ذات مرة مثلاً كان النبي عليه الصلاة والسلام يمشي في السوق (خدوا بالكم.. النبي ماشي في السوق.. هه)، وإذا به -صلى الله عليه وسلم- يغافل أحد الصحابة وهو "زاهر بن حرام الأشجعي"، ويحتضنه من الخلف دون أن يكشف عن شخصيته، ثم رفعه النبي عن الأرض في مرح و"زاهر" يحاول التملص وحين التفت ليجد أنه الرسول فرح بمداعبته، ورفع "محمد" –صلى الله عليه وسلم– صوته وهو يقول ممازحاً وممسكاً بـ"زاهر" وسط السوق: "من يشتري هذا العبد؟ من يشتري هذا العبد؟ وسط جو من المرح وضحكات الصحابة الكرام وحين قال "زاهر": يا رسول الله "أتجدني كاسدا" -أي لن أباع كالبضاعة الكاسدة- قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: ولكنك عند الله لست بكاسد.
بالطبع هناك قصة شهيرة يعلمها معظمنا عن السيدة العجوز التي جاءت للنبي كي يدعو لها بدخول الجنة فرد عليها ممازحاً "لا تدخل الجنة عجوز"، وحين بكت المرأة دعاها ثم قال لها: أما سمعتِ قول الله تعالى "إنا أنشأناهن إنشاءا فجعلناهن أبكارا"، ووضّح لها أنها لن تكون عجوزاً حين تدخل الجنة.
هناك أيضاً المداعبات بينه وبين الإمام "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه حين كانا يأكلان تمراً، فغافل "عليّ" النبي صلى الله عليه وسلم ووضع أمامه كل النوى وقال ممازحاً: أأكلت كل هذا يا رسول الله؟ فرد النبي حاضر البديهة فيما معناه: أنا أكلت البلح فقط بينما أنت أكلت البلح بنواه!!