ما أن أعلن التحالف عن بدء توجيه ضرباته لتنظيم داعش في سوريا حتى سارع رأس النظام ووزير خارجيته إلى اطلاق التصريحات المرحبة بقصف طيران أجنبي للأراضي السورية، بل وقام النظام بعرض نفسه كشريك للتحالف، وبالرغم من تجاهل الأمريكيين لتوسلات النظام وعرضه، فإن فكرة تعاون أمريكا مع النظام ضد داعش شغل، وما زال، الصحف والمحللين.
علاقة ذرائعية
وفي أحدث التحليلات يقول "جيفري وايت"، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية لدول المشرق العربي وإيران، في تحليل نشره بموقع (معهد واشنطن للدراسات) حول تعامل نظام الأسد مع الأكراد وداعش، أن طريقة النظام "الذرائعية" كما سماها في التعامل مع تنظيم "داعش" تعتمد على مبدأ يمكن تسميته بـ "الاقتصاد في القوة"، حيث أن تنظيم داعش متواجد في أماكن يعتبرها النظام ثانوية، وبالتالي لا يمانع النظام في وجود داعش في هذه المناطق طالما أنه يحيدها عن المواجهة معه، بينما يركز النظام جهده في مواجهة قوات الثوار الذين يشكلون الخطر الحقيقي على وجوده واستمراره.
ويقول "وايت" عن تلك العلاقة بين النظام والتنظيم "إنّ ذرائعية النظام في بعض الحالات - وافتقاره العام إلى الأهداف أو القيود الأيديولوجية - تسمح له بتجاهل تنظيم "داعش" أو حتى التعاون معه. وهذا هو الحال فيما يتعلق على سبيل المثال بقضايا اقتصادية مثل مبيعات النفط. وبالمثل، بدا أنّ هذه الذرائعية تملي الإجراءات التي يتخذها النظام حول مدينة حلب، حيث تستفيد وحداته من امتناعها عن الاشتباك العدائي مع تنظيم "داعش"، وتركز عوضاً عن ذلك على قوى ثائرة وإسلامية أخرى".
استغلال الأكراد
ويستعرض "جيفري وايت" الوضع في محافظة الحسكة حيث يرى أنه ومنذ بداية الثورة "كافح النظام للحفاظ على موطئ قدم له في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد. وقد حاول بشكل خاص الاحتفاظ بالسيطرة على جزء من القامشلي ومطارها، وعلى جزء من محافظة الحسكة، كما وعلى خطوط المواصلات الرئيسية في المحافظة. وقد أسفر ذلك عن علاقة معقدة وعدائية في بعض الأحيان مع القوات الكردية، فضلاً عن قتال مباشر مع تنظيم "داعش" منذ أن تبيّن أنه يشكّل تهديداً لمواقع النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي."
حيث يمتلك النظام في الحسكة عدة قطع عسكرية (اللواء 121 والفوج 154 بالقامشلي وفوج القوات الخاصة 47) كما يوجد في المحافظة تواجد لعدة ميليشيات تابعة للنظام (دفاع وطني، كتائب البعث ، قوات قبلية) بالإضافة طبعاً للاسناد الجوي.
يرى "جيف" أن علاقة النظام مع الأحزاب الكردية تشبه علاقته مع تنظيم داعش، فهي نفعية ومتبدلة، حيث يلاحظ جيف أن " أي أراضٍ خاضعة لسيطرة "وحدات الحماية الشعبية" لا تخضع لسيطرة تنظيم "داعش"، كما أنّ عمليات هذه الوحدات ضد "داعش" تساند، على الأقل حتى الآن، أهداف النظام في المحافظة."
فقط "الأكراد"
يشير جيف أيضاً إلى الاشتباكات التي تندلع من فترة لأخرى بين وحدات الحماية الشعبية وبين عناصر النظام وشبيحته، في تأكيد لنظريته عن مدى استغلال النظام للأحزاب الكردية، حيث يحرض دائماً على المواجهات بينها وبين تنظيم داعش، بينما يبعد عناصر ميليشيا حزب الله والميليشيات العراقية والإيرانية تماما عن نقاط التماس مع داعش كما أنها لم تدخل معه في مواجهات حقيقية.
كما أن النظام استغل معارك "عين العرب" وانشغال داعش بها، في تحسين وضعه في حقول جبل شاعر في حمص، ويكتفي بدور المتفرج عند اندلاع الاشتباكات بين داعش وقوات الحماية الشعبية، ويطالبها بالتدخل عند تهديد داعش لمناطق نفوذه!.
