لا يمكن للأفراد والأمم الهروب من ذنوبهم والمظالم ..إلا بالفرار إلى الله،
فما كسبت أيدي الناس لا يتبخر حين يعطونه ظهورهم ويضعون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم ويصرون على اتباع الهوى ..بل ويتواصون بالمزيد من ذلك- لا يتبخر ولا تبتلعه الأرض- بل يتكثف سحاباً ثقيلاً تحمله ريح فيها عذاب أليم تُدمر كل شيء، وترده لهم الأرض جدباً حين تخلع لونها الأخضر ويجف الماء فتبدو جرداء قاحلة.. يقل الزرع ويضمر الضرع، ويُحَرم الناس البركة..
غَيّروا ما بأنفسهم فزالت نعمة الشبع والأمن، وبدلوا نعمة الله كفراً ..فحل البوار.
وليت الناس تعتبر، لكنهم ينظرون للسماء ويقولون: ماذا جرى! ويسخطون على ربهم ويسألون: لماذا!
(قل هو من عند أنفسكم)
ولا يُرفع بأس إلا بتضرع، ولا يُصرف بلاء إلا باستغفار وتوبة، ولا يغير الله ما بقوم من نعم حتى يغيروا نفوسهم، ولا ينصلح الحال إلا بصلاح العمل وهجر المعاصي وترك الاستكبار..وتغيير المنكر وأن يرجع المعروف ..معروفا.
لقد زعم أقوام أن الدين مهرب من الكوارث الطبيعية، وأنه ملاذ العاجزين، وليتهم أحسنوا التدبر والتدبير، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا..وخاب كل كفار عنيد.
(إن الله لا يُصلح عمل المفسدين)
و....
(إن رحمة الله قريب من المحسنين)
سنن وتواريخ