ياليتك بيننا (1 )
قصة حب
رسالةُ اليون
لكل قلبٍ جافٍ غافلٍ لاهٍ جفَّت ينابيع الحبِّ في قلبه ..
ولكل من اصفَّرت أوراق الوجد في نفسه ..
ولكل من تيبَّست خضرة شوقه فأحالتْ ربيع حبه خريفاً تحاتّ أوراقه ..
حديثُ اليوم :
( قصة حبٍّ ليس لها نهاية .. )
حديثٌ من أرقِّ الأحاديث النبوية المتواترة عن نبي الله عليه الصلاة والسلام .. والتي بلغت أعلى درجات الصحة .. حتى أنه ورد عنه في أكثر من خمسين طريقاً ..
جمعٌ غفيرٌ من الرواة لهذا الحديث الرقيق .. لايجعلُ في قلبك أدنى شكٍّ في نسبتهِ وصحتهِ إلى نبي الله صلوات ربي وسلامه عليه ..
حديثٌ كلما قرأته وتذكّرته ومرَّ في خاطري منه شيء ...
أصابتني لوعة الوجد ولهف الشوق .. فتحادرت الدموع .. تروي قصة من قصص الحب التي مُحالٌ أن تُترجمها الكلمات ..
وابعَــثْ صــلاتَكَ بالأشــواقِ مُـتْـرَعـةً
عـلـى نَبــيٍّ إلــى الجَــنَّـاتِ يَـهـدِينـا
عـلـيـه صـلـّى إلــهُ الـكَــونِ مـا تُلِيتْ
أُمُّ الــكـتــابِ وقــالَ الـنَّــاسُ آمِــيـنــا
بأبي أنت وأمي ياحبيبي يارسول الله
ما أجمل خُطَبكَ ومواعِظكَ الرقراقة .. التي كانت تُحيي قلوب أصحابك .. فكانوا يسمعونك بقلوبهم لا بأذانهم .. فهنيئاً لهم صحبتك ورفقتك ..لاحرمنا الله لقياكَ عند الحوض
وفي ذلك اليوم الذي أرَّختْ السيرة حادثتهُ التي لا تُنسى ..
عندما همَّ رسول الله ليخطب بأصحابه كعادته من يوم الجمعة ...
والصحابة ينتظرون كلماته الدافئة .. ومواعظه الحانية التي تُنعش القلوب وتُسليها كما عودهم ..
وفي أول يوم رقيَ فيه المنبر الجديد الذي اتخذه صحابته له .. وتحول إليه وفارق الجذع الذي اعتاد الخطبة من عنده ..
عندها ابتدأت قصة الحب التي ارتجَّ لها المسجد ومن فيه .. والصحابة يلتفتون متعجبون والدهشة تغمرهم وتعمر المكان .. وكأني بينهم ألتفتُ معهم يمنة ويسرة والدهشة تكسو الملامح ..
من أين يصدر هذاالصوت ياهل ترى
من الباكي
من الشاكي
من الذي يصيح
من الذي يحنُّ ويئنُّ
ويرتجُّ المسجد ويضجُّ بالصوت المؤلم الحزين
صوتٌ كصوتِ صياح الصبي وحنينه وهو في غاية الشدة ..وكما في رواية عند البخاري :
(فَصَاحَتْ صِيَاحَ الصَّبيِّ.
فَنَزَلَ النَّبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، حتَّى أخذَهَا فَضَمَّهَا إلَيْهِ، فَجَعلَتْ تَئِنُّ أنِينَ الصَّبيِّ الَّذي يُسكَّتُ )
وكما رُويتْ الحادثة في أكثر من رواية أخرى صحيحة نصها مجموع كالآتي :
( فصاحت النخلة صياح الصبي )
و( خار الجذع - أي أصدر صوتاً - كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم )
و (حنَّت حنين العِشَارِ ) والعشار جمع عشراء وهي الناقة الحامل التي انتهت في حملها الى عشرة أشهر ..
و (حنت الخشبة حنين النَّاقة الخَلُوجِ ) والناقة الخلوج هي الناقة التي انتُزع منها وليدها وكما هو معلوم فإن حنينها مؤلم أشد الألم لما تُحدثه من تأثير على من حولها ..
