قبل أن تقرأ نوضح الآتى:

الفرق الكبيرة تتعثر أحيانا، وقد يتراجع مستواها أحيانا، لكنها لا تنهار ولا تموت، وتظل كبيرة.

الفرق الكبيرة أيضا تلعب كرة القدم بأدوات وأساليب هجومية، من أجل إمتاع الجماهير.. فالملعب هو المسرح. واللاعبون هم الممثلون..

قبل
المباراة كانت التوقعات تقول إن الزمالك هو الأفضل.. وهذا صحيح قبل
المباراة، لكن أثناء المباراة، وللفترة الأطول كان الأهلى هو الأفضل..
لأنه لا يجب أن يقاس فارق المستوى بين الفريقين، بناء على فارق المستوى
بين كليهما وبين الفرق الأخرى.. فحين يلعب الأهلى والزمالك معا Jبقى
للفريقين هيبة التاريخ والماضى.

كذلك قبل أن تقرأ:

القضية
ليست اللعب برأس حربة أو برأسين.. ولا بجناح أو بجناحين.. وإنما فى تكامل
الأدوار بين خطوط الفريق وأهمها خط الوسط.. وتكامل الأدوار بين المهارات
الفردية وبين الأداء الجماعى.. فالأهلى الذى لعب برأس حربة لم يهدد مرمى
الزمالك، والزمالك الذى لعب بدون رأس حربة صريح لم يهدد مرمى الأهلى..
والفريق الذى لعب بطريقة 4/3/3 فى البداية تحول إلى طريقة 4/6/صفر.. فى
الشوط الثانى.

وأخيرا يؤثر فى أداء أى فريق هدفه من المباراة، ومدى ارتباط هذا الهدف بهدفه من المسابقة.

كان
تشكيل الأهلى والزمالك مفاجأة.. فقد بدأ عبدالعزيز عبدالشافى برأس حربة
على غير العادة، وبدأ حسام حسن بدون رأس حربة على غير العادة.. وإن كان
درج فى المباريات الأخيرة على إجراء تغييرات فى تشكيل فريقه، وفى طرق لعبه.

هذا
عن التشكيل. أما الأسلوب فقد كان مختلفا فى الفريقين.. فاعتمد حسام حسن فى
البداية على سرعات لاعبيه، حازم إمام، ومحمد إبراهيم، وعمر جابر، وإبراهيم
صلاح، وعبدالشافى لاختراق دفاع الأهلى بانطلاقات قادمة من الخلف،
وبتمريرات متقنة من شيكابالا.. فيما ظل زيزو حريصا على امتلاك الكرة فى
وسط الملعب، والاختراق عبر تحركات مفاجأة من جانب حسام غالى.

مضت
المباراة كاملة بلا فرصة واحدة حقيقة هنا أو هناك.. وبدا أننا أمام مباراة
قديمة من مباريات الأهلى الزمالك والكرة المصرية التى يتبادل فيها
الفريقان الكرة فى وسط الملعب، فى إيحاء بالصراع، لكنه ليس صراعا على
الإطلاق.. فأسفر لنا هذا عن مباراة مملة، غير ممتعة، غاب فيها اللاعب
المحرك الحقيقى فى وسط الملعب.

على الرغم من ذلك كان فى المباراة أشياء، حتى لو خرج منها الجمهور دون شىء يمتعه:


أولا: أجزم أن حسام حسن متأثر بفريق برشلونة (مصر كلها متأثرة)، وهو ما
دفعه إلى اللعب بدون رأس حربة فى البداية.. فكانت طريقة اللعب هى 4/3/3..
ففى الدفاع الرباعى عبدالشافى، والصفتى، وفتح الله، وسلطان، وفى الوسط حسن
مصطفى، وإبراهيم صلاح، وعمر جابر، وفى الهجوم حازم إمام، ومحمد إبراهيم
وشيكابالا.. على أساس أن يخترق شباب الفريق خطوط الأهلى الدفاعية..
وبالفعل وصل الزمالك إلى صندوق منافسه ثلاث مرات فى 25 دقيقة.. لكنه فى
الشوط الثانى تراجع ودافع وترك الساحة للأهلى، وكان ذلك تطبيقا لطريقة
اسكتلندا أمام جمهورية التشيك فى تصفيات أوروبا هذا العام وهى: 4/6 /صفر..

فأحمد جعفر اشترك لكنه لم يلعب.


