قصة تربوية جديدة
عن تحبيب الأبناء في الصلاة
# إسمي محمد.....وأنا الإبن الأكبر لأبي ....وبعدي سلمي ..
قصتي مع أبي قصتي مع أكتر حد استحملني في حياتي...
أبي كان أستاذاً بالجامعة....أمي ماتت بعد ولادة سلمي بأيام...
لكن أبي قرر أن يربينا ...وحده......
لا أتذكر أمي جيداً. ...
لكن أتذكر صبر أبي عليّ
كان يصطحبني إلى المسجد ولا ينهرني ولا يقهرني مهما فعلت...
وإن علق المصلون يقول لهم بأدب آسف ..لكن .....أتمنى أن يحب إبني بيت الله..
سمعته مرارا يسمى المسجد بيت الله ..
وفي مرة سألته هل الله هنا في هذا البيت
قال لي بل هنا البشر الذين يحبونه ويملأون بيوته...
لابد أن نكون بينهم ...
أول حبي للمسجد كان مع هدوئه وصبره....والحلوى التي كان يجعلني أوزعها على الناس بدلاً من أن ألعب بالمسجد ويقول لي أنفق ينفق عليك ...
سألته يعني إيه
قالي : إدي الناس وربنا هيعوضك...
الذي ساعد أبي هو أن عمتي الكبرى كانت ارملة وكانت ترعانا معه وتسكن أسفل شقتنا......
أبي كان لايترك الصلاة مهما كان مشغولاً أو متعبا.....
أبي لم يكن يشتمني إطلاقاً
ولا يضربني ...
سألته ليه بتحب الصلاة
قال لي : "إنها اللحظة التي أخاطب فيها الله تعالي"
قلت له لكن فيه ناس مش بتصلي
دمعت عيناه "محروم ومسكين من حرم نفسه من الصلاة...لازم ندعي له"
أتاني بأحلى الهدايا وأنا في السابعة عندما صليت مرة وحدي...
أتاني برجل آلي لازال عندي إلى الآن ....
أحتفظ بلعبي مثل بطل فيلم توي ستوري...
قال لي: (الصلاة لن تجلب لك إلا الخير )
قلت له لكن ليه ربنا أمر الناس تصلي الناس حرة تصلي أو لا )
قال بلا غضب وبتفهم : (هأضرب لك مثل)
لو أنت خرجت في طريق صعب الأحسن أعطيك وسيلة اتصال بيا ولا أسيبك
️ ثم أوضح قائلاً : الله رحيم بنا
يا محمد ...الدنيا صعبة ومن غير الصلاة أشد صعوبة.........الصلاة تربطنا بالله
....نحن من يحتاج إلى عبادة الله ) .
أبي كان يدعو الله كثيراً وعلمني أن أدعو لأمي...
أبي كان غضبه نادراً. ..
بعكس جارنا عمو طارق ...
وكان يصلي أيضاً ....
لكن طالما تدخل أبي بينه وبين زوجته لضربه لها ...
قلت لأبي كيف يصلي ويضرب الناس
قال أبي : (الصلاة يا محمد لازم تظهر في معاملاتك......عارف إزاي
لو أنت تقرأ في كتاب مذاكرتك حلو أوي لكن لما جالك إمتحان قررت تهمله وتحل من دماغك دي غلطة الكتاب ولا غلطتك )
قلت له : (غلطتي)
قال : (يبقي المصلون هم المخطئون مش الصلاة هي اللي الخطأ )
ابي كان يري أن تربيتي أنا وسلمى هي قصة عمره....
عمتي عاونته كثيراً....
كان يمنح سلمي الهدايا بعد الصلاة.
عمتي قالت له (كده هتحب الهدايا مش الصلاة) ...
كان رده ( بل ستربط الصلاة بالخير والفرح )
وقد كان فعلاً ..
سلمي الآن عمرها 30 عاماً ولم تترك صلاة بحياتها...
تربية أبي كان فيها الإحترام والحوار....
أبي كان يقول لازم في كل يوم نُضيف للحياة حاجة ...
كان يروي الزرع الخاص بالعمارة .
كان يطعم العصافير ...
كان يوزع اﻷرغفة علي المحتاجين
كان يتمتم (كل يوم أعمل خير )
وقد صار هذا دأبي ...
حتي أني الآن رئيس جمعية معروفة ..
أبي مرض بفيروس سي في الكبد منذ عامه الخمسين ..
أشهد الله أني مارأيته ساخطا
بل كان راضياً. ...
وقد حدثني عن الموت بأسلوب عجيب
قال لي : إنك حتي تنتقل من الدنيا إلى الآخرة لابد من إجراء معين ...
حدث معين هو الموت...من أحب لقاء الله احب الله لقاءه....
الآخرة فيها النعيم قلت له (أريد الموت حتي أحب لقاء الله )
قال لي : (في الإمتحان البشري المراقب هو من يخبرك بانتهاء الوقت....
في الدنيا الله هو من يحدد موعد الموت) ....
كان دوماً يقنعني
كبرت علي حبي له ....
حدثني عن الشر كثيراً. ..
عن المدمنين ...
عند من يمارس الجنس والشذوذ ...
عن الحرامية ...
عمتي كانت مندهشة
قال لها أحدثه عن الشر مخافة أن يدركه كما سأل حذيفة رضي الله عنه الرسول صلي الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يدركه)...
أكتب الآن في اليوم التالي لرحيل أبي
لقد رحل....
لكن ...
الله خير وابقي
أنا لستُ وحدي مادمت أصلي لله ..
《دعواتكم لكل مربي صالح بالجنه》
وأتمنى أن تنفعكم القصة ....
