قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي يقوم بزيارة دولة إلى العاصمة الفرنسية باريس اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في القصر #الرئاسي في باريس، إن "تونس في طريقها إلى الديمقراطية، والديمقراطية لا تفرض من الخارج بل تمارس، و#تونس مستمرة في خطاها، لكنها لا تزال في منتصف الطريق".
وتابع "سنستمر في التنمية، وهدفنا الأساسي هو ضمان الأمن و#مكافحة الإرهاب"، وقال الرئيس التونسي إن "الشباب التونسي قام بثورة بمعزل عن أي إيديولوجيا"، وأضاف السبسي أن "هناك تطابقاً في وجهات #النظر بين تونس وفرنسا بخصوص القضايا الإقليمية والدولية".
من جانبه، قال هولاند، إن "فرنسا مسؤولة عن دعم تونس كي تحظى بالدعم الكامل لإنجاح تنميتها"، وأضاف هولاند: "أريد أن أثبت أن #فرنسا قادرة على إجراء تعاون مثالي، كما تحتاج إليه تونس سواء في مجال الأمن أو مكافحة الإرهاب، حيث أطلقنا سياسة أمنية منذ عدة أشهر لتأمين الحدود.
كما التقى الرئيس التونسي جيرار لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، وألقى كلمة أمام المجلس، ليتوجه بعد ذلك إلى جامعة السوربون التي ستقدم له دكتوراه فخرية".
وتأتي هذه الزيارة بعد المسيرة التضامنية التي نظمتها #تونس العاصمة في 29 من مارس الماضي، بمشاركة عدد من زعماء العالم، يتقدمهم الرئيس الفرنسي هولاند، تنديدا بالهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف #باردو في 18 من الشهر نفسه، والذي راح ضحيته 22 شخصا معظمهم سياح أجانب، من ضمنهم 5 فرنسيين وعدد من الجرحى.
واعتبر السبسي أنه "لا يمكن لأي بلد أن يدعي بأنه بمنأى عن الإرهاب".
ومنذ توليه منصب الرئاسة في فرنسا، زار فرانسوا هولاند تونس أربع مرات. وعلى الرغم من أن تلك الزيارات لم تستغرق وقتا طويلا، إلا أنها تعبر عن العلاقات القوية التي يتقاسمها البلدان، فتونس تعد من أبرز الوجهات السياحية للفرنسيين، كما يعيش فيها عدد كبير من المتقاعدين الفرنسيين ومن يهود فرنسا.
وستكون هذه الزيارة لفرنسا، وهي الأولى للرئيس قائد السبسي منذ توليه منصب الرئاسة، مناسبة لكي يستلم جائزة رمزية من جامعة #السوربون الفرنسية التي أكمل دراسته العليا فيها.
كما تعتبر هذه الزيارة بالمقام الأول سياسية تعكس مدى اهتمام الدولة الفرنسية بتونس، باعتبارها نموذجا يحتذى به للديمقراطية الجديدة، وأن فرنسا تابعت جميع مراحل الثورة التونسية ووقفت بجانبها منذ بدايته.
ضبط الحدود مع ليبيا
من المواضيع الأساسية التي ناقشها السبسي مع الرئيس هولاند التمويل والتدريب والتسليح لمواجهة الإرهاب، فضلا عن طلبه المساعدة في الحصول على الدعم المالي من بعض الدول والبنوك الأوربية، بهدف إعطاء دفعة جديدة للاقتصاد التونسي المتعثر جراء تداعيات أحداث الربيع العربي، الذي أدى إلى تراجع عدد السياح القاصدين لهذا البلد في الماضي.
كما ستقوم فرنسا من الناحية الأمنية بلعب دور أكبر في تونس، من خلال تأمين الحدود مع جارتها ليبيا التي تحولت إلى مصدر للإرهاب.
وكان وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، قد أكد أن بلاده "مستعدة لتقديم كل المساعدات التقنية والأمنية الممكنة (إمكانيات لوجستية واستخباراتية) لتونس من أجل دحر الإرهاب وإيقاف انتشار العنف".
دعوة أرباب العمل والسياح
أكدت فرنسا أنها وقعت اتفاقا يقضي باسترجاع الديون التي قدمتها لتونس وقيمتها 60 مليون يورو، على شكل منتجات اقتصادية أو خدمات.
وسيغتنم الرئيس التونسي فرصة تواجده في فرنسا لحث أرباب العمل الفرنسيين والتونسيين على الاستثمار في تونس، كما سيدعو الفرنسيين إلى اختيار تونس كوجهة سياحية وترفيهية في الصيف المقبل