الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
أتدري عبد الله في أي أيام الدنيا أنتَ؟!
إنها أيام العشر الأول مِن ذي الحجة ذات الفضائل العظيمة عند الله -عز وجل-.
فمِن هده الفضائل:
1- أنها أفضل أيام الدنيا: فعن جابر -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ) يَعْنِي: عَشْرَ ذِي الْحَجَّةِ، قِيلَ: وَلا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! قَالَ: (وَلا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ عُفِّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ) (رواه البزار، وقال الألباني: صحيح لغيره).
2- ومنها: أنها الأيام المعلومات التي أمر الله -عز وجل- بذكره فيها عند رؤية بهيمة الأنعام "سواء كانت هدي أو أضحية"، قال الله -تعالى-: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) (الحج:28).
3- ومنها: أن الله أقسم بها جملة وتفصيلًا، قال الله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ . وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) (الفجر:1-3). قال المفسرون: "(وَالْفَجْرِ): هو فجر يوم عرفة أو فجر يوم النحر أو فجر العشر كله، أو صلاة الفجر أو وقت الفجر، ولا تعارض بيْن هذا كله. (وَلَيَالٍ عَشْرٍ): ذهب جماهير المفسرين أنها العشر الأول مِن ذي الحجة. (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ): الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة، أو الشفع الأيام الزوجية والوتر الفردية منها، أو الشفع والوتر المخلوقات؛ منها ما هو شفع ومنها ما هو وتر، أو الشفع: الخلق والوتر الخالق، وهو الله -عز وجل-".
ومنها: أنها داخلة في أشهر الحج التي قال الله -تعالى- فيها: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) (البقرة:197)، فقد اتفق المفسرون والفقهاء على أن أشهر الحج: شوال، وذو القعدة، والعشر الأول مِن ذي الحجة، واختلفوا فيما زاد على ذلك.
4- ومنها: أنها داخلة في الأشهر الحرم المتواليات، بل وقعت في أفضل شهر منها، قال الله -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (التوبة:9)، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع في السنة العاشرة فيما رواه أبو بكرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) (متفق عليه).
5- ومنها: أن فيها يوم عرفة، وفيه أعظم أركان الحج؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْحَجُّ عَرَفَةُ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وقيل: هو يوم الحج الأكبر؛ لاشتماله على هذا الركن العظيم.
6- ومنها: أن فيها يوم النحر. وقيل: هو يوم الحج الأكبر أيضًا؛ لاشتماله على معظم أعمال الحج: كالرمي والذبح، والحلق أو التقصير، والتحلل الأصغر وطواف الإفاضة، والسعي بيْن الصفا والمروة، قال الله -تعالى-: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (البروج:3). قال المفسرون: "الشَاهِدٍ: يوم عرفة. والمَشْهُودٍ: يوم النحر، أو العكس، أو الشاهد: يوم عرفة. والمشهود: يوم الجمعة. أو الشاهد: يوم عرفة، والمشهود يوم القيامة".
7- ومنها: أنه وقع في الأربعين، الليلة التي وعد الله موسى -عليه السلام- للقائه، قال الله -تعالى-: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (الأعراف:142). قال بعض المفسرين: "الثلاثون ليلة: شهر ذي القعدة والعشر المتممة للأربعين هي عشر ذي الحجة. وقال البعض الآخر: الثلاثون ليلة هي شهر ذي الحجة والعشر المتممة للأربعين هي العشر الأول مِن المحرم. وعلى القولين؛ فالعشر الأول مِن ذي الحجة داخلة فيها".
هذا وللعشر فضائل أخرى كثيرة ستأتي الإشارة إلى بعضها في الكلام عن أعمال العشر؛ لذا ينبغي لكل عاقل أن يغتنم أمثال هذه المواسم، قال -صلى الله عليه وسلّم-: (افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) (رواه الطبراني في الكبير، وحسنه الألباني).
والله الموفق.
