اكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الاثنين رفضه أي تفاوض مع الأسد بناء على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، معتبراً أن الأمر سيكون بمثابة "هدية" تقدم إلى تنظيم "داعش".

وقال فابيوس في ختام اجتماع ببروكسل إن "حل النزاع السوري في مرحلة انتقالية سياسية تحافظ على مؤسسات النظام، ولكن ليس على الأسد". وأضاف أن "أي حل يعيد بشار الأسد إلى الواجهة سيكون بمثابة هدية مشينة وهائلة لإرهابيي داعش".
يذكر أن فرنسا قالت الاثنين إن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل في سوريا، تأييداً لرفض بريطانيا تصريحات كيري.
وجددت بريطانيا الأحد التأكيد على أن بشار الأسد "ليس له مكان" في مستقبل سوريا، وذلك بعيد إقرار الولايات المتحدة بأن التفاوض مع الرئيس السوري يبدو أمراً لا مفر منه لإنهاء الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن "الأسد ليس له مكان في مستقبل سوريا"، وذلك رداً على ما كان أعلنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت سابق الأحد بأنه في النهاية سيكون على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع الرئيس السوري لإيجاد حل للنزاع في سوريا.
وأضافت المتحدثة: "كما أعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الأسبوع الماضي فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حداً لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة".
وبعد سنوات من التأكيد على أن أيام الأسد باتت معدودة، اعتبر كيري في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية بثت الأحد أن على واشنطن أن تتفاوض مع الأسد لإنهاء الحرب.
وقال كيري في المقابلة التي أجريت السبت: "حسناً، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائماً مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1"، مضيفاً أن واشنطن تعمل بكل قوة من أجل "إحياء" الجهود للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب.
وحرص مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييراً في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا.
وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع "تويتر" إن كيري "جدد التأكيد على سياسة راسخة أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة - ولم يقل إننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد".
وأضافت: "سياستنا لا تزال على حالها وهي واضحة: لا مستقبل للأسد في سوريا ونحن نقول هذا الكلام دوماً".
وساهمت الولايات المتحدة في قيادة جهود دولية لإجراء محادثات سلام بين الأسد وقوى المعارضة، إذ جلس الطرفان على طاولة المفاوضات للمرة الأولى في بداية العام الماضي. وبعد جولتين من المباحثات، انهارت المفاوضات من دون أن يتم استئنافها مع ازدياد سقوط الضحايا في هذه الحرب.
وسقط خلال أربع سنوات من الحرب السورية أكثر من 215 ألف شخص، ثلثهم من المدنيين، وبينهم أكثر من عشرة آلاف شخص. واتهمت منظمات لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالفشل في إيجاد حل للأزمة