في حدث يثير الكثير من علامات الاستفهام تم اغتيال مهنا جبارة عضو مجلس محافظة مدينة دمشق أمس (12/03/2015 ) بعشرة رصاصات أمام منزله الكائن في حي التجارة مقابل حديقة التجارة.
مهنا جبارة والمعروف بهاني جبارة رجل ينتمي للطائفة المسيحية من الجولان المحتل ومن مواليد /1966/، لم يعش نكسة حزيران ولكنه عاش أثارها ونزح مع أهله لدمشق. حصل على الشهادة الثانوية من مدارس دمشق، ولكونه صديقاً للشيوعيين بحكم العائلة كون شقيق والدته عضواً مهماً في الحزب الشيوعي السوري "جناح خالد بكداش" تم إيفاده للاتحاد السوفيتي لدراسة الهندسة الكهربائية.
نجح هاني في حصوله على الشهادة في وقت فشل فيه الكثيرين بما فيهم أبناء قيادات هذا الحزب المترهل، وعاد للوطن ليقدم خدمات العلمية له، وتوظف في وزارة الكهرباء ، وحقيقة كان مهندساً كفؤاً ونزيهاً ، ولذلك سارع الحزب الشيوعي جناح بكداش لضمه لصفوفه رسمياً بعد عودته للوطن ويمكن القول بأن هاني جبارة من الأشخاص القلائل الذين أصبحوا أعضاء فعليين في الحزب الشيوعي بعد عودتهم من الاتحاد السوفيتي حيث من المتعارف عليه وقتها هو أن يذهب الشخص للاتحاد السوفيتي شيوعياً ويعود كافراً بها لما يراه هناك من انحرافات عن هذا الفكر. وبعد انضمامه للحزب بشكل رسمي أصبح يتقلد المناصب الحزبية حتى وصل عضو الجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري، وعضو اللجنة المنطقية لمنظمة الحزب الشيوعي السوري في دمشق. ويقال بأن الحزب قد تدخل بموضوع ترشيحه للإدارة المحلية كعضو لمحافظة دمشق كونه ابن محافظة القنيطرة وهو مرشح عن مدينة دمشق.
ولكن للأمانة فقد أثبت هاني جبارة كفاءته كعضو مجلس مدينة دمشق حيث لم يكن هذا العضو المستكين بل كان عضواً مشاكساً جداً ولم يرضى أن يكون ممن يرفعون أياديهم بالموافقة على قرارات المحافظ بل كان سداً لمحاربة الفساد أو على الأقل كاشفاً لهذا الفساد، ولا يمكن نكران موقفه من مشروع تجميل ساحة العباسيين في دمشق الذي يعتبر من بؤر فساد محافظة دمشق، كما لا يمكن نكران وقوفه في وجه الصلاحيات الممنوحة لمحافظ دمشق والمتضمنة تعينه خمسة أعضاء للمكتب التنفيذي للمحافظة في مقابل انتخاب الخمسة الآخرين أو موقفه من موضوع ترميم سور دمشق وكشف التلاعب به.والكثير من الأمور لا مجال لاستعراضها الآن.
نعود لموضوع الاغتيال الذي تم في منطقة التجارة في وسط دمشق التي تعتبر قلعة أمنية للنظام السوري، ولمن لا يعرف منطقة التجارة نقول له بأن هذه المنطقة وفي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي تحولت لمنطقة انتشار شبكات الدعارة التي استوطنت في تلك المنطقة بما كان يعرف "منطقة النور" وتلك الشبكات كانت تدار من ضباط الأمن وبرعايتهم وحمايتهم المباشرة، والذين تملكوا عقارات في هذا المنطقة ليكونوا قريبين من مراكز عملهم في رعاية تلك الشبكات. وبسبب انتشار بيوت رجال الأمن من الرتب العالية تحولت منطقة التجارة في دمشق بعد انطلاق ثورة الكرامة في سوريا في الشهر الثالث من عام 2011 لقلعة أمنية تم إحكام إغلاقها بحواجز أمنية لدرجة يصعب فيها اختراقها بسهولة من قبل الثوار أو الإرهابيين كما يسميهم النظام.
