ثورة 30 يونيو 2013
(( إنه فى حالة سقوط مرسى سأدعو مباشرة للجهاد فى سبيل الله، وسأدعو جميع الجهاديين فى سوريا والعراق إلى دخول مصر، للقتال ضد محور الشر، وبعض وسائل الإعلام، وبعض رجال الأعمال، وجبهة الإنقاذ.. وهذا ليس كلامى وحدى وإنما هو موقف مجموعة كبيرة جدا من الجهاديين».(( هكذا تحدث أحد الجهاديين – لافض فوه ومات حاسدوه – عن ثورة 30 يونيو القادمة ))
(( نقلاً عن بوابة الشروق : http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=08062013&id=1dfa05b3-417c-4a03-8733-b2357cc6fa1c))
******
*** عن ثورة 30 يونيو سألوني ..
قلت : هي موجة ثانية لثورة يناير 2011م ... ومن المتوقع أن تكون أعنف موجة لهذه الثورة .. ويُنسب الفضل في تحريك هذه الموجة لحركة تمرد أو حملة تمرد .
قالوا : وما هدف هذه الحركة ؟
قلت : حركة تمرد أو حملة تمرد هي حركة معارضة مصرية تدعو لسحب الثقة من رئيس الجمهورية الحالي ؛ ومطالبته بالإعلان عن إنتخابات رئاسية مبكرة... وهذه الحركة الوليدة – عمرها حتى الآن أقل من شهرين - إنطلقت يوم الجمعة 26 ابريل 2013 من ميدان التحرير بالقاهرة..... وقد جمعت مايزيد عن سبع ملايين إستمارة ... والحبل على الجرار ...
قالوا : وما الأسباب التي تدفع للموجة الجديدة من الثورة ... موجة 30 يونيو ؟
قلت : الأسباب عديدة .. من أبرزها ..أن الأخوان .... يريدون دولة على المحارة ... عشان يرسموها ...ويأسسوها من جديد ....
قالوا : أزاي دولة على المحارة ..
قلت : يعني هم عايزين يغيروا ثقافة المصريين ...وتاريخهم ....وجغرافيتهم ...وفنهم ....وكل حاجة في البلد ...عشان تكون على مقاس فكرهم الظلامي ... اللى تعلموه من خلال ثقافة أهل الكهف ...
قالوا : أزاي يقدروا يعملوا كده .
قلت : هم بدأوا في ذلك فعلاً من خلال فتح المجال للجماعات الإرهابية المتطرفة والمتشددة ...التي تسعى لنزع إحترام الوطن من صدور المصريين ... فتجد هذه الجماعات ترفض النشيد الوطني وترفض القيام لتحية العلم ...وترفض كل ماهو حديث .. يريدون أن نعيش معهم في مجتمع قبلي .. مجتمع ماقبل الدولة ..
قالوا : وبالنسبة للثقافة ماذا فعلوا ؟
قلت : فعلوا الكثير .... يكفي أنهم جاءوا بوزير ....هو ( العدو الأول للثقافة ) ....فهو لديه عداء شديد ضد أهل الثقافة والفن والإبداع في مصر ...فهو لايعترف إلا بثقافة أهل الكهف التي تعلمها ...في الظلام .. ثقافة تهدم ولا تبني ..ثقافة ظلامية ...جاهلية ..ترتد بالمجتمع ..آلاف السنين للوراء .. ثقافة وزير الثقافة مستمدة ....من تلك الكتب الصفراء التي ينضح حبرها بالكراهية لكل ما هو حديث ... وكل ما هو عصري ...ثقافة ترى الآخر ... مجرد عدو ...مجرد كافر ... يستباح دمه وعرضه وماله ...ثقافة وقف تفكيرها عند حد القرن الثامن الميلادي ....فلم تتطور ... ثقافة هي الأقرب للجهل ... ثقافة هي أقرب للعدوانية ضد العصرنة ... وضد الإبداع .. وضد الحياة العصرية ..
قالوا : وهل أمتد ذلك للتعليم ؟
قلت : فعلاً هم يريدون ان ينشئوا أجيالا من المصريين .. ممسوحة لديهم الذاكرة المصرية ... لاتعرف شئ عن مصر الحقيقية ..مصر الفراعنة ...مصر المسيحية .. مصر المسلمة ... مصر التي التقت فيها الأديان الثلاثة السماوية ... مصر الفراعنة .وما أدراك ما الفراعنة !!! وما أدراك ما الحضارة الفرعونية التي سبقت العالم بعدة قرون .... يريدون أن يمحو من الذاكرة المصرية ... عصر محمد على - وابنائه- الذين بنوا مصر الحديثة ... رغم أخطائهم المتعددة..التي من بينها ......موضوع بيع أسهم مصر في قناة السويس . الأخوان يريدون أن يقلبوا كل الحقائق ..... ويجعلوها ترتدي ثوب أكاذيبهم .... يريدون أن يبدأ تاريخ مصر منذ إنشاء جماعة سلطوية تسعى للسلطة بأي ثمن ..تحت ستار الدين والدين منهم براء .
