༺❀--•• *لأنـك اللـه* ••--❀༻
-• رحلة إلى السماء السابعة •-
✿- أ. *علي بن جابر الفيفي*-✿
الدرس التاسع
••.¸¸.• *الوكيل* •.¸¸.••
✿- أمانيك مع الله حقائق..
❀- تطلعاتك واقع معاش..
✿- رغباتك ستهدى إليك..
❀- أشواقك ستهب عليك..
-- *الوكيل*
✿- هل تشعر بضعفك؟ وبأن الدنيا بتفاصيلها أكبر منك، وبأنك ريشة في مهب ريح الحياة الصاخبة؟
❀- هل تشعر أنك طائر قُص جناحاه فهو خائر القوى، بحاجة إلى مساعدة؟
✿- هل لديك أشياء تخشى عليها، وتريد أن تجعلها في عهدة من لا تضيع لديه الأشياء؟ سواء كانت هذه الأشياء: أبناء أو مالا أو صحة أو حياة؟
•• إذن: فأدلف إلى أنوار اسم الله "الوكيل"..
❀- ابدأ بالتعرف من جديد على هذا الاسم الجليل، غُص في أغوار معانيه، أرح نفسك من ضعفها، وقلقها، واستيحاشها بأن تجعلها تتفيأ ظلال "الوكيل"..
-- *فاتخذه وكيلا* ..
✿- الوكيل هو الذي لا ينبغي أن تتوكل إلا عليه، ولا أن تُلجئ ظهرك إلا إليه، ولا أن تضع ثقتك إلا فيه، ولا أن تعلق آمالك إلا به.
❀- أي عمل تتوكل على الله فيه انسه تماما، لأنك إن توكلت على الله فهذا يعني أنك وضعت ثقتك في إتمام هذا العمل بمن يملك الأمور كلها، ومن السماوات والأرض من بعض مربوباته، ومن يجير ولا يجار عليه.
-- يقول الحق سبحانه عن نفسه العلية:
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا)
✿- يأمرك رب المشرق والمغرب أن تتخذه وكيلا، فماذا بعد هذا من راحة وعز وشموخ وضمان للتوفيق؟
•• فقد يريدك أن تقول بقلبك: أنت وكيلي يا الله!
❀- هل هناك غنيّ على وجه الأرض يأمرك ألا تستعين إلا به؟
وألا تتوكل إلا عليه؟ وألا تلتجئ إلا له؟ لا وجود لهذا الغنيّ على الإطلاق، لأنه ليس من طاقة البشر أن يحموك من كل شيء ويكفوا عنك كل شيء ويعينوك على كل شيء.
✿- الله وحده من يقول ذلك، ويفعل ذلك، ويقدر على ذلك!
❀- التوكل يقين قلبي، يحيلك إلى سائر تحت مظلة عظيمة تقيك من حر الهموم، ومطر المكائد، ورياح الدنيا المقلقة..
✿- المحروم وحده هو من لا يقدر هذه المظلة ومن لا يحاول السير تحتها.
❀- أعظم الملوك وأجل الأرباب سبحانه يأمرك أمرا أن تتخذه وكيلا؟ أن تضع حاجاتك في فنائه ليقضيها لك هو، أن تلجئ ظهرك إليه حتى يمنع عنك سهام الغدر، أن تفوض أمرك إليه حتى يتم على أكمل حال وأصح مثال،
•• والسؤال هو: ما الذي تنتظره؟ ما هو الشيء الآخر الذي يجعلك لا تقبل هذا الفضل؟ من الذي أعطاك أكثر من هذه المزايا؟
✿- متعلقون نحن بالتراب لدرجة مخيفة!
-- اقرأ:
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)
❀- ما هو الأمر الكبير والكرب الشديد والهم العظيم الذي سيستعصي على رب العزة؟ العزة نفسها هو ربها، كل عزة رأيتها أو سمعت بها أو علمتها هو ربها، فكيف يمكن لكروبك أن تصمد أمام إرادة رب العزة والكبرياء والعظمة؟
-- *خطة سنوية*
✿- وأعظم ما تتوكل على الله فيه هو عبادته، أن تتخلى وتتبرأ من حولك وقوتك وتقول بقلبك قبل لسانك:
-- (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،
❀- فتستعين وتتوكل وتطلب القوة منه على أن تعبده.