ثانيا: يلعب برشلونة بدون رأس حربة صريح، ويعتمد الفريق على تبادل
اللاعبين للكرة، فى تطور جديد للكرة الشاملة الهولندية، التى اعتمدت على
تبادل اللاعبين لمراكزهم.. إلا أن الإسبان يملكون الأدوات، تشافى، وميسى،
ودافيد فيا، وبيدرو، وإنيستا، ودانى ألفيس وغيرهم من النجوم، وهم يتدربون
على هذا الأسلوب منذ سنوات، ويستخدمونه كأحد الحلول لمشكلة نقص القوة
البدنية، الطول والعرض، لدى لاعبى إسبانيا فى مواجهة نجوم القبائل
الأوروبية، بدءا من الفايكنج فى الشمال، وحتى الأنجلوساكسون فى الغرب..
ومع المهارات والتدريب هناك اللياقة البدنية الفائقة.. التى تسمح بالتحرك
الدائم، وبتطبيق شعاره: استقبل، ومرر، وتحرك.. والإعجاب بتلك الكرة لا
يعنى القدرة على تنفيذها، أو اللعب بدون رأس حربة.. خاصة أن لاعبى الزمالك
من هم مكلفون بالاقتحام الهجومى أصابهم التعب والإرهاق بسبب التكليفات
المزدوجة، ومنها الضغط على لاعبى الأهلى من كل موقع وتضييق المساحات.. وقد
نجحوا فى ذلك دون شك فى نصف الساعة الأول من المباراة.

● ثالثا:
على سبيل المثال كان حازم إمام يرتد من موقع الهجوم الذى وصل إليه كى
يساند فى خط الوسط كمدافع، وتحقيق الزيادة العديدة فى مواجهة شهاب وعاشور،
وفتحى ومعوض.. وعندما تعب إمام وكذلك محمد إبراهيم بالإضافة إلى الجهد
الدفاعى الذى بذله عمر جابر وأحمد غانم لمطاردة بركات ومعوض جبهة الأهلى
اليسرى، وأرهقهما، ترتب على ذلك أن الأهلى بدأ يستحوذ ويمتلك الكرة فى
نهاية الشوط الأول.

لكن كان من الوارد جدا أن ينجح الزمالك بهذا
الأسلوب الذى بدأ به فى هز شباك الأهلى لو امتلك شبابه مهارة التصرف
بالكرة أمام المرمى، أو امتلك القوة الجسدية التى تسمح بمواجهة عبدالفضيل
وجمعة وغالى.

● رابعا: الأهلى من جهته بدأ المباراة برأس حربة وهو
محمد طلعت، ومعه الثنائى بركات وأبوتريكة، وفى الوسط أحمد فتحى الذى يشكل
جبهة يمنى، وثم لاعبا الارتكاز شهاب، وعاشور، وبجوارهما سيد معوض، ليلعب
الفريق عمليا وفعليا بطريقة 3/4/3.. إلا أن أداء الأهلى اختل واهتز فى
البداية، وعجز عن ممارسه أسلوبه التقليدى فى الهجوم والضغط فى ربع الساعة
الأولى، وهناك احتمال بأن ذلك كان قرارا من زيزو، بحيث يستشف خطط الزمالك
بتشكيله الجديد والغريب، وامتصاص حماسه وثقته المتوقعة، على أن يفقدها مع
استمرار التعادل.

● خامسا: معلوم أن كثيرا من لاعبى الأعلى من
العائدين بعد إصابات.. إلا أن من يلعب يفترض سلامته تماما.. وقد تأثر وسط
الفريق فى فترة البداية بعدم ضغط لاعبى الارتكاز شهاب وعاشور بقوة، وعدم
قيامهما بالربط بين الدفاع والهجوم وبين الجبهات، وحين يكون لاعب الوسط
عاجزا عن الضغط، وعن بناء الهجمة، وعن استخلاص الكرة من الخصم، وعن تمرير
الكرة بدقة.. فلماذا يلعب فى الوسط؟!

نصف ساعة غاب فيها عاشور
وشهاب، لكنهما عادا فى الشوط الثانى بصورة أفضل، والواقع أن الأهلى كله
كان قد عاد، وهنا تتجلى واحدة من أهم المشاكل الفنية التى واجهت الفريق فى
الأشهر الأخيرة وهى الجماعية، التى تراها فى المساندة والضغط والتحرك.

