإحصاءات أكدت أهميّة حملة كهذه بالنسبة لهم وبالنسبة للمجتمعات المحلية الصغيرة التي نعمل معها".
يذكر أن تقريراً حقوقيا أصدرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافية (اليونيسف) جاء بأرقام مخيفة بخصوص الأطفال اللذين أصبحوا بدون تعليم في المناطق المحررة من سوريا، نتيجة استهداف النظام للمدارس . حيث قال التقرير :أن عدد الأطفال السوريين الذين هم الآن خارج المدرسة في سوريا والبلاد المجاورة وصل إلى أكثر من 2.6 مليون طفل ، وأنّه من بين كل ٥ مدارس في سوريا، هناك مدرسة واحدة قد دمرت أو تضررت أو استخدمت لأغراض أخرى. فيما خسرت سوريا حتى الآن، نحو ٢٠٪ من أعضاء هيئة التدريس والمرشدين الاجتماعيين[/rtl]