✿- لا يُتصور أن يأمرك الله أن تعبده، ويأمرك أن تتوكل عليه، فتتوكل عليه في أمر العبادة فيخذلك، هذا مما لا يُتصور وقوعه،
• كيف تطلبه أن تعبده مع كمال حبّه لهذه العبادة ثم لا يعينك؟
-- فقط أكثر من الكلمات النبوية الكريمة:
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
هل قلت أكثر منها؟
✿- إذن أنا أعتذر، لا تكثر منها فحسب، بل اجعلها ضمن جدولك اليومي، وخطتك السنوية، وأهداف حياتك!
❀- لأنه إذا لم يعنك على ذلك، فليس هناك قوة ستعينك..
✿- لأنه إذا لم يعنك على ذلك، فلن تفعل شيئا من ذلك!
❀- لأنه إذا لم يعنك على ذلك فقد خسرت الدنيا والآخرة!
يقول ابن القيم:
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين"..
ويقول أيضا:
"القلب يعرض له مرضان عظيمان إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التلف ولابد وهما الرياء والكبر فدواء الرياء بإياك نعبد ودواء الكبير بإياك نستعين..
وكثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:
إياك نعبد تدفع الرياء! وإياك نستعين تدفع الكبرياء".
✿- أرأيت الصلاة التي فرغت للتو من أدائها، والله لو لم يعنك عليها لما أديتها..
-- *انكسر له*..
❀- وهو رحيم، فقط أنزل حوائجك ببابه، فقد اجعل قلبك منكسرا وكأنه مُخبت تحت العرش، ولو لم تدعه، الرحيم سبحانه يريد هذه الحالة الخاشعة منك، وبعدها ثق بأنه سيقضي حوائجك، ويرفع مرضك، ويخلق الابتسامة على ثغرك.
✿- أمانيك مع الله حقائق..
❀- تطلعاتك واقع معاش..
✿- رغباتك ستُهدى إليك..
❀- أشواقك ستهب عليك..
-- (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ)
❀- الذي قمت للصلاة له، والذي مرّغت جبهتك له، والذي نكست رأسك له، هو الأحق أن تعلق حاجاتك به، أن توكل إليه أمر شفائك، أن يكون ملجأك من مخاوفك، أن تجعله سبحانه المعين على تحقيق أحلامك:
•• فالزم يديك بحبل الله معتصما
فإنه الركن إن خانتك أركانُ
✿- امرأة صالحة قرر ابنها أن يكمل دراسته في الخارج، وكانت تسمع عن الضياع والانحلال الذي ينغمس فيه (بعض) من يذهب للدراسة في تلك الديار، ولكنها كانت مغلوبة على أمرها، أمور كثيرة أجبرتها على الرضوخ، فعلمت أن الله هو القادر على حفظ ولدها، فجعلت جزءا من صلاتها دعاء لولدها بالحفظ، عاد الولد من دراسته وقد صار من أهل المسجد وقيام الليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! عاد وقد اكتسب قيما لم تكن لديه من قبل! كيف نتخيل أن الوكيل سبحانه سيترك الابن للضياع؟ وأمه تتضرع إليه أن احفظه يارب، أن توكلت عليك فلا تخذلني في ابني!
-- *الدموع المبتسمة*
❀- لو قال لك أحد ملوك الدنيا، وكلني في أن أنتزع حقك من فلان الظالم، فقط وكلني، هل سيراودك شك في أن حقك لن يصل إليك؟ أنت تحتاج إلى توقيع من أحد معاوني الملك حتى يجعل ذلك الظالم يعيد إليك حقك وهو يرتجف، فكيف إن كان التوقيع من الملك، فكيف إن لم يكن توقيعا بل قياما بالمهمة من جهته؟
-- الآن دع ذلك الملك ومعاونه، وتأمل:
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)
✿- لقد طاشت الآن كل صور الحاجات في نفسك، أليس كذلك؟
❀- لم يعد للخوف وجود، ولا للتردد مكان، ولا للاحتمالات سبب!!
✿- الله سيحول جميع مشاكلك إلى حلول، وكل آلامك إلى عافية، وكل أحلامك إلى واقع، وكل دموعك إلى ابتسامات..
