على مايبدو أن " شبيحة النظام " من الإعلاميين والصحفيين اللبنانيين، لايدركون كيف يتعامل النظام مع حالة تمرير رأي أو حتى عبارة نقد واحدة غير مقصودة، أو ربما يدركون ذلك ، لكن لهم أسبابهم التي تدفعهم لمثل هذه " الغفوات" التي تدحض في النهاية ماادعوه أساساً!!

الصحفي سامي كليب، عنون أمس مقالاً ( الأسد أنقذ النظام، ماذا عن سورية؟)، ونشرته جريدة (الأخبار ) اللبنانية المحسوبة على حزب الله والنظام السوري.

لم يتوقع (كليب) رداً كالرد الذي كتبه سفير النظام وأحد أعمدته (بهجت سليمان)، سيما أنه جدولَ في مقاله "بطولات للأسد" نالت من توقعات جميع المسؤولين العرب في سقوطه.

ورغم أنه اعتبر الأسد هو " الحاكم الذي لايقهر" منطلقاً من أحاديث السياسيين ذوي الخبرة والمكانة، متجاهلاً أن الأسد محاصر منذ ثلاثة أعوام في مربعه الأمني، ولايستطيع حتى الخروج إلى الجامع الأموي الذي أدعى كليب أن الأسد صلى فيه بعد كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال في عام 2012 " «الصلاة في الجامع الأموي في دمشق وزيارة قبر صلاح الدين الأيوبي باتتا قريبتين».

كل ذلك لم يشفع لكليب أمام الجنرال السفير الكاتب الصحفي (بهجت سليمان ) الذي كتب رداً على "فقرة واحدة" لاتتجاوز العشر كلمات، لكليب من ضمن مقال "محشي بـ 1300 كلمة" تمتدح وتعظم الأسد .. أما الفقرة فهي " احتقار النظام في سوريا للمعارضة منذ البداية، وأنه ليس بريءالدم والدمار الذي حدث":

فجاء رد (سليمان) كالآتي:
كم تُثيرُ العَجَبَ والاستهجانَ ، أقلامٌ إعلاميّة ٌ أو ثقافية ، تُحَمِّلُ ” النّظامَ السوريّ ” مسؤوليةَ النتّائج الفظيعة النّاجمة عن الحرب الكونية الإرهابية على الجمهورية العربية السورية ، أو تُحَمِّلُهُ جزءاً من تلك المسؤولية!!!!.

– وكم تُثيرُ الاستغرابَ والاستهجانَ ، هذه الأقلامُ ، عندما تُبَرّىءُ مُعْظَمَ ” المعارٓضاتِ السورية ” من تلك المسؤولية ، وتُحَمّل ” النظام ” مسؤوليّة َ الفشل في التعامل مع تلك المعارَضات !!! .

– والحقيقة ، هي أنّ هده الأقلام التي بدأت تعزف هذا اللّحْنَ ، تعمل ، قَبْلَ كُلّ شيئ ، على تبرئةِ نفسها من الخطأ ، بل من الخطيئة التي وقَعَتْ فيها منذ البداية ، عندما توهّمَت أو انزلقت أو ساهمَت في تسويق العدوان الإرهابي الصهيو – وهابي – الأطلسي – الأعرابي – العثماني – الإخونجي على الجمهورية العربية السورية ، بِأنّه ” ثورة شعبية ” أو ” انتفاضة جماهيرية ” !!!.

– وكان من الأجدر بهذه الأقلام ، لو كانت تحترم نفسها ، أنْ تعترف بِخطأ حساباتها ومراهناتها وقراءاتها واستقراءاتها .. وأنْ تعترف بُأنَّ ما تُسَمّيه ” النظام السوري ” هو :
صاحِبُ الفٓضْل الأوّل والأكبر في بقاء سورية وبقاء هدا الشرق العربي ،
بل وفي بقاء جذوة الحرية والكرامة والاستقلال مُشْتَعِلة ، في هذا العالم ،
وأن تنحنيٓ حتى تُلامِسٓ الأرضَ ، تقديراً وإكباراً للشعب السوري العظيم ، وللجيش السوري العظيم ، ولأسد بلاد الشام : الرئيس بشار الأسد .

– وكان على هذه الأقلام ، لو كانت تحترم نفسها ، أنْ تعترفٓ بِأنَّ معظمَ ” المعارضات السورية ” كانت سُلَّماً وجِسْراً ، اسْتَخْدَمَه ُ أعداءٰ سورية في الخارج ، للعدوان عليها ، بل وكانت ستارة ً وغطاءً لهذا العدوان الإرهابي الهمجي الفظيع ، الذي جرى شَنُّهُ على سورية ..

– لقد تعاملت الدولة ُالوطنية السورية ، مع ” المعارضات السورية ” بِأفـضَل مما تستحقّه بمئاتِ المَرّات .. ولكنّ هذه ” المعارضات ” بِمُعـظمها ، أثْبَتَت أنّها أسوأ معارَضاتٍ على وجه الأرض ، وأنّها لا تمتلك من المعارضة الحقيقية إلاّ الإسْم ، وأنّها كانت معارِضة ً للوطن ومُناصِرة ً لُأعداء الوطن ، على الصّعيد الدولي والاقليمي والأعرابي والمحلّي .

روايات (كليب) التي بجّلَ فيها الأسد لم تنفعه عند (سليمان)، فاعتبره الأخير أنه غير محترم وربما خائن في مدلولات كثيرة، ولو أن سليمان كان في منصبه الأمني بدمشق، لااستدعى كليب من لبنان ولم يكتب تلك الكلمات أساساً على صفحته، ولكان الموضوع مختلفاً تماماً، أو بالأحرى لما كتب "الصحفي المنحبكي" أساساً ذلك المقال ، لكن على مايبدو أن كليب يدرك تماماً انهيار النظام ومنظومته الأمنية، وتحول الأمر إلى طهران التي تتحكم بالمطلق بالأجهزة الأمنية والعسكرية في سوريا،على عكس ماادعاه في مقاله، وهو الأمر الذي دفعه لكتابة تلك الكلمات مطمئناً لايخشى أحد، وليس غريب أن يرد بعد أيام على بهجت سليمان لهذا السبب !! وإذا كان الموضوع جهلاً وحماقة من كليب، فربما يتحدد مصير العلاقة التي تربط لونا الشبل مستشارة الأسد الإعلامية ،بزوجها أو طليقها (سامي كليب) في الساعات القادمة!بسبب 10 كلمات فقط: سامي كليب في مرمى نيران بهجت سليمان 650_433_0142659989585925