يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيران غدا الثلاثاء في زيارة رسمية هي الأولى لرئيس تركي منذ أربع سنوات، وتأتي الزيارة بعد أيام من الإعلان عن اتفاق مبدئي بين إيران والقوى الدولية حول برنامجها النووي والعقوبات المفروضة عليها تمهيدا لاتفاق نهائي بنهاية يونيو.
ورغم أن الزيارة مقررة سلفا، فإن الحرص على إتمامها رغم ما بدا من "تلاسن إعلامي" حول الدور الإيراني في اليمن، يشير إلى استمرار نهج تركي في العلاقات مع إيران، يقدمها على أي اعتبارات أخرى ولأسباب أغلبها اقتصادي.
فمنذ تصاعدت العقوبات الدولية والغربية على طهران تمثل تركيا منفذا مهما لإيران للالتفاف على العقوبات، خاصة في تأمين استمرار حصولها على عائدات من تصدير إنتاجها من الطاقة وكذلك الحصول على الذهب كبديل لحظر كثير من تعاملاتها المصرفية من الخارج.
وفي السنوات الأخيرة زادت تركيا من وارداتها من الغاز الإيراني، الأمر الذي جعل وكالة أنباء بلومبرغ الاقتصادية تتساءل عن جدوى مضاعفة تركيا لواردات الغاز من إيران رغم أنها تدفع فيه سعرا أعلى من الغاو المستورد من روسيا أو أذربيجان.
ويقدر الفارق في السعر المضاف لفاتورة استهلاك الغاز التركية بنحو 800 مليون دولار سنويا ـ من الصعب معرفة أين تذهب.
في المقابل استفادت إيران من الحصول على الذهب من تركيا في تجارة ارتفعت من ملايين الدولارات قبل 2011 إلى عشرات مليارات الدولارات في السنوات الأخيرة.
وقبل أكثر من عام وردت تركيا لطهران نحو 200 طن ذهب، وصفت إعلاميا بصفقة "الذهب السري"، استفاد منها وزير الاقتصاد التركي آنذاك ظفر كاغليان ورجل أعمال إيراني مقرب من القيادة الإيرانية بعمولات بلغت ملايين الدولارات.
لكن الفائدة التي عادت على تركيا وقتها كانت أهم سياسيا، إذ مكنت الحكومة من ضبط عجز الميزانية بنحو 15 بالمائة ليبدو الإقتصاد وكأنه يتحسن بشدة رغم عدم وجود أي زيادة نشاط حقيقية، وإنما عائدات مبيعات الذهب المبالغ فيها لإيران.
وكان ذلك في الفترة التي سبقت الانتخابات المحلية التي حقق فيها حزب أردوغان ـ التنمية والعدالة ـ فوزا كبيرا.
ومع اتجاه الريح الآن نحو إيران ـ أميركيا وأوروبيا ـ يتجه أردوغان إلى تعزيز علاقته بإيران انتظارا لفوائد أكبر من رفع العقوبات على طهران.