ولنفرض جدلاً أن احد المعارضين استطاع خداع الحواجز الأمنية ((وهذا صعب)) واخترق تلك المنطقة الآمنة، فإن هذا المعارض من الأجدى له استهداف ضابط أمني كبير يقطن في هذه المنطقة بدلاً من استهداف رجل مدني كل وظيفته انه عضو مجلس محافظة دمشق.هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن طريقة الاغتيال بعشر رصاصات اخترقت جسد المرحوم هاني جبارة، تدل على أن مطلق الرصاص كان مرتاحاً وليس متشنجاً ويعرف بأنه سيخرج من هذه القلعة الأمنية بسهولة كما دخلها.
ولنقرأ الآن من المستفيد من عملية الاغتيال:
مهندس معروف بالنزاهة سواء في وزارة الكهرباء أم في محافظة دمشق، وقف في وجه عمليات فساد كبيرة وفضحها، وهو مجابه لأبعد حدود لكل ما يضر بالمصلحة العامة.
الأمر الأخر ينتمي للطائفة المسيحية التي اختطفها النظام الذي يحاول بكل طاقته ومنذ اندلاع الثورة على إفهام هذه الطائفة بأنهم مستهدفين من الغالبية السنية التي أقامت الثورة.
وخلاصة القول بأن وعلى الرغم بأنني لست مختصاً أمنياً ولكنني أمتلك شيئا من التحليل المنطقي الذي يدل بأن الطريقة المتبعة في عملية الاغتيال والمنطقة التي حصلت بها، ونوعية الشخص المستهدف والنتائج التي يمكن التوصل لها نتيجة هذا الاغتيال تشير بوضوح بأن عملية الاغتيال يقف خلفها جهاز استخباراتي متمرس بالقتل. ولا يملك هذا الجهاز سوى النظام السوري لاسيما وانه خبير في قتل رجالاته بدأً من غازي كنعان وسعيد البوطي وتفجير خلية الأزمة.
أما كون المستهدف من مؤيدي النظام فهذا غير مبرر لقتله لا سيما وانه مؤيداً بالرأي ولم يحمل السلاح ولم يشارك في قتل السوريين وإنما هو التزم بموقف حزبه الذي جيره النظام لصالحة من خلال تأمين مصالح قادته.
مهنا جبارة والمعروف بهاني جبارة رجل ينتمي للطائفة المسيحية من الجولان المحتل ومن مواليد /1966/، لم يعش نكسة حزيران ولكنه عاش أثارها ونزح مع أهله لدمشق. حصل على الشهادة الثانوية من مدارس دمشق، ولكونه صديقاً للشيوعيين بحكم العائلة كون شقيق والدته عضواً مهماً في الحزب الشيوعي السوري "جناح خالد بكداش" تم إيفاده للاتحاد السوفيتي لدراسة الهندسة الكهربائية.
نجح هاني في حصوله على الشهادة في وقت فشل فيه الكثيرين بما فيهم أبناء قيادات هذا الحزب المترهل، وعاد للوطن ليقدم خدمات العلمية له، وتوظف في وزارة الكهرباء ، وحقيقة كان مهندساً كفؤاً ونزيهاً ، ولذلك سارع الحزب الشيوعي جناح بكداش لضمه لصفوفه رسمياً بعد عودته للوطن ويمكن القول بأن هاني جبارة من الأشخاص القلائل الذين أصبحوا أعضاء فعليين في الحزب الشيوعي بعد عودتهم من الاتحاد السوفيتي حيث من المتعارف عليه وقتها هو أن يذهب الشخص للاتحاد السوفيتي شيوعياً ويعود كافراً بها لما يراه هناك من انحرافات عن هذا الفكر. وبعد انضمامه للحزب بشكل رسمي أصبح يتقلد المناصب الحزبية حتى وصل عضو الجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري، وعضو اللجنة المنطقية لمنظمة الحزب الشيوعي السوري في دمشق. ويقال بأن الحزب قد تدخل بموضوع ترشيحه للإدارة المحلية كعضو لمحافظة دمشق كونه ابن محافظة القنيطرة وهو مرشح عن مدينة دمشق.