❀- حتى لو مت، فالحي الذي لا يموت، سيعيد حقك لأبنائك من بعدك، لا تنشغل في لحظة وجعك وغمرة آهاتك بأبنائك من بعدك، فالحي الذي تموت أنت ولا يموت هو سيكون لهم، سيكون معهم، سيرأف بحالهم، سيسعدهم، سيجعل حياتهم أفضل منها وأنت معهم،
•• لأنه الحي الذي لا يموت..
-- *أكسجين الحياة*
✿- حتى لو لم يظلمك أحد، توكل عليه!
❀- ليس التوكل منجاة من ظلم الظالمين! وإعانة على عمل معين فحسب!
✿- التوكل هو أكسجين حياتك، هل تستطيع العيش بلا أكسجين؟
❀- توكل على الله في صحتك.. أوكل أمر نبضات قلبك وحركة أعضائك وتدفق دمائك في شرايينك وانتقال الطعام داخل جسدك إلى الله.
✿- لو لم يأذن الله لجفنك أن يغمض لاحترقت عينك جفافا!
❀- لو لم يأذن الله للسانك أن يذوق لبهتت الحياة في نظرك!
✿- لو لم يأذن الله لجلدك أن يحس لتقطعت دون أن تشعر!
❀- توكل عليه سبحانه في صلاح أبنائك..
✿- كم قد رأيت ورأيت أبناء تربوا في المساجد ثم ألحدوا، والعياذ بالله؟
❀- وأبناء صرف عليهم الآباء المال والرعاية ثم ضاعوا!
✿- وأبناء أحاطهم اهتمام إخوانهم الكبار ثم انحرفوا!
❀- الله وحده الذي يعلم مكان الهداية في قلب ابنك، ادعه أن يملأه إيمانا، توكل عليه، قل له بخضوع: يارب، هذا ابني، وأنت ربي وربه فاهده إليك ودله عليك وأعني على تربيته..
✿- يارب أنا لن أحسن أن آمره بالصلة ما لم تعني..
❀- وهو لن يحسن أن يصلي ما لم تعنه..
✿- فأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
يتبع
❀-••-❀-- ✿ --❀-••-❀
وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جزى الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خير، أرسل للاشتراك إلى:
❀-••-❀-- ✿ --❀-••-❀
-• رحلة إلى السماء السابعة •-
✿- أ. *علي بن جابر الفيفي*-✿
الدرس التاسع
••.¸¸.• *الوكيل* •.¸¸.••
✿- أمانيك مع الله حقائق..
❀- تطلعاتك واقع معاش..
✿- رغباتك ستهدى إليك..
❀- أشواقك ستهب عليك..
-- *الوكيل*
✿- هل تشعر بضعفك؟ وبأن الدنيا بتفاصيلها أكبر منك، وبأنك ريشة في مهب ريح الحياة الصاخبة؟
❀- هل تشعر أنك طائر قُص جناحاه فهو خائر القوى، بحاجة إلى مساعدة؟
✿- هل لديك أشياء تخشى عليها، وتريد أن تجعلها في عهدة من لا تضيع لديه الأشياء؟ سواء كانت هذه الأشياء: أبناء أو مالا أو صحة أو حياة؟
•• إذن: فأدلف إلى أنوار اسم الله "الوكيل"..
❀- ابدأ بالتعرف من جديد على هذا الاسم الجليل، غُص في أغوار معانيه، أرح نفسك من ضعفها، وقلقها، واستيحاشها بأن تجعلها تتفيأ ظلال "الوكيل"..
-- *فاتخذه وكيلا* ..
✿- الوكيل هو الذي لا ينبغي أن تتوكل إلا عليه، ولا أن تُلجئ ظهرك إلا إليه، ولا أن تضع ثقتك إلا فيه، ولا أن تعلق آمالك إلا به.
❀- أي عمل تتوكل على الله فيه انسه تماما، لأنك إن توكلت على الله فهذا يعني أنك وضعت ثقتك في إتمام هذا العمل بمن يملك الأمور كلها، ومن السماوات والأرض من بعض مربوباته، ومن يجير ولا يجار عليه.
-- يقول الحق سبحانه عن نفسه العلية:
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا)
✿- يأمرك رب المشرق والمغرب أن تتخذه وكيلا، فماذا بعد هذا من راحة وعز وشموخ وضمان للتوفيق؟
•• فقد يريدك أن تقول بقلبك: أنت وكيلي يا الله!
