استعرض نائب الرئيس الأمريكى السابق ديك تشينى فى كتابه «زمنى..
مذكرات شخصية وسياسية»، والذى طرح فى الأسواق الأمريكية مؤخرا، لقاءاته مع
الرئيس السابق حسنى مبارك قبل وبعد غزو صدام حسين للكويت عام 90، وكان
تشينى يتولى وقتها منصب وزير الدفاع، وأكد أن مبارك بدا شديد الغضب، وقال
فى كتابه بالنص: «وافق الرئيس المصرى على كل مطالبنا التى عرضتها عليه فى
هذه الفترة، مثل السماح باستعمال المجال الجوى المصرى حال القيام بعمليات
عسكرية ضد القوات العراقية، والسماح بتقديم خدمات لوجيستيية».
وركز
تشينى فى كتابه على موافقة مبارك الفورية على مرور حاملة الطائرات
«أيزنهاور»، والتى تعمل بالطاقة النووية، وهو المطلب الذى لم تكن مصر ترحب
به فى الظروف العادية، ثم أشاد بمساهمة مصر بأعداد كبيرة فى الحرب لتحرير
الكويت، وقال إن الجيش المصرى «أدى أداء حسنا خلال تلك المعارك».
وفى
أحد الفصول تحدث نائب الرئيس الأمريكى عن لقائه المهم بالرئيس السابق
مبارك فى مدينة شرم الشيخ قبل شن الحرب على العراق فى مارس 2003، وجاء فى
الصفحة رقم 375 من الكتاب «مبارك كان مهتما بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى،
وكان يرى أن استمراره يخدم أجندة الأطراف المتطرفة فى المنطقة، ويمثل ضغطا
شعبيا كبيرا على قادة المنطقة بما فيهم هو شخصيا»، إلا أن تشينى يقول إنهم
بمجرد أن بدأوا مناقشة ملف العراق، أكد لمبارك أن الرئيس بوش لم يتخذ قرارا
بعد بغزو العراق، وأنه يريد أن يتأكد من مساعدة مصر إذا ما قررت واشنطن
بدء الحرب ضد نظام صدام حسين، وقال فى كتابه: «مبارك وافق على كل الطلبات
الأمريكية العسكرية، مثل السماح باستخدام المجال الجوى المصرى، وتقديم
خدمات لوجيستيكية، حال وقعت الحرب»، فيما تجاهل تشينى أى تفاصيل عن لقائه
السرى بنجل الرئيس السبق جمال مبارك أثناء زيارته غير المعلنة للبيت الأبيض
فى مايو 2006.
وفيما يتعلق بمصر قال تشينى إن أول رحله قام بها
خارج الولايات المتحدة كانت إلى القاهرة فى عام 70 للمشاركة فى جنازة
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبدأت القصة عندما توطدت صداقة تشينى مع
دونالد رامسفيلد، وكان الأخير يعمل حينذاك فى مكتب خلق الفرص الاقتصادية
التابع للبيت الأبيض، وبعد وفاة عبدالناصر طلب الرئيس الأمريكى ريتشارد
نيكسون من وزيرى التعليم والصحة أن يرأسا الوفد الرسمى لتقديم العزاء فى
وفاة عبدالناصر، وكان رامسفيلد أحد أعضاء الوفد الرسمى، الذى اتصل بديك
تشينى ليسأله فيما إذا كان يريد الانضمام للوفد المتجه إلى القاهرة، إلا أن
تشينى أبدى عدم رغبته فى السفر فضلا عن عدم وجود جواز سفر لديه، فما كان
من رامسفيلد إلا ان طلب من وزارة الخارجية أن تصدر وثيقة سفر رسمية تؤكد
فيها أن تشينى مسئول حكومى أمريكى يمثل بلاده فى الجنازة ليسمح له بدخول
للقاهرة.