ولكن للأمانة فقد أثبت هاني جبارة كفاءته كعضو مجلس مدينة دمشق حيث لم يكن هذا العضو المستكين بل كان عضواً مشاكساً جداً ولم يرضى أن يكون ممن يرفعون أياديهم بالموافقة على قرارات المحافظ بل كان سداً لمحاربة الفساد أو على الأقل كاشفاً لهذا الفساد، ولا يمكن نكران موقفه من مشروع تجميل ساحة العباسيين في دمشق الذي يعتبر من بؤر فساد محافظة دمشق، كما لا يمكن نكران وقوفه في وجه الصلاحيات الممنوحة لمحافظ دمشق والمتضمنة تعينه خمسة أعضاء للمكتب التنفيذي للمحافظة في مقابل انتخاب الخمسة الآخرين أو موقفه من موضوع ترميم سور دمشق وكشف التلاعب به.والكثير من الأمور لا مجال لاستعراضها الآن.
نعود لموضوع الاغتيال الذي تم في منطقة التجارة في وسط دمشق التي تعتبر قلعة أمنية للنظام السوري، ولمن لا يعرف منطقة التجارة نقول له بأن هذه المنطقة وفي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي تحولت لمنطقة انتشار شبكات الدعارة التي استوطنت في تلك المنطقة بما كان يعرف "منطقة النور" وتلك الشبكات كانت تدار من ضباط الأمن وبرعايتهم وحمايتهم المباشرة، والذين تملكوا عقارات في هذا المنطقة ليكونوا قريبين من مراكز عملهم في رعاية تلك الشبكات. وبسبب انتشار بيوت رجال الأمن من الرتب العالية تحولت منطقة التجارة في دمشق بعد انطلاق ثورة الكرامة في سوريا في الشهر الثالث من عام 2011 لقلعة أمنية تم إحكام إغلاقها بحواجز أمنية لدرجة يصعب فيها اختراقها بسهولة من قبل الثوار أو الإرهابيين كما يسميهم النظام.
ولنفرض جدلاً أن احد المعارضين استطاع خداع الحواجز الأمنية ((وهذا صعب)) واخترق تلك المنطقة الآمنة، فإن هذا المعارض من الأجدى له استهداف ضابط أمني كبير يقطن في هذه المنطقة بدلاً من استهداف رجل مدني كل وظيفته انه عضو مجلس محافظة دمشق.هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن طريقة الاغتيال بعشر رصاصات اخترقت جسد المرحوم هاني جبارة، تدل على أن مطلق الرصاص كان مرتاحاً وليس متشنجاً ويعرف بأنه سيخرج من هذه القلعة الأمنية بسهولة كما دخلها.
ولنقرأ الآن من المستفيد من عملية الاغتيال:
مهندس معروف بالنزاهة سواء في وزارة الكهرباء أم في محافظة دمشق، وقف في وجه عمليات فساد كبيرة وفضحها، وهو مجابه لأبعد حدود لكل ما يضر بالمصلحة العامة.
الأمر الأخر ينتمي للطائفة المسيحية التي اختطفها النظام الذي يحاول بكل طاقته ومنذ اندلاع الثورة على إفهام هذه الطائفة بأنهم مستهدفين من الغالبية السنية التي أقامت الثورة.
وخلاصة القول بأن وعلى الرغم بأنني لست مختصاً أمنياً ولكنني أمتلك شيئا من التحليل المنطقي الذي يدل بأن الطريقة المتبعة في عملية الاغتيال والمنطقة التي حصلت بها، ونوعية الشخص المستهدف والنتائج التي يمكن التوصل لها نتيجة هذا الاغتيال تشير بوضوح بأن عملية الاغتيال يقف خلفها جهاز استخباراتي متمرس بالقتل. ولا يملك هذا الجهاز سوى النظام السوري لاسيما وانه خبير في قتل رجالاته بدأً من غازي كنعان وسعيد البوطي وتفجير خلية الأزمة.
أما كون المستهدف من مؤيدي النظام فهذا غير مبرر لقتله لا سيما وانه مؤيداً بالرأي ولم يحمل السلاح ولم يشارك في قتل السوريين وإنما هو التزم بموقف حزبه الذي جيره النظام لصالحة من خلال تأمين مصالح قادته.