❀- هل هناك غنيّ على وجه الأرض يأمرك ألا تستعين إلا به؟
وألا تتوكل إلا عليه؟ وألا تلتجئ إلا له؟ لا وجود لهذا الغنيّ على الإطلاق، لأنه ليس من طاقة البشر أن يحموك من كل شيء ويكفوا عنك كل شيء ويعينوك على كل شيء.
✿- الله وحده من يقول ذلك، ويفعل ذلك، ويقدر على ذلك!
❀- التوكل يقين قلبي، يحيلك إلى سائر تحت مظلة عظيمة تقيك من حر الهموم، ومطر المكائد، ورياح الدنيا المقلقة..
✿- المحروم وحده هو من لا يقدر هذه المظلة ومن لا يحاول السير تحتها.
❀- أعظم الملوك وأجل الأرباب سبحانه يأمرك أمرا أن تتخذه وكيلا؟ أن تضع حاجاتك في فنائه ليقضيها لك هو، أن تلجئ ظهرك إليه حتى يمنع عنك سهام الغدر، أن تفوض أمرك إليه حتى يتم على أكمل حال وأصح مثال،
•• والسؤال هو: ما الذي تنتظره؟ ما هو الشيء الآخر الذي يجعلك لا تقبل هذا الفضل؟ من الذي أعطاك أكثر من هذه المزايا؟
✿- متعلقون نحن بالتراب لدرجة مخيفة!
-- اقرأ:
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)
❀- ما هو الأمر الكبير والكرب الشديد والهم العظيم الذي سيستعصي على رب العزة؟ العزة نفسها هو ربها، كل عزة رأيتها أو سمعت بها أو علمتها هو ربها، فكيف يمكن لكروبك أن تصمد أمام إرادة رب العزة والكبرياء والعظمة؟
-- *خطة سنوية*
✿- وأعظم ما تتوكل على الله فيه هو عبادته، أن تتخلى وتتبرأ من حولك وقوتك وتقول بقلبك قبل لسانك:
-- (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،
❀- فتستعين وتتوكل وتطلب القوة منه على أن تعبده.
✿- لا يُتصور أن يأمرك الله أن تعبده، ويأمرك أن تتوكل عليه، فتتوكل عليه في أمر العبادة فيخذلك، هذا مما لا يُتصور وقوعه،
• كيف تطلبه أن تعبده مع كمال حبّه لهذه العبادة ثم لا يعينك؟
-- فقط أكثر من الكلمات النبوية الكريمة:
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
هل قلت أكثر منها؟
✿- إذن أنا أعتذر، لا تكثر منها فحسب، بل اجعلها ضمن جدولك اليومي، وخطتك السنوية، وأهداف حياتك!
❀- لأنه إذا لم يعنك على ذلك، فليس هناك قوة ستعينك..
✿- لأنه إذا لم يعنك على ذلك، فلن تفعل شيئا من ذلك!
❀- لأنه إذا لم يعنك على ذلك فقد خسرت الدنيا والآخرة!
يقول ابن القيم:
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين"..
ويقول أيضا:
"القلب يعرض له مرضان عظيمان إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التلف ولابد وهما الرياء والكبر فدواء الرياء بإياك نعبد ودواء الكبير بإياك نستعين..
وكثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:
إياك نعبد تدفع الرياء! وإياك نستعين تدفع الكبرياء".
✿- أرأيت الصلاة التي فرغت للتو من أدائها، والله لو لم يعنك عليها لما أديتها..
-- *انكسر له*..
❀- وهو رحيم، فقط أنزل حوائجك ببابه، فقد اجعل قلبك منكسرا وكأنه مُخبت تحت العرش، ولو لم تدعه، الرحيم سبحانه يريد هذه الحالة الخاشعة منك، وبعدها ثق بأنه سيقضي حوائجك، ويرفع مرضك، ويخلق الابتسامة على ثغرك.
✿- أمانيك مع الله حقائق..
❀- تطلعاتك واقع معاش..
✿- رغباتك ستُهدى إليك..
❀- أشواقك ستهب عليك..