● سادسا: الصراع الواضح فى المباراة كان بين الناحية اليسرى للأهلى
واليمنى للزمالك، حيث ظلت المعركة دائرة بين فريقين الأول يضم أحمد غانم،
وعمر جابر، وحسن مصطفى، وشيكابالا، والثانى يضم شريف عبدالفضيل، وسيد
معوض، ومحمد بركات، وشهاب. ولولا نجاح عبدالفضيل فى حراسة شيكابالا لكان
الفوز حليفا لجبهة الزمالك.. حيث كانت مساندة شهاب لجبهته أقل من مساندة
حسن مصطفى لجبهته.. وفى المقابل كان الصراع الآخر فى الطرف الآخر من
الملعب، بين الجبهة اليمنى وبين الجبهة اليسرى للزمالك فرديا فى معظم
الوقت، بين أحمد فتحى، وبين عبدالشافى.. وفاز فتحى.

● كان تأخر
عبدالعزيز عبدالشافى فى تغييراته منطقيا، لأن أسوأ توقيت للتغيير يكون حين
يتفوق فريقك ويستحوذ ويمتلك الكرة، وهو ما أظن أنه كان وراء تأخر تغييرات
زيزو على الرغم من النشاط الذى زاد باشتراك جدو، لكن خروج بركات لم يكن
صائبا، وكان الأفضل التضحية بعاشور أو شهاب، باعتبار أن الأهلى كان مسيطرا
والزمالك تراجع، وأن الفوز كان هدفا مهما من أجل الاقتراب من القمة وتضييق
الفارق.. فى المقابل لم يكن هناك أى أثر لتغييرات حسام حسن سوى الأثر
المعنوى الذى يؤكد لمن يشاهد المباراة أن المدير الفنى للزمالك اختار
التعادل حفاظا على فارق النقاط الست.

● انتهت المباراة التى
انتظرها الجميع.. انتهت بروح رياضية وبلا أحداث جسيمة، وكان مشهد المدير
الفنى للزمالك وهو يتبادل التحية مع لاعبى الأهلى، من أهم المشاهد الجميلة
فى المباراة، كذلك مشهد تبادل شيكابالا وغالى وجمعة التحية من المشاهد
الجميلة، فهم جميعا زملاء وأصدقاء.

● نجوم المباراة بالترتيب حسام
غالى، وشريف عبدالفضيل، وأحمد فتحى.. والثلاثة كانوا يقومون بواجبات
دفاعية وهجومية دون خلل، ويحسب لغالى أنه كان يمارس الواجبين فى مسافة 70
مترا على الأقل، وكان يفسد هجوما للزمالك ويبدأ هجوما للأهلى، وأحيانا
يكون هو المهاجم الأخطر.

● تصريحات المدربين والأجهزة الفنية وهم قيادات يجب أن تتسم بالمنطق.

● ليس صحيحا كما قال حسام حسن إن غياب ياسر المحمدى وراء تعادل الزمالك.. فمباريات كثيرة لعبها الزمالك بدون المحمدى..


تعجب إبراهيم حسن من عدم سقوط الثلوج للنمسا بينما غطت إسبانيا وإيطاليا
وفرنسا، وألمانيا وسويسرا، وكل أوروبا.. نعتبره مداعبة أو خفة ظل.. لكن
تشكيكه فى الحكم لأنه من النمسا، بدعوى أن هناك علاقات بين الأهلى وبين
جراتس النمساوى يساوى اتهام حكام إيطاليا بأنهم من أنصار الزمالك لأن
أبورجيله رئيس النادى الأسبق كانت له علاقات إيطالية ومصالح فى إيطاليا.

درجات اللاعبين


الأهلى: أحمد عادل (لم يختبر). عبدالفضيل (8). حسام غالى (8،5). وائل جمعة
(7،5) سيد معوض (6،5). حسام عاشور (4) شهاب أحمد (5). أحمد فتحى (8).
أبوتريكة (1). محمد بركات (5). محمد طلعت (6). جدو (6). أحمد شكرى (لم
يختبر). عفروتو (لم يختبر).

● الزمالك: عبدالواحد (لم يختبر).
عبدالشافى (7). عمرو الصفتى (7) فتح الله (8) أحمد غانم (6) حسن مصطفى (5)
إبراهيم صلاح (4). حازم إمام (5). عمر جابر (6) شيكابالا (4) محمد إبراهيم
(4). عاشور الأدهم (لم يختبر). أحمد توفيق (لم يختبر). أحمد جعفر (لم
يختبر أو لم يلمسها!)..

● النتيجة العامة: 7 لم يختبروا فى أهم اختبار..!