خرجت هالة من بيتها ..لا لتشتري فستانا جديدا أو لافطار ممتع مع زميلاتها ...بل خرجت لتقول "لا" .. لا..أريد حريتي وكرامتي ..لن أعيش ذليلة ..وقفت امام مفسدي العالم بجسمها النحيل ومارست حقها بكل سلمية ...فقط لتقول :مصر لن ترجع أبدا للوراء ...وها أنا ذا مشروع للشهادة ...خرجت لتضع المحايدين أمام ضمائرهم هؤلاء الذين أصموا آذاننا بدعوات الحياد ..لم تراع من صديقات سلوقها بالسنتهم, يسخرون من روحها الثائرة ويتهمونها بالضلال والارهاب ..لم يكسروا إيمانها بقضيتها كما انكسر البعض ..لم تنشغل بموعد النصر ,لكنها انشغلت بمكانها بين الحق و الباطل ...كانت رسالتها : لا حياد حينما تتعرض مصر للانهيار ...
وسأل البلهاء ماذا كانت تفعل هناك ..لم يسمعوا في التاريخ شيئا اسمه الكرامة ..وماذا كانت تفعل متظاهرات الاتحادية ..ألانهم كانوا يرقصون مع عساكركم لم يستنكر أحد خروجهن ؟؟
هالة الخير ...هل كان هناك متسع في سنك يا صغيرتي حتى تفهمي معان الانتماء والعفة و الحرية و الكرامة؟؟ كأني اسمعك تقولين :
كل الذي أدريه أن تجرعي كأس المذلة ليس في امكاني
لو لم اكن في ثورتي متطلبا غير الضياء لأمتى لكفاني
أهوى الحياة كريمة,لا قيد,لا إرهاب لااستخفاف بالانسان
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي يجري دم الأحرار في شرياني
سيفلح قوم خرجت من بينهم ..هالة