-- (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ)
❀- الذي قمت للصلاة له، والذي مرّغت جبهتك له، والذي نكست رأسك له، هو الأحق أن تعلق حاجاتك به، أن توكل إليه أمر شفائك، أن يكون ملجأك من مخاوفك، أن تجعله سبحانه المعين على تحقيق أحلامك:
•• فالزم يديك بحبل الله معتصما
فإنه الركن إن خانتك أركانُ
✿- امرأة صالحة قرر ابنها أن يكمل دراسته في الخارج، وكانت تسمع عن الضياع والانحلال الذي ينغمس فيه (بعض) من يذهب للدراسة في تلك الديار، ولكنها كانت مغلوبة على أمرها، أمور كثيرة أجبرتها على الرضوخ، فعلمت أن الله هو القادر على حفظ ولدها، فجعلت جزءا من صلاتها دعاء لولدها بالحفظ، عاد الولد من دراسته وقد صار من أهل المسجد وقيام الليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! عاد وقد اكتسب قيما لم تكن لديه من قبل! كيف نتخيل أن الوكيل سبحانه سيترك الابن للضياع؟ وأمه تتضرع إليه أن احفظه يارب، أن توكلت عليك فلا تخذلني في ابني!
-- *الدموع المبتسمة*
❀- لو قال لك أحد ملوك الدنيا، وكلني في أن أنتزع حقك من فلان الظالم، فقط وكلني، هل سيراودك شك في أن حقك لن يصل إليك؟ أنت تحتاج إلى توقيع من أحد معاوني الملك حتى يجعل ذلك الظالم يعيد إليك حقك وهو يرتجف، فكيف إن كان التوقيع من الملك، فكيف إن لم يكن توقيعا بل قياما بالمهمة من جهته؟
-- الآن دع ذلك الملك ومعاونه، وتأمل:
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)
✿- لقد طاشت الآن كل صور الحاجات في نفسك، أليس كذلك؟
❀- لم يعد للخوف وجود، ولا للتردد مكان، ولا للاحتمالات سبب!!
✿- الله سيحول جميع مشاكلك إلى حلول، وكل آلامك إلى عافية، وكل أحلامك إلى واقع، وكل دموعك إلى ابتسامات..
❀- حتى لو مت، فالحي الذي لا يموت، سيعيد حقك لأبنائك من بعدك، لا تنشغل في لحظة وجعك وغمرة آهاتك بأبنائك من بعدك، فالحي الذي تموت أنت ولا يموت هو سيكون لهم، سيكون معهم، سيرأف بحالهم، سيسعدهم، سيجعل حياتهم أفضل منها وأنت معهم،
•• لأنه الحي الذي لا يموت..
-- *أكسجين الحياة*
✿- حتى لو لم يظلمك أحد، توكل عليه!
❀- ليس التوكل منجاة من ظلم الظالمين! وإعانة على عمل معين فحسب!
✿- التوكل هو أكسجين حياتك، هل تستطيع العيش بلا أكسجين؟
❀- توكل على الله في صحتك.. أوكل أمر نبضات قلبك وحركة أعضائك وتدفق دمائك في شرايينك وانتقال الطعام داخل جسدك إلى الله.
✿- لو لم يأذن الله لجفنك أن يغمض لاحترقت عينك جفافا!
❀- لو لم يأذن الله للسانك أن يذوق لبهتت الحياة في نظرك!
✿- لو لم يأذن الله لجلدك أن يحس لتقطعت دون أن تشعر!
❀- توكل عليه سبحانه في صلاح أبنائك..
✿- كم قد رأيت ورأيت أبناء تربوا في المساجد ثم ألحدوا، والعياذ بالله؟
❀- وأبناء صرف عليهم الآباء المال والرعاية ثم ضاعوا!
✿- وأبناء أحاطهم اهتمام إخوانهم الكبار ثم انحرفوا!
❀- الله وحده الذي يعلم مكان الهداية في قلب ابنك، ادعه أن يملأه إيمانا، توكل عليه، قل له بخضوع: يارب، هذا ابني، وأنت ربي وربه فاهده إليك ودله عليك وأعني على تربيته..
✿- يارب أنا لن أحسن أن آمره بالصلة ما لم تعني..
❀- وهو لن يحسن أن يصلي ما لم تعنه..
✿- فأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
يتبع
❀-••-❀-- ✿ --❀-••-❀
وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جزى الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خير، أرسل للاشتراك إلى:
❀-••-❀-- ✿ --❀-••-❀