[rtl]من رأى المشهد (الإجرامي) الذي حدث في شارع الحمراء الرئيسي في بيروت لن يصدّق نفسه أنه في القرن الواحد والعشرين، أو انه وسط حي راق، ولربما يعتقد أنه يعيش في غابات متوحشة وسط قبائل بدائية!
إنها (العنصرية) من جديد، تطلّ برأسها الوحشي لتطول أطفالا سوريين، وتنال من براءة نازحين ومتسولين لا ذنب لهم في هذه المصائب سوى أنهم خلقوا في بيئة فقيرة.
ليل الخميس الماضي كان الطفل السوري ديار (9 سنوات) يتجوّل داخل أحد أبرز المقاهي، كعادته يومياً، ليبيع العلكة للزبائن المتواجدين في هذه المقاهي من ضمنهم "الدانكن دوناتس" (هو مقهى عالمي له فروع عديدة في لبنان)، ومن البديهي أن يتجاوب معه بعض الزبائن ويعطوه ما تيسر وهناك من يرفض الشراء منه، إلا أن أحد الموظفين في هذا المكان كانت ردة فعله تفوق التصوّر وكأن "ديار" قاتل أهل هذا الموظف العنصري الذي انقض على (ديار) وعمل على تعنيفه بشكل يفوق التصور وانهال عليه بالضرب المبرح ثم قام بسحله مع توجيه عبارات عنصرية بحقه وبحق السوريين، وسط ذهول الزبائن ما دفع أحد الموجودين في المقهى وهو الصحفي (ربيع فران) وأصدقائه بالتدخل وإبعاد الموظف عن الطفل (ديار) الذي تكسرت أسنانه ونزف أنفه!
ومن المؤسف في هذا المشهد القاسي، أنه لم يهرع أحد من الموظفين لتقديم المساعدة لديار أو إسعافه بقطع الثلج كي يتم وضعها على وجهه النازف.
الزميل الصحفي (فران) الذي شهد الحادثة، يوضح لـ "اورينت نت ": "لقد صرخت في وجه الموظف وقلت له: أنت لست إنسان.. أنت وحش وعنصري.. فأجابني الموظف: نعم أنا وحش وأكره السوريين"!!
بعد ذلك قام الصحفي (فران) وزملائه بالذهاب إلى مقهى آخر مقابل لـ (الدانكن) كي يحضروا الثلج ومعالجته ميدانياً قبل محاولة نقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية القريبة من المكان، غير أن والدة (ديار) رفضت ذلك كي لا تدخل في (سيم وجيم) مع الشرطة، وخوفا من وقوف الشرطة إلى جانب الموظف ضد ابنها النازح.
وبعد محاولات كثيرة من قبل الزميل (فران) وزملائه لنقله (على حسابهم الشخصي كون الأم لا تملك المال) وإصرار الأم على عدم نقله، قام بعض الموجودين بإسعافه وشراء الأدوية والمستحضرات الطبية لمعالجته كي لا تتفاقم حالته.
في هذا الوقت لا تزال (إدارة الفرع) في الحمرا ترفض التصريح، وحاول موقع "اورينت" التواصل مع أحد المسؤولين فيه كما حاولنا التواصل مع إدارة الفرع الرئيسي في بيروت ولكن لم يجب أحد، ما دفع مجموعة من الناشطين اللبنانيين وعدد من رواد المقهى من صحافيين وبعض المثقفين من إعلان مقاطعتهم لكل فروع المقهى وقاموا عند صباح يوم الجمعة بحركة اعتصام أمام فرع الدانكن دوناتس في الحمرا كي تتم محاسبة الموظف.
وبعد شيوع الخبر عبر صفحات التواصل الإجتماعي وبعدما بادر عدد من الناشطين بمراسلة الفرع الرئيسي للمقهى في الولايات المتحدة كان الرد سريعا جدا من قبل الإدارة المركزية حيث أعلنت ان "ادارة دنكن دونتس العالمية ترد على ما حصل أمس في احد فروعها في بيروت وتطالب باجراء تحقيقات تتعلق بشأن الواقعة![/rtl]