(والسلام عليكم ورحمة الله )
بقلم د/ إيناس فوزي
عن تحبيب الأبناء في الصلاة
# إسمي محمد.....وأنا الإبن الأكبر لأبي ....وبعدي سلمي ..
قصتي مع أبي قصتي مع أكتر حد استحملني في حياتي...
أبي كان أستاذاً بالجامعة....أمي ماتت بعد ولادة سلمي بأيام...
لكن أبي قرر أن يربينا ...وحده......
لا أتذكر أمي جيداً. ...
لكن أتذكر صبر أبي عليّ
كان يصطحبني إلى المسجد ولا ينهرني ولا يقهرني مهما فعلت...
وإن علق المصلون يقول لهم بأدب آسف ..لكن .....أتمنى أن يحب إبني بيت الله..
سمعته مرارا يسمى المسجد بيت الله ..
وفي مرة سألته هل الله هنا في هذا البيت
قال لي بل هنا البشر الذين يحبونه ويملأون بيوته...
لابد أن نكون بينهم ...
أول حبي للمسجد كان مع هدوئه وصبره....والحلوى التي كان يجعلني أوزعها على الناس بدلاً من أن ألعب بالمسجد ويقول لي أنفق ينفق عليك ...
سألته يعني إيه
قالي : إدي الناس وربنا هيعوضك...
الذي ساعد أبي هو أن عمتي الكبرى كانت ارملة وكانت ترعانا معه وتسكن أسفل شقتنا......
أبي كان لايترك الصلاة مهما كان مشغولاً أو متعبا.....
أبي لم يكن يشتمني إطلاقاً
ولا يضربني ...
سألته ليه بتحب الصلاة
قال لي : "إنها اللحظة التي أخاطب فيها الله تعالي"
قلت له لكن فيه ناس مش بتصلي
دمعت عيناه "محروم ومسكين من حرم نفسه من الصلاة...لازم ندعي له"
أتاني بأحلى الهدايا وأنا في السابعة عندما صليت مرة وحدي...
أتاني برجل آلي لازال عندي إلى الآن ....
أحتفظ بلعبي مثل بطل فيلم توي ستوري...
قال لي: (الصلاة لن تجلب لك إلا الخير )
قلت له لكن ليه ربنا أمر الناس تصلي الناس حرة تصلي أو لا )
قال بلا غضب وبتفهم : (هأضرب لك مثل)
لو أنت خرجت في طريق صعب الأحسن أعطيك وسيلة اتصال بيا ولا أسيبك
️ ثم أوضح قائلاً : الله رحيم بنا
يا محمد ...الدنيا صعبة ومن غير الصلاة أشد صعوبة.........الصلاة تربطنا بالله
....نحن من يحتاج إلى عبادة الله ) .
أبي كان يدعو الله كثيراً وعلمني أن أدعو لأمي...
أبي كان غضبه نادراً. ..
بعكس جارنا عمو طارق ...
وكان يصلي أيضاً ....
لكن طالما تدخل أبي بينه وبين زوجته لضربه لها ...
قلت لأبي كيف يصلي ويضرب الناس
قال أبي : (الصلاة يا محمد لازم تظهر في معاملاتك......عارف إزاي
لو أنت تقرأ في كتاب مذاكرتك حلو أوي لكن لما جالك إمتحان قررت تهمله وتحل من دماغك دي غلطة الكتاب ولا غلطتك )
قلت له : (غلطتي)
قال : (يبقي المصلون هم المخطئون مش الصلاة هي اللي الخطأ )
ابي كان يري أن تربيتي أنا وسلمى هي قصة عمره....
عمتي عاونته كثيراً....
كان يمنح سلمي الهدايا بعد الصلاة.
عمتي قالت له (كده هتحب الهدايا مش الصلاة) ...
كان رده ( بل ستربط الصلاة بالخير والفرح )
وقد كان فعلاً ..
سلمي الآن عمرها 30 عاماً ولم تترك صلاة بحياتها...
تربية أبي كان فيها الإحترام والحوار....
أبي كان يقول لازم في كل يوم نُضيف للحياة حاجة ...
كان يروي الزرع الخاص بالعمارة .
كان يطعم العصافير ...
كان يوزع اﻷرغفة علي المحتاجين
كان يتمتم (كل يوم أعمل خير )
وقد صار هذا دأبي ...
حتي أني الآن رئيس جمعية معروفة ..
أبي مرض بفيروس سي في الكبد منذ عامه الخمسين ..
أشهد الله أني مارأيته ساخطا
بل كان راضياً. ...
وقد حدثني عن الموت بأسلوب عجيب
قال لي : إنك حتي تنتقل من الدنيا إلى الآخرة لابد من إجراء معين ...
حدث معين هو الموت...من أحب لقاء الله احب الله لقاءه....
الآخرة فيها النعيم قلت له (أريد الموت حتي أحب لقاء الله )
قال لي : (في الإمتحان البشري المراقب هو من يخبرك بانتهاء الوقت....
في الدنيا الله هو من يحدد موعد الموت) ....
كان دوماً يقنعني
كبرت علي حبي له ....
حدثني عن الشر كثيراً. ..
عن المدمنين ...
عند من يمارس الجنس والشذوذ ...
عن الحرامية ...
عمتي كانت مندهشة
قال لها أحدثه عن الشر مخافة أن يدركه كما سأل حذيفة رضي الله عنه الرسول صلي الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يدركه)...
أكتب الآن في اليوم التالي لرحيل أبي
لقد رحل....
لكن ...
الله خير وابقي
أنا لستُ وحدي مادمت أصلي لله ..
《دعواتكم لكل مربي صالح بالجنه》
وأتمنى أن تنفعكم القصة ....
(والسلام عليكم ورحمة الله )
بقلم د/ إيناس فوزي