وكلها روايات صحيحة تُخبِرُ المتتبع لها والمتفحص لثناياها شدة الشوق العظيم من الجذع للحبيب الهادي ..
والجذع حنَّ لبعده متنغصاً ..
حتى أتاه فضمه فتبصرا ..
هل أدركتم كمَّ الشوق وحجم الوجد الذي كان يكتنزه الجذع بين ثناياه لرسول الله ..
فما أن فارقه صاحبه الا وقد حنَّ لفراقه وبُعْده ..
جذع له مع رسول الله ذكريات وحكايات .. وأي حكاية أجمل من رفقة المصطفى وصحبته .. فلقد استند اليه رسول الله تارَّة واتكأ عليه تارَّة أخرى .. وأسند ظهره إليه ..و وضع يده الشريفة عليه .. وحظي بسماع صوته الحبيب وهو يذكر الله عنده .. لقد اعتاده ..وتعود عليه .. وأنس به أيما إيناس ...
أبعد هذا نلومه !! حُقَّ لهُ والله أن يبكي ويحنُّ ويئنُّ لفقد صاحبه .. وأي صاحب هو ؟؟
إنه سيد الثقلين .. ومعلمنا الخير .. حبيبي رسول الله
أنتَ الذي حنَّ الجمادُ لعطفهِ
وشكا لك الحيوانُ يومَ رآكا
والجِذعُ يُسْمَعُ بالحنين أنينُه
وبكاؤُه شوقًا إلى لُقياكا ..
فما كان منه صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال فيه ربه
( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين )
الا وقد نزل من منبره وذهب الى الجذع فوضع يده الشريفة عليه فسكت ..
وفي عدة روايات صحيحة تتبْعْتُها يُجمِّل بعضها بعضاً كالدرر المنثور حول الجياد .. يقول فيها رواتها :
( ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه ، تئنُّ أنينَ الصبي الذي يُسَكَّنُ )
و ( حنَّ الجذع حتى أتاه فمسحه )
و ( فوضع يده عليها فسكنت )
و ( حنَّت حنين العشار حتى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فسكنتْ )
و ( نَزَلَ النَّبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، حتَّى أخذَهَا فَضَمَّهَا إلَيْهِ ، فَجَعلَت تَئِنُّ أنِينَ الصَّبيِّ الَّذي يُسكَّتُ حَتَّى اسْتَقرَّتْ، قال: بَكَتْ عَلى مَا كَانَتْ تسمعُ مِنَ الذِّكْرِ )
و (حنَّ الجذع فاحتضنه فسكن وقال رسول الله : لو لم احتضنه ، لحنَّ الى يوم القيامة )
و ( نزل اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر ، فالتزمه وهو يخورُ ، فلما التزمه سكن .. ثم قال صلى الله عليه وسلم ( أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا الى يوم القيامة حزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وألقى له الرحمن في الجماد حباً ..
فكـانت لإهــداءالسـلام لـه يهـدأ ..
وفارق جذعاً كان يخطب عنـــده ..
كأنه أنـين الأُمِّ إذ تجـــدُ فقداً ..
يحنُّ إليه الجذع يا قـومُ هكـذا ..
أما نحـن أولى أن نحنَّ له وَجْدا ..
إذا كان جذعٌ لم يُطق بُعدَ ساعة ..
فلـيس وفــاءً أَنْ نطيق له بُعـدا ..
ياااااااااه
تقف كلماتي عاجزة عن وصف المشهد الحي بتعبيراته ..
حقا والله إنها لقصةُ حبٍّ أعجب من قصص الخيال ..
هل تخيلتم المشهد
هل عشتم الأحداث
هل تحرك الشوق المدفون في أضلاعكم
هل حقا قد اشتقتم
فيا حامداً معنى بصورة عاقلٍ ..
أَمالك مـن قلب شهيدٍ ولا سمْع..
يحنُّ إليه الجذعُ شوقاً وما لنا..
أَلسنا بذاك الشَّوْقِ أولى مِنَ الجذعِ
الجذع أحب النبي فحنَّ إليه
خشبة ليس بها حياةٌ تحنُّ وتشتاق للبشير للهادي ..
ونحن الذين جاءنا بالحق والهداية .. ودلَّنا على الله .. أليس أحق أن تحنّ قلوبنا إليه وتشتاق !!