أتدري عبد الله في أي أيام الدنيا أنتَ؟!
إنها أيام العشر الأول مِن ذي الحجة ذات الفضائل العظيمة عند الله -عز وجل-.
فمِن هده الفضائل:
1- أنها أفضل أيام الدنيا: فعن جابر -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ) يَعْنِي: عَشْرَ ذِي الْحَجَّةِ، قِيلَ: وَلا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! قَالَ: (وَلا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ عُفِّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ) (رواه البزار، وقال الألباني: صحيح لغيره).
2- ومنها: أنها الأيام المعلومات التي أمر الله -عز وجل- بذكره فيها عند رؤية بهيمة الأنعام "سواء كانت هدي أو أضحية"، قال الله -تعالى-: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) (الحج:28).
3- ومنها: أن الله أقسم بها جملة وتفصيلًا، قال الله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ . وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) (الفجر:1-3). قال المفسرون: "(وَالْفَجْرِ): هو فجر يوم عرفة أو فجر يوم النحر أو فجر العشر كله، أو صلاة الفجر أو وقت الفجر، ولا تعارض بيْن هذا كله. (وَلَيَالٍ عَشْرٍ): ذهب جماهير المفسرين أنها العشر الأول مِن ذي الحجة. (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ): الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة، أو الشفع الأيام الزوجية والوتر الفردية منها، أو الشفع والوتر المخلوقات؛ منها ما هو شفع ومنها ما هو وتر، أو الشفع: الخلق والوتر الخالق، وهو الله -عز وجل-".
ومنها: أنها داخلة في أشهر الحج التي قال الله -تعالى- فيها: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) (البقرة:197)، فقد اتفق المفسرون والفقهاء على أن أشهر الحج: شوال، وذو القعدة، والعشر الأول مِن ذي الحجة، واختلفوا فيما زاد على ذلك.
4- ومنها: أنها داخلة في الأشهر الحرم المتواليات، بل وقعت في أفضل شهر منها، قال الله -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (التوبة:9)، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع في السنة العاشرة فيما رواه أبو بكرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) (متفق عليه).
5- ومنها: أن فيها يوم عرفة، وفيه أعظم أركان الحج؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْحَجُّ عَرَفَةُ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وقيل: هو يوم الحج الأكبر؛ لاشتماله على هذا الركن العظيم.
6- ومنها: أن فيها يوم النحر. وقيل: هو يوم الحج الأكبر أيضًا؛ لاشتماله على معظم أعمال الحج: كالرمي والذبح، والحلق أو التقصير، والتحلل الأصغر وطواف الإفاضة، والسعي بيْن الصفا والمروة، قال الله -تعالى-: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (البروج:3). قال المفسرون: "الشَاهِدٍ: يوم عرفة. والمَشْهُودٍ: يوم النحر، أو العكس، أو الشاهد: يوم عرفة. والمشهود: يوم الجمعة. أو الشاهد: يوم عرفة، والمشهود يوم القيامة".
7- ومنها: أنه وقع في الأربعين، الليلة التي وعد الله موسى -عليه السلام- للقائه، قال الله -تعالى-: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (الأعراف:142). قال بعض المفسرين: "الثلاثون ليلة: شهر ذي القعدة والعشر المتممة للأربعين هي عشر ذي الحجة. وقال البعض الآخر: الثلاثون ليلة هي شهر ذي الحجة والعشر المتممة للأربعين هي العشر الأول مِن المحرم. وعلى القولين؛ فالعشر الأول مِن ذي الحجة داخلة فيها".
هذا وللعشر فضائل أخرى كثيرة ستأتي الإشارة إلى بعضها في الكلام عن أعمال العشر؛ لذا ينبغي لكل عاقل أن يغتنم أمثال هذه المواسم، قال -صلى الله عليه وسلّم-: (افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) (رواه الطبراني في الكبير، وحسنه الألباني).
والله الموفق.