و من أقبح مظاهر العقوق للوالدين : أن يتبرأ الولد من أبويه حين يرتفع مستواه الاجتماعي عنهما ، كأن يكونا فلاحين و هو يعيش في المدن و يتسنم بعض الوظائف الكبيرة ، فيخجل من وجودهما في بيته بثياب الفلاحين أو الأزياء القديمة ، و قد شاهدنا بعض هؤلاء العاقين المغرورين من زعم لزواره عن أبيه أنه خادم مستأجر لشؤون البيت ، لما يتوهم في لباسه و هيأته من حطة تتنافى مع وظيفته أو مقامه الاجتماعي الكبير ، و هذا بلا ريب دليل على حطة نفس ، و صغر عقل ، و حقارة شأن ، و النفس العظيمة تعتز بمنبتها و أصلها و تفخر بأبيها و أمها مهما كانت حياتهما و نشأتهما و بيئتهما ، و حسبك أن القرآن الكريم مع تشديده على الشرك و المشركين أوصى الولد بأن يعاشر والديه المشركين بالمعروف : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).
أخلاقنا الإجتماعية _ د. مصطفى السباعي رحمه الله تعالى.
أخلاقنا الإجتماعية _ د. مصطفى السباعي رحمه الله تعالى.