زئبقيته تفقده أي احترام
بالرغم من محاولات النظام تقديم نفسه كلاعب له وزن في سريا الحالية إلا أن تصرفاته الزئبقية وعدم احترام وعوده لا يوحي لأحد بالثقة فيه، فالنظام، كما يقول جيفري، يتصرف بذرائعية تامة عند انتقائه الطرف الذي يحارب معه أو ضده وكذلك المناطق والأوقات التي يحارب فيها. ويرى جيفري أنه يجب التعامل "بحذر مع أي فكرة قد تنتاب الولايات المتحدة أو دول التحالف حول كون النظام حليفاً لها في الحرب ضد "داعش". وفي أفضل الحالات، سيكون النظام حليفاً لا يمكن الاعتماد عليه، بتسخيره فقط جهدٍ محدود في الصراع بينما يضع مصالحه الخاصة في المقام الأول، بما ذلك التعاون مع تنظيم "داعش" عندما يرى ذلك مناسباً. وفي أسوأ الحالات، سوف يستغل أي تعاون متصور أو حقيقي مع الولايات المتحدة أو قوات التحالف لتعزيز أهدافه السياسية وعملياته العسكرية الخاصة ضد المعارضة السورية
علاقة ذرائعية
وفي أحدث التحليلات يقول "جيفري وايت"، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية لدول المشرق العربي وإيران، في تحليل نشره بموقع (معهد واشنطن للدراسات) حول تعامل نظام الأسد مع الأكراد وداعش، أن طريقة النظام "الذرائعية" كما سماها في التعامل مع تنظيم "داعش" تعتمد على مبدأ يمكن تسميته بـ "الاقتصاد في القوة"، حيث أن تنظيم داعش متواجد في أماكن يعتبرها النظام ثانوية، وبالتالي لا يمانع النظام في وجود داعش في هذه المناطق طالما أنه يحيدها عن المواجهة معه، بينما يركز النظام جهده في مواجهة قوات الثوار الذين يشكلون الخطر الحقيقي على وجوده واستمراره.
ويقول "وايت" عن تلك العلاقة بين النظام والتنظيم "إنّ ذرائعية النظام في بعض الحالات - وافتقاره العام إلى الأهداف أو القيود الأيديولوجية - تسمح له بتجاهل تنظيم "داعش" أو حتى التعاون معه. وهذا هو الحال فيما يتعلق على سبيل المثال بقضايا اقتصادية مثل مبيعات النفط. وبالمثل، بدا أنّ هذه الذرائعية تملي الإجراءات التي يتخذها النظام حول مدينة حلب، حيث تستفيد وحداته من امتناعها عن الاشتباك العدائي مع تنظيم "داعش"، وتركز عوضاً عن ذلك على قوى ثائرة وإسلامية أخرى".
استغلال الأكراد
ويستعرض "جيفري وايت" الوضع في محافظة الحسكة حيث يرى أنه ومنذ بداية الثورة "كافح النظام للحفاظ على موطئ قدم له في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد. وقد حاول بشكل خاص الاحتفاظ بالسيطرة على جزء من القامشلي ومطارها، وعلى جزء من محافظة الحسكة، كما وعلى خطوط المواصلات الرئيسية في المحافظة. وقد أسفر ذلك عن علاقة معقدة وعدائية في بعض الأحيان مع القوات الكردية، فضلاً عن قتال مباشر مع تنظيم "داعش" منذ أن تبيّن أنه يشكّل تهديداً لمواقع النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي."
حيث يمتلك النظام في الحسكة عدة قطع عسكرية (اللواء 121 والفوج 154 بالقامشلي وفوج القوات الخاصة 47) كما يوجد في المحافظة تواجد لعدة ميليشيات تابعة للنظام (دفاع وطني، كتائب البعث ، قوات قبلية) بالإضافة طبعاً للاسناد الجوي.
يرى "جيف" أن علاقة النظام مع الأحزاب الكردية تشبه علاقته مع تنظيم داعش، فهي نفعية ومتبدلة، حيث يلاحظ جيف أن " أي أراضٍ خاضعة لسيطرة "وحدات الحماية الشعبية" لا تخضع لسيطرة تنظيم "داعش"، كما أنّ عمليات هذه الوحدات ضد "داعش" تساند، على الأقل حتى الآن، أهداف النظام في المحافظة."
فقط "الأكراد"
يشير جيف أيضاً إلى الاشتباكات التي تندلع من فترة لأخرى بين وحدات الحماية الشعبية وبين عناصر النظام وشبيحته، في تأكيد لنظريته عن مدى استغلال النظام للأحزاب الكردية، حيث يحرض دائماً على المواجهات بينها وبين تنظيم داعش، بينما يبعد عناصر ميليشيا حزب الله والميليشيات العراقية والإيرانية تماما عن نقاط التماس مع داعش كما أنها لم تدخل معه في مواجهات حقيقية.
كما أن النظام استغل معارك "عين العرب" وانشغال داعش بها، في تحسين وضعه في حقول جبل شاعر في حمص، ويكتفي بدور المتفرج عند اندلاع الاشتباكات بين داعش وقوات الحماية الشعبية، ويطالبها بالتدخل عند تهديد داعش لمناطق نفوذه!.
زئبقيته تفقده أي احترام
بالرغم من محاولات النظام تقديم نفسه كلاعب له وزن في سريا الحالية إلا أن تصرفاته الزئبقية وعدم احترام وعوده لا يوحي لأحد بالثقة فيه، فالنظام، كما يقول جيفري، يتصرف بذرائعية تامة عند انتقائه الطرف الذي يحارب معه أو ضده وكذلك المناطق والأوقات التي يحارب فيها. ويرى جيفري أنه يجب التعامل "بحذر مع أي فكرة قد تنتاب الولايات المتحدة أو دول التحالف حول كون النظام حليفاً لها في الحرب ضد "داعش". وفي أفضل الحالات، سيكون النظام حليفاً لا يمكن الاعتماد عليه، بتسخيره فقط جهدٍ محدود في الصراع بينما يضع مصالحه الخاصة في المقام الأول، بما ذلك التعاون مع تنظيم "داعش" عندما يرى ذلك مناسباً. وفي أسوأ الحالات، سوف يستغل أي تعاون متصور أو حقيقي مع الولايات المتحدة أو قوات التحالف لتعزيز أهدافه السياسية وعملياته العسكرية الخاصة ضد المعارضة السورية