قال مسؤول ملف اللاجئين في منطقة تل شهاب السورية المحاذية لمحافظة الرمثا الأردنية علي الرفاعي إن هناك معبرين للمساعدات الإنسانية، أحدهما يقع في منطقة تل شهاب، والآخر قريب من معبر نصيب الرسمي بين الأردن وسوريا في المنطقة الشرقية من الحدود.

متعلقات

مؤتمر وزاري بالزعتري يناقش أوضاع اللاجئين السوريين
مناورات "الأسد المتأهب" تنطلق بالأردن
اجتماع سري يؤدي لطرد سفير الأسد بعمّان
مشاركة متفاوتة وتمديد تصويت المغتربين برئاسيات سوريا
محمد النجار-عمان
كشف ناشطون سوريون عما قالوا إنه "معبر إنساني محدود الأغراض" قائم حاليا بين الأردن وسوريا تقوم من خلاله منظمات دولية بإدخال المساعدات الإنسانية لآلاف السوريين داخل حدود وطنهم، في الوقت الذي تشهد فيه أروقة مجلس الأمن الدولي مداولات سرية تهدف للإعلان عن معابر إنسانية بين سوريا والدول المجاورة لها.
ووفق مسؤول ملف اللاجئين في منطقة تل شهاب السورية المحاذية لمحافظة الرمثا الأردنية، علي الرفاعي فإن هناك "معبرين" للمساعدات الإنسانية، أولهما وهو الأهم يقع في تل شهاب، والثاني قريب من معبر نصيب الرسمي بين الأردن وسوريا في المنطقة الشرقية من الحدود.
وكشف الرفاعي للجزيرة نت عن أن معبر تل شهاب مخصص فقط لدخول المساعدات الإنسانية وأهمها الطحين عوضا عن مواد غذائية أخرى لإغاثة عشرات الآلاف من العالقين على الحدود في منطقة تل شهاب وما حولها.
وأشار إلى أن منظمات دولية تشرف على إدخال الطحين، وأنه وبالرغم من كمياته غير الكافية فإنه يساعد بشكل كبير في إغاثة نحو 37 ألفا يقيمون في تل شهاب وما حولها، يمثلون 25 ألفا من سكان المنطقة، إضافة إلى حوالي 12 ألف نازح إليها من مناطق سورية مختلفة.
وأشار الرفاعي إلى أن السلطات الأردنية تسمح لمنظمات إغاثية دولية بنقل مساعدات بين الحين والآخر عبر معبر نصيب غير الرسمي، لكن استخدام هذا المعبر أقل بكثير -كما قال- نظرا لوعورة منطقته من جهة، وقربه من معبر نصيب الرسمي الذي تحول لقاعدة كبرى لتمركز قوات النظام السوري في المنطقة الشرقية من الحدود الأردنية السورية.

قرية تل شهاب السورية على بعد كيلو متر واحد من قرية الشجرة الأردنية (الجزيرة)
مداولات دولية
وأكد أن الأردن يمنع منذ نحو عام عبور اللاجئين السوريين من هذه المناطق، حيث حول حركة اللاجئين السوريين نحو عمق الصحراء فيما يعرف بـ"معبر الرويشد" الذي قال إن اللاجئين المارين إليه يضطرون للمرور على حواجز لشبيحة النظام السوري في محافظة السويداء، أو لأخرى تقام بين الحين والآخر قرب الصحراء الأردنية، على حد قوله.
ووفق الرفاعي فإن تعزيز نقل المساعدات الإنسانية للداخل السوري وبخاصة للمناطق الحدودية مع الأردن "سيقلل من حجم اللجوء السوري نحو الأردن".
وجاء هذا الكشف عن المعبر "الصغير وغير المعلن" في خضم مداولات تشهدها أروقة مجلس الأمن الدولي بهدف فتح معابر إنسانية بين سوريا والدول المجاورة لها.
فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية -في تقرير لها الخميس الماضي- عن أن أروقة مجلس الأمن الدولي تشهد في الوقت الراهن مداولات لمقترح قرار من شأنه فتح أربعة معابر حدودية، من بينها مع الأردن، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري "بدلا من قرار لإعطاء غطاء للأمم المتحدة لتنفيذ توصيل المساعدات عبر الحدود".
وقالت الصحيفة إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في تقرير سري إن الحكومة السورية "فشلت في تحمل مسؤوليتها في رعاية شعبها" وحث في تقريره مجلس الأمن على السماح بإيصال الغذاء والدواء إلى سوريا بدون موافقة حكومة دمشق.
ووفق الصحيفة فإن التقرير المقدم إلى المجلس الخميس الماضي يمثل الدفعة الأقوى حتى الآن من قبل الأمين الأممي للمجلس للسماح لوكالات الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

اللاجئون السوريون يواجهون معاناة كبيرة (الجزيرة)
تخفيف المعاناة
من جهته قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال -الناطق الرسمي باسم الحكومة- محمد المومني للجزيرة نت إن بلاده تدعم أي جهد أممي ضمن إطار مجلس الأمن الدولي يؤدي لإيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها من السوريين.
وقال المومني للجزيرة نت "إن دعم الأردن لهذه الجهود يهدف للتخفيف من معاناة الإخوة السوريين ويقلل من موجات لجوئهم التي يعتبر النقص في المواد الأساسية أحد أسبابها".
ولفت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة يتابع باستمرار قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بإيصال المساعدات للداخل السوري و"نحن سندعم جهود المنظمات الدولية وخاصة منظمة الأمم المتحدة للاجئين في نقل المساعدات لإغاثة الشعب السوري ضمن إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي".
وأشار المومني لـ"العبء الكبير" الذي يتحمله الأردن نتيجة تواصل تدفق اللاجئين السوريين نحو المملكة، كاشفا عن أن نسبة السوريين من إجمالي عدد السكان بالأردن وصل نحو 20%، حيث يبلغ عدد السوريين لنحو 1.3 مليون نصفهم تقريبا مسجلون لاجئين، منهم 130 ألفا فقط يقطنون في المخيمات المخصصة لهم.
وحث الناطق الرسمي باسم الحكومة المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته لإغاثة اللاجئين السوريين المستمرين في التدفق لبلاده.
يُذكر أن نوابا أردنيين وقعوا مساء أمس الأحد على مذكرة طالبت الحكومة بإغلاق الحدود مع سوريا ووقف تدفق السوريين، معللين مطالبتهم هذه بدواعٍ أمنية واجتماعية وسياسية وغيرها.