[rtl]كل ما يجري من احدث في المنطقة لا تصب في مصلحة "حزب الله". اليوم يشعر الحزب ومع نظام بشار الاسد أن ما جرى خلال المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة دول الست والاتفاقات التي تم الوصول اليها بين الاطراف المعنيّة بالملف، إنما تجري على حسابهم السياسي والعسكري وعلى حساب وجودهم كأطراف فاعلة كل في بلده.
أزمات حزب الله تتلاحق وهي تنعكس على الدور الذي يؤديه في سوريا الى جانب جيش الأسد بحيث لم يعد بإنمكانه متابعة تدخله العسكري بالشكل الذي كان بدأه عند بداية الثورة. لا تقدم ميداني يحرزه ولا مناطق "يُحررها" ليتحوّل دوره إلى مجرّد آلة للعد تُحصي عدد القتلى والجرحى وإلى مؤسسة تُعنى بنقل الجثث من الاراضي السورية إلى داخل الاراضي اللبنانية، وهذا ما بدأت أوساط حليفة للحزب تتحدث عنه في الفترة الاخيرة خصوصا في ظل الشح المالي الذي يُعاني منه والذي انسحب بدوره على علاقاته بمعظم حلفائه.
الأزمة المالية التي تعصف بحزب الله فاحت رائحتها بين أهالي قتلى الحزب الذين يسقطون في سوريا والعراق إذ تؤكد المعلومات أن ما يُقارب العشرين عائلة لم تحصل حتى اليوم على مستحقات أبنائها الذين قُتلوا في الحرب السورية رغم ان فترة تزيد عن ثلاثة أشهر قد مرّت على مقتلهم خصوصاً وان الحزب كان يعتمد طريقة في دفع المستحقات لهؤلاء الاهالي لا تتجاوز الاسبوع على موعد الدفن، فكان يعمد المسؤول في الوحدة المالية المعروف بالحج "مصطفى" الى تقديم شيكات تتراوح قيمتها بين خمسين مليون ليرة ومئة مليون خلال تقديمه واجب العزاء بفترة لا تتعدى فترة اسبوع او عشرة ايام على ابعد تقدير.
مؤسسة "الشهيد" في حزب الله ما عادت تدفع المال. هذا ما يقوله الاهالي الذين يؤكدون أيضاً أن المؤسسة كانت طلبتمنهم التمهّل لفترة من الوقت الى حين يتم تحضير الشيكات المستحقة، لكن حتى الان لم يحصل هؤلاء سوى على وعود اضافية، ولدى مطالبتهم بلقاء امين عام الحزب حسن نصرالله قيل لهم انه في ايران ولن يعود قبل ستة اشهر. لكن الاهالي لم ينتظروا هذه الوعود فعمدوا الى منع مقاتلين أقرباء لهم من الالتحاق بمراكز خدمتهم في سوريا الامر الذي حمل الشيخ محمد يزبك على زيارة وفد من اهالي قرى الهرمل منذ يومين لامتصاص غضبهم وتهدئتهم بعد وعود بحل المسألة خلال فترة اسبوع على ابعد تقدير.
الوضع في الجنوب لا يختلف عن ما هو عليه في البقاع، فهناك عائلات ايضاً لقتلى جدد في حزب الله لم تصلهم تعويضات القتل التي قيل انها انخفضت الى النصف نظرا للعجز المالي الذي يُعاني منه الحزب، وهناك ايضا عائلات لشهداء كانوا سقطوا في مواجهة اسرائيل منذ سنوات طويلة، لم تصلها هي الاخرى الرواتب الشهرية المعتمدة من مؤسسة "اللشهيد" ومن بينهم سيدة تمنعت عن اقامة عزاء الاربعين لولدها الا بعد حصولها على كامل مستحقات ابنها المالية لصالح نجله الوحيد الذي لم يبلغ عامه الاول بعد، كما توعدت الام الحزب بالظهور على الاعلام في حال لم تتسلم عائلة ابنها المستحقات المالية.[/rtl]