» أخبار وتقارير «
تلفزيون الأسد في حوار "ديمقراطي" مع "إرهابيات" سجن عدرا!
أورينت نت - مرهف صوان
بدأت المذيعة الحلقة بشكر وزارتي الداخلية والعدل لأنهم أتاحوا الفرصة لبرنامج "سوريا تتحاور" ليدخل إلى قلب سجن عدرا ويتحاور مع الموقوفين.
التحاور مع الموقوفين! إنه أحد أنواع التحاور المفضلة لدى النظام بأن يكون المتحاور معه في السجن فتفرض عليه الأسئلة ويضطر للإجابة كما يشتهي النظام لأن هم السجين الوحيد هو الخروج من تلك الزنازين.
أحد المعتقلين يجيب عن سؤال المذيعة الافتراضي عما سيفعله لو أفرج عنه قائلاً: "رح أطلع عالجيش فوراً ووعد".
الالتحاق بالجيش! هل يسمى هذا تحاور؟
عرض البرنامج الجزء الأول المخصص لسجن الرجال من تقريره وأجرى خلاله لقاءات مع المعتقلين كان الكثير منها مع شباب جامعيين وأغلبهم لا يعرف التهمة الموجهة إليه.
أحد الشباب المعتقلين راعي أغنام تم القبض عليه أثناء الرعي ووضع في السجن بتهمة تمويل الإرهاب, يتساءل : "حاطيني تمويل إرهاب وأنا راعي غنم ماعندي شي لموله, أبا بدي ربطة خبز لآكلها".
والشاب الآخر يقول: "أنا شوفير تكسي خرج معي شاب وتبين أنه منشق فاعتقلوني ولي ثلاث سنوات وخرج المنشق بالعفو ولم أخرج أنا" ويضيف: "أي شخص رح يفوت على فرع أمن بده يطلع إرهابي لأنه رح يعترف على كل شي".
ويقول آخر:"لم أعترف في محضر الضبط على أي تهمة, اعترفت فقط على السلاح" وهنا تم قطع كلامه عبر المونتاج, لعله أكمل بأنه اعترف تحت الضرب والتعذيب.
أحد المعتقلين من طلاب جامعة حلب تسأله المذيعة عن تهمته فيجيب: "قالوا أني كنت أطلع مظاهرات وآخد عن كل مظاهرة 500" فتسأل المذيعة: "وإنت هيك كنت تعمل؟" فيقول: "لأ" وهنا يتم قطع ماتبقى من كلامه بالمونتاج.
توبخ المذيعة من تسألهم عدة مرات: "هلق كلكن مظلومين؟"!!
معتقل من قرية كفريحمول بريف إدلب تهمته أنه كان موظفاً بمستشفى ويحمل في طريق عودته إلى القرية خمس إبر ديكلون فاتهموه بأنه يمول الإرهاب ..
طبعاً ممول للإرهاب فإبر الديكلون غالباً ما تنصب على راجمات الصورايخ لتسكن حرارتها، وفي أقل الاحتمالات تستعمل كمضاد التهاب للطائرات !
أغلب الموقوفين "المستجوبين" قالوا بأنهم لم يعرضوا على القضاء ومنهم من عرضوا مرة واحدة فقط مع أن مدة سجن بعضهم تخطت السنتين والثلاثة.
تسأل المذيعة أحد ضيوفها عن مدة التأخير في عرض المعتقلين على القضاء وهل السبب أنه لا يوجد سوى سبعة قضاة في محكمة الإرهاب المركزية الوحيدة, فيجيب الضيف لا حاجة لزيادة عدد القضاة.
تتابع المذيعة سؤالها: " مافي آليات أسرع ؟" فيضحك وتضحك المذيعة وكأن السؤال طرح للطرفة ثم يتظارف بالرد: "هيك بدك تخليني أمزح يعني بدنا نفكر بالبلوتوث والواي فاي" هل الضيف باسم ياخور وأيمن رضا وقد أصبحوا قضاة ومستشارين!
ينتقل البرنامج في قسمه الثاني لعرض "التحاور" مع معتقلات سجن النساء وتبدأ إمرأة من المعضمية بالقول:"اعترفت بخروجي في مظاهرات ولكني مازالت معتقلة من تسعة أشهر".
أما الفتاة الثانية فتسألها المذيعة عن أخيها وتتقصد القول بأنه حامل سلاح , فتجيبها : "مابعرف شي عنه أنا من زمان بالسجن" وماذا تقولي لأخيك حامل السلاح؟ تجيب: "بقله أنو يسلم حاله". أما الثالثة فتقول بأنها مرتاحة وتشعر لو أنها بين "أخوتها وأهلها".
بينما يقنع الضيف السمج المذيعة "المقتنعة سلفاً" بأن المعتقلين مجموعة إرهابيين ليس فيهم مظلوم بالقول: "من النادر أن تجدي شخص يعترف بالجرم" ثم يتابع: "إن نسبة المظلومين ضئيلة جداً جداً بحسب الواقع الذي أعرفه في العمل"، ويكمل إقناعها بمثال محبوك: "ما أجى شخص ملائكي كان عم يرفرف بجناحاته بالسما, إنما كان محل شبهة"..
أجل ..من النادر وجود شخص يعترف بالجرم؟؟ ولكن هل يضطر مثلاً لأن ينكر وجود البراميل المتفجرة!
وهل كانت الطائرة الحربية ترفرف بأجنحتها في السماء وتلقي البراميل والصواريخ المتفجرة بملائكية يا "حضرة القاضي"!