قالوا : كيف ؟!! وهم جماعة دينية تطالب بأن ( يكون الإسلام هوالحل ) ؟
قلت : نعم هم يزعمون ذلك ..ولكن الحقيقة ليس لديهم أي مشروع لا لإسلامي ... ولا غير إسلامي ..مشروعهم الإساسي ..هوتقسيم مصر على أساس ديني ...فاصبحت مصر فريقين أساسيين .. فريق يزعم بأن السماء معهم .. وأنهم مكلفون من السماء بإقامة الدين حسب مفهومهم وهواهم ...وفريق ثان يرى أن الوطن للجميع والتدين عمل يحاسب عليه من الله سبحانه وتعالي في الآخرة ....وليس للبشر – مهما كان- أن يحاسب الإنسان على علاقته بالله ؛ وخصوصاً هؤلاء الذين يزعمون أنهم اكثر تدينا من غيرهم ..وهم لا يفهون من التدين سوى القشور ...بل إن أغلبهم ....تجار دين .... فقط ...وهم يسعون في الحقيقة لصناعة ديكتاتورية دينية .
قالوا : يعني أيه ديكتاتورية دينية ؟
قلت : الديكتاتورية الدينية ....معناها أن يكون الحاكم يصدر قرارات غير قابلة للمناقشة ..لأنه حاكم بركة ....ومتدين ....وأن مَنْ يخالفه هو كافر .. وخارج عن الدين ....وكل ده فعلوه الأخوان ....فقد صدر اعلان دستوري .. يجعل قرارات الحاكم غير قابلة للطعن أمام أية جهة ....وأستخدم الأخوان الدين لتبرير .. تصرفاتهم ..اللادينية ..واللاوطنية ...فقد شهدت مصر خلال العام الأول – والأخير بإذن الله تعالى – من حكمهم ..كل أنواع الفشل ...السياسي ..الأقتصادي ...وكل ذلك باسم ....
قالوا : يعني إستبداد مقدس ..وطغيان باسم الدين ..
قلت : نعم ...يعني الأخوان ...عاملين زي واحد مش عارف يسوق توك توك ...قام أيه ...قالك أنا .. باعرف أسوق طيارة ..
قالوا : طيب هي ديه كل أسباب ثورة 30 يونية ؟
قلت لأ...طبعاً ...يوجد عشرات الأسباب لثورة 30 يونية ...منها على سبيل المثال ...عداوة الأخوان للقضاء وللقانون وللدستور .
قالوا : أزاي ...
قلت : هم عايزين قضاء تفصيل على مزاجهم .... ينفذ لهم رغباتهم السلطوية ...يحكم لصالحهم دائماً ..سواء أكان لهم حق أم لا ....
قالوا : صحيح ..وعشان كده عايزين ... يصدروا قانون للسلطة القضائية ... يعزل حوالي 4000 قاض .. عشان يجيبوا حبايهم ...ومحامين من الجماعة يمسكوا ...قضاة ... وينفذوا رغباتهم .. بداية .. من تزوير الإنتخابات .. حتى القضاء لصالحهم في كل قضاياهم التي تمس حقوق وحريات المواطنين ..
قلت : مظبوط ... أما بالنسبة للدستور .. فقد تم تفصيله على مزاج الجماعة ... بمعرفة فئة من البشر ....لا يعرف أغلب هؤلاء ...المصلحة الوطنية.. إنما يعرفون فقط مصالحهم الخاصة ..ومصالح الجماعة ....
قالوا : عشان كده تم تعيين أغلب أعضاء الجمعية التأسيسية .... في مجلس الشورى ...عشان يكملوا أخونة الدولة ... من خلال تشريعات على مقاسهم ...
قلت : نعم ... أما بالنسبة للقوانين ... فمعظم ما صدر عن مجلس الشورى ... المشكوك في دستوريته ....هي قوانين .. يتم إلغائها ... وكأن ترزية هذه القوانين ...هم لا يعرفون ألف باء القانون .... رغم أن بعضهم يحمل شهادة دكتوراه ...بل وأساتذة قانون ...
قالوا : دول ناس باعوا ضميرهم العلمي ... لصالح المناصب ..
قلت : نعم ... ( ثم استدركت قائلا ) : أيه ... بعد ماعرفت هذه الأسباب ... نازل يوم 30 يونيو .. والا .. لأ ..
قالوا : ازاي ...أحنا هننزل كل العيلة .... وكل الحتة ... وهأقول لكل زمايلي وأصدقائي ...وهنوقع إستمارات ( تمرد ) ... عشان ..نطالب بحقوقنا ....وحقوق الوطن ..في أن يدار بمعرفة .. ناس عندهم وطنية ....مش ناس عايزين يقطعوا البلد .. لأقاليم ...حتة .. لحماس .. وحتة .. للسودان ... وأقليم قناة السويس .. لقطر ..
قلت : خلاص نلتقي في التحرير ... يوم 30 يونيو ....
*****
* د. محمود العادلي - أستاذ القانون الجنائي ورئيس قسم القانون العام - كلية الشريعة والقانون بطنطا - والمحامي أمام محكمة النقض والإدارية العليا والدستورية العليا