أيا صحبي أين حبكم
أين أشواقكم
أين حنينكم لمن جاءكم بالتوحيد ورسالة السماء
والجذع حنَّ إليه .. ونحن بالشوق أحق منه .. وما الاجذاع بأرقِّ منا أنفساً وقلوبا ..
صلوا عليه وسلموا تسليما ..
كان الحسنُ البصريُّ إذا حدَّث بهذا الحديث لم يستطع ان يتمالك دموعه فيبكي ويقول :
(يا معشرَ المسلمين، الخشبةُ تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقًا إلى لقائه ، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إليه )
لاتدع الخشبة تَغلِبُك وتكون أشدّ حنيناً لنبي الله .. فتكونَ أفطن منك.
لاتدعها تسبقك بالشوق والحنين لسيد المرسلين ..وأنت هائمٌ بحبِّ أسياد الدنيا الفانية ..
لايكن جماداً غيرَ مكلفٍ أعقلَ منكَ وأبصرَ بالحبِّ والشوق .. وأنت صاحب التكليف ..
إياك أن تفوتك الفرصة في السبق ..
فتُنَافِسَكَ جمادات وجبال ..وحيوانات وبهائم ..
وأنت على وسادتك نائم ..
في ملذات الدنيا هائم ..
أيقظ حبَّكَ الذي في الصدر نائم ..
وسابق الركب وأهل العزائم ..
علَّك تُدرك سهمكَ من النعم أو شيئاً من الغنائم ..
فداك روحي ..صلى عليك الله يا خير الورى
مالي ونفسي ومَن أحبَبتُ كلُّهُمُ
فداكَ أنت ودَمعٌ فاضَ مِن مُقَلِ
نفسي ومالي ومَن أحبَبتُ كلُّهُمُ
فِدى النّبيِّ حبيبِ الجِذعِ والجَبَلِ
صلّى عليكَ إلهي ما جرى نَهَرٌ
يا خاتمَ الأنبيا ، يا سَيِّدَ الرُّسُل ﷺ
اللهم صلّ وسلّم على المبعوث رحمة للعالمين ولا تحرمنا اجتماعا معه عند الحوض برحمتك لا بأعمالنا ..
قصة حب
رسالةُ اليون
لكل قلبٍ جافٍ غافلٍ لاهٍ جفَّت ينابيع الحبِّ في قلبه ..
ولكل من اصفَّرت أوراق الوجد في نفسه ..
ولكل من تيبَّست خضرة شوقه فأحالتْ ربيع حبه خريفاً تحاتّ أوراقه ..
حديثُ اليوم :
( قصة حبٍّ ليس لها نهاية .. )
حديثٌ من أرقِّ الأحاديث النبوية المتواترة عن نبي الله عليه الصلاة والسلام .. والتي بلغت أعلى درجات الصحة .. حتى أنه ورد عنه في أكثر من خمسين طريقاً ..
جمعٌ غفيرٌ من الرواة لهذا الحديث الرقيق .. لايجعلُ في قلبك أدنى شكٍّ في نسبتهِ وصحتهِ إلى نبي الله صلوات ربي وسلامه عليه ..
حديثٌ كلما قرأته وتذكّرته ومرَّ في خاطري منه شيء ...
أصابتني لوعة الوجد ولهف الشوق .. فتحادرت الدموع .. تروي قصة من قصص الحب التي مُحالٌ أن تُترجمها الكلمات ..
وابعَــثْ صــلاتَكَ بالأشــواقِ مُـتْـرَعـةً
عـلـى نَبــيٍّ إلــى الجَــنَّـاتِ يَـهـدِينـا
عـلـيـه صـلـّى إلــهُ الـكَــونِ مـا تُلِيتْ
أُمُّ الــكـتــابِ وقــالَ الـنَّــاسُ آمِــيـنــا
بأبي أنت وأمي ياحبيبي يارسول الله
ما أجمل خُطَبكَ ومواعِظكَ الرقراقة .. التي كانت تُحيي قلوب أصحابك .. فكانوا يسمعونك بقلوبهم لا بأذانهم .. فهنيئاً لهم صحبتك ورفقتك ..لاحرمنا الله لقياكَ عند الحوض
وفي ذلك اليوم الذي أرَّختْ السيرة حادثتهُ التي لا تُنسى ..
