ظهرت ليل أمس الاثنين أول صورة لقائد الطائرة الألمانية التي انتحر مساعده بإسقاطها في 24 مارس الماضي، ونحر 149 آخرين كانوا معه على متنها فوق الجانب الفرنسي من جبال الألب، وهي الصورة الوحيدة للطيار الذي قام بمحاولات مستميتة لخلع باب القمرة بعد أن أغلقه مساعده من داخلها، ولما يئس راح يرجوه ويصرخ: "أستحلفك بالله افتحه.. افتح هذا الباب اللعين"، لكن المساعد تجاهله تماماً وأسقطها.
صورة الطيار تم الانتباه لوجودها بالصدفة، بعد أن جهدت وسائل الإعلام الألمانية لتحصل على واحدة له من عائلته أو الشركة، ولم تتمكن، إلى أن مر أحد المصورين بضريح مشترك ورمزي وضعته شركة Germanwings التي كانت تقوم بتشغيل "الايرباص 320A " لأفراد طاقمها، ليراه المارة عند مدخل مقرها الرئيسي بمدينة "كولن" الألمانية.
الطائرة، وصور أفراد طاقمها على ضريح رمزي أقامته الشركة لهم عند مدخل مقرها الرئيسي
وعلى الضريح رأى صور أفراد الطاقم، وهم الطيار باتريك سوندهايمر، وإلى جانبه صورة مساعده أندرياس لوبتز، وصور المضيفين الأربعة، وجميعهم يبدون مبتسمين، باستثناء الطيار البالغ عمره 36 سنة، فصورهم مع الضريح التذكاري، وقام بتكبير صورة الطيار التي تنقلها "العربية.نت" عن وسائل إعلام ألمانية، نشرتها ضبابية بسبب تكبيرها.
وفيها كان مثواه الأخير جثة ممزقة الأشلاء
والطيار سوندهايمر، متزوج وأب لطفلة عمرها 6 ولطفل بالكاد عمره 3 أعوام، وهو يتمتع بخبرة 6 آلاف ساعة طيران، وطلب العام الماضي من الشركة التي يعمل لديها منذ 10 سنوات أن يقتصر عمله على قيادة طائرات الرحلات القصيرة ليتسنى له البقاء لوقت أطول مع زوجته وابنيه، فلبوا طلبه، ورحلته من برشلونة في إسبانيا إلى دوسولدورف بألمانيا، كانت الأخيرة، وفيها كان مثواه الأخير جثة ممزقة الأشلاء فوق جبال شائكة ومن الأصعب.
ولم يطرأ أي جديد عن الطائرة، يضاف إلى آخر معلومات استجدت الأسبوع الماضي عنها وعن محطمها الذي اتضح من بيانات صندوقها الأسود الثاني بعد العثور عليه، وكتبت عنه "العربية.نت" قبل أسبوع، أنه زاد من سرعتها لتهوي بسرعة إلى قمة جبل تعمد أن تتحطم فيه.
البيانات الجديدة أكدت أن لوبتز البالغ عمره 27 سنة، تعمد قتل نفسه ومن كانوا على متن الطائرة التي تم إنتاجها قبل 23 سنة، وأنه كان يبحث بالكومبيوتر عن سبل الانتحار، وعن كل ما يتعلق بأبواب القمرات، وحين خرج الطيار من قمرة الطائرة إلى مرحاضها، وجد بابها مغلقاً من الداخل عندما عاد بعد دقيقتين، فطرقه ولم يجد من مساعده أذناً صاغية، فاستعان بفأس ولم يفلح، ثم استرحمه وترجاه، ثم انتهى كل شيء بعد 8 دقائق.