عندما همَّ رسول الله ليخطب بأصحابه كعادته من يوم الجمعة ...
والصحابة ينتظرون كلماته الدافئة .. ومواعظه الحانية التي تُنعش القلوب وتُسليها كما عودهم ..
وفي أول يوم رقيَ فيه المنبر الجديد الذي اتخذه صحابته له .. وتحول إليه وفارق الجذع الذي اعتاد الخطبة من عنده ..
عندها ابتدأت قصة الحب التي ارتجَّ لها المسجد ومن فيه .. والصحابة يلتفتون متعجبون والدهشة تغمرهم وتعمر المكان .. وكأني بينهم ألتفتُ معهم يمنة ويسرة والدهشة تكسو الملامح ..
من أين يصدر هذاالصوت ياهل ترى
من الباكي
من الشاكي
من الذي يصيح
من الذي يحنُّ ويئنُّ
ويرتجُّ المسجد ويضجُّ بالصوت المؤلم الحزين
صوتٌ كصوتِ صياح الصبي وحنينه وهو في غاية الشدة ..وكما في رواية عند البخاري :
(فَصَاحَتْ صِيَاحَ الصَّبيِّ.
فَنَزَلَ النَّبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، حتَّى أخذَهَا فَضَمَّهَا إلَيْهِ، فَجَعلَتْ تَئِنُّ أنِينَ الصَّبيِّ الَّذي يُسكَّتُ )
وكما رُويتْ الحادثة في أكثر من رواية أخرى صحيحة نصها مجموع كالآتي :
( فصاحت النخلة صياح الصبي )
و( خار الجذع - أي أصدر صوتاً - كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم )
و (حنَّت حنين العِشَارِ ) والعشار جمع عشراء وهي الناقة الحامل التي انتهت في حملها الى عشرة أشهر ..
و (حنت الخشبة حنين النَّاقة الخَلُوجِ ) والناقة الخلوج هي الناقة التي انتُزع منها وليدها وكما هو معلوم فإن حنينها مؤلم أشد الألم لما تُحدثه من تأثير على من حولها ..
وكلها روايات صحيحة تُخبِرُ المتتبع لها والمتفحص لثناياها شدة الشوق العظيم من الجذع للحبيب الهادي ..
والجذع حنَّ لبعده متنغصاً ..
حتى أتاه فضمه فتبصرا ..
هل أدركتم كمَّ الشوق وحجم الوجد الذي كان يكتنزه الجذع بين ثناياه لرسول الله ..
فما أن فارقه صاحبه الا وقد حنَّ لفراقه وبُعْده ..
جذع له مع رسول الله ذكريات وحكايات .. وأي حكاية أجمل من رفقة المصطفى وصحبته .. فلقد استند اليه رسول الله تارَّة واتكأ عليه تارَّة أخرى .. وأسند ظهره إليه ..و وضع يده الشريفة عليه .. وحظي بسماع صوته الحبيب وهو يذكر الله عنده .. لقد اعتاده ..وتعود عليه .. وأنس به أيما إيناس ...
أبعد هذا نلومه !! حُقَّ لهُ والله أن يبكي ويحنُّ ويئنُّ لفقد صاحبه .. وأي صاحب هو ؟؟
إنه سيد الثقلين .. ومعلمنا الخير .. حبيبي رسول الله
أنتَ الذي حنَّ الجمادُ لعطفهِ
وشكا لك الحيوانُ يومَ رآكا
والجِذعُ يُسْمَعُ بالحنين أنينُه
وبكاؤُه شوقًا إلى لُقياكا ..
فما كان منه صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال فيه ربه
( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين )
الا وقد نزل من منبره وذهب الى الجذع فوضع يده الشريفة عليه فسكت ..
وفي عدة روايات صحيحة تتبْعْتُها يُجمِّل بعضها بعضاً كالدرر المنثور حول الجياد .. يقول فيها رواتها :
( ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه ، تئنُّ أنينَ الصبي الذي يُسَكَّنُ )
و ( حنَّ الجذع حتى أتاه فمسحه )
و ( فوضع يده عليها فسكنت )
و ( حنَّت حنين العشار حتى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فسكنتْ )
و ( نَزَلَ النَّبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، حتَّى أخذَهَا فَضَمَّهَا إلَيْهِ ، فَجَعلَت تَئِنُّ أنِينَ الصَّبيِّ الَّذي يُسكَّتُ حَتَّى اسْتَقرَّتْ، قال: بَكَتْ عَلى مَا كَانَتْ تسمعُ مِنَ الذِّكْرِ )
و (حنَّ الجذع فاحتضنه فسكن وقال رسول الله : لو لم احتضنه ، لحنَّ الى يوم القيامة )
و ( نزل اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر ، فالتزمه وهو يخورُ ، فلما التزمه سكن .. ثم قال صلى الله عليه وسلم ( أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا الى يوم القيامة حزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وألقى له الرحمن في الجماد حباً ..
فكـانت لإهــداءالسـلام لـه يهـدأ ..
وفارق جذعاً كان يخطب عنـــده ..
كأنه أنـين الأُمِّ إذ تجـــدُ فقداً ..
يحنُّ إليه الجذع يا قـومُ هكـذا ..
أما نحـن أولى أن نحنَّ له وَجْدا ..
إذا كان جذعٌ لم يُطق بُعدَ ساعة ..
فلـيس وفــاءً أَنْ نطيق له بُعـدا ..
ياااااااااه
تقف كلماتي عاجزة عن وصف المشهد الحي بتعبيراته ..
حقا والله إنها لقصةُ حبٍّ أعجب من قصص الخيال ..
هل تخيلتم المشهد
هل عشتم الأحداث
هل تحرك الشوق المدفون في أضلاعكم
هل حقا قد اشتقتم
فيا حامداً معنى بصورة عاقلٍ ..
أَمالك مـن قلب شهيدٍ ولا سمْع..
يحنُّ إليه الجذعُ شوقاً وما لنا..
أَلسنا بذاك الشَّوْقِ أولى مِنَ الجذعِ
الجذع أحب النبي فحنَّ إليه
خشبة ليس بها حياةٌ تحنُّ وتشتاق للبشير للهادي ..
ونحن الذين جاءنا بالحق والهداية .. ودلَّنا على الله .. أليس أحق أن تحنّ قلوبنا إليه وتشتاق !!
أيا صحبي أين حبكم
أين أشواقكم
أين حنينكم لمن جاءكم بالتوحيد ورسالة السماء
والجذع حنَّ إليه .. ونحن بالشوق أحق منه .. وما الاجذاع بأرقِّ منا أنفساً وقلوبا ..
صلوا عليه وسلموا تسليما ..
كان الحسنُ البصريُّ إذا حدَّث بهذا الحديث لم يستطع ان يتمالك دموعه فيبكي ويقول :
(يا معشرَ المسلمين، الخشبةُ تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقًا إلى لقائه ، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إليه )
لاتدع الخشبة تَغلِبُك وتكون أشدّ حنيناً لنبي الله .. فتكونَ أفطن منك.
لاتدعها تسبقك بالشوق والحنين لسيد المرسلين ..وأنت هائمٌ بحبِّ أسياد الدنيا الفانية ..
لايكن جماداً غيرَ مكلفٍ أعقلَ منكَ وأبصرَ بالحبِّ والشوق .. وأنت صاحب التكليف ..
إياك أن تفوتك الفرصة في السبق ..
فتُنَافِسَكَ جمادات وجبال ..وحيوانات وبهائم ..
وأنت على وسادتك نائم ..
في ملذات الدنيا هائم ..
أيقظ حبَّكَ الذي في الصدر نائم ..
وسابق الركب وأهل العزائم ..
علَّك تُدرك سهمكَ من النعم أو شيئاً من الغنائم ..
فداك روحي ..صلى عليك الله يا خير الورى
مالي ونفسي ومَن أحبَبتُ كلُّهُمُ
فداكَ أنت ودَمعٌ فاضَ مِن مُقَلِ
نفسي ومالي ومَن أحبَبتُ كلُّهُمُ
فِدى النّبيِّ حبيبِ الجِذعِ والجَبَلِ
صلّى عليكَ إلهي ما جرى نَهَرٌ
يا خاتمَ الأنبيا ، يا سَيِّدَ الرُّسُل ﷺ
اللهم صلّ وسلّم على المبعوث رحمة للعالمين ولا تحرمنا اجتماعا معه عند الحوض برحمتك